1422227
1422227
العرب والعالم

العراق: المتظاهرون يرفضون مرشحي الرئيس والخلافات السياسية تؤجل حسم تسمية المرشح

21 يناير 2020
21 يناير 2020

مقتل محتج في اشتباكات مع الشرطة ومسلحين يستخدمون أسلحة كاتمة -

بغداد ـ عمان ـ جبار الربيعي-(وكالات):-

استمر مسلسل رفض المرشحين لرئاسة مجلس الوزراء وتشكيل حكومة مؤقتة من قبل المتظاهرين، بعد أن قارب على النهاية بعد أن تناقلت الأنباء الليلة قبل الماضية عن عزم الرئيس العراقي برهم صالح تكليف أحد المرشحين «علي الشكري» أو «محمد توفيق علاوي»، لكن الخلافات السياسية أجلت في موضوع حسم تسمية المرشح حتى الآن، في وقت أبدى عدد من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، رفضهم لترشيح أشخاص «مزدوجي الجنسية» إلى رئاسة الوزراء في الحكومة الانتقالية المقبلة، فضلا عن عدم اشغاله لأي منصب سياسي سابقا.

ونشر متظاهرون في ساحة التحرير صوراً تعبر عن رفضهم للمرشحين «علي شكري» و«محمد توفيق علاوي».

وقال أحد الناشطين، إن «أي مرشح من قبل الكتل السياسية لمنصب رئاسة الوزراء يجب أن يكون حاملا للجنسية العراقية فقط، وأن لا يحمل أي جنسية أخرى، كما يجب أن يتحلى بالنزاهة والشجاعة».

وشدد على أن «اختيار مرشح لهذا المنصب يجب أن يمتلك المواصفات المطلوبة من حيث الاستقلالية، ولم يشغل منصب سياسي سابقا وتكون لديه خبرة إدارية».

كما نقلت صفحات أخرى على مواقع التواصل، إن «اختيار أي شخص لمنصب رئاسة الوزراء يجب أن يكون وفقا للمثل الذي يقول بان الشخص المناسب للمكان المناسب»، لافتة إلى أن «الشخص المناسب يجب أن يتحلى بالنزاهة والقوة وأن لا يكون من مزدوجي الجنسية».

وأكدت أن «معظم المسؤولين من مزدوجي الجنسية الذين اتهموا بالفساد كانوا يلجأون إلى الدول الأخرى التي يحملون جنسيتها متى ما تم اتهامهم بالفساد».

من جانبه نفى مستشار رئاسة الجمهورية أمير الكناني، وجود أي مباحثات او اجتماع مع احد مرشحي رئاسة الوزراء، كما أشيع في مواقع التواصل.وقال الكناني، إن هذا الكلام غير صحيح وعار عن الصحة ويدخل ضمن قصة «ألف ليلة وليلة».

بدوره، علق نائب رئيس الوزراء السابق بهاء الأعرجي، على انتظار الجميع إعلان رئيس الجمهورية برهم صالح تكليف شخصية لرئاسة الوزراء.

وقال الأعرجي: إن «الغريب والعجيب أن الجميع ينتظر تكليف رئيس الجمهورية لمرشحٍ جديد لرئاسة الوزراء رغم أن ليس ثمة ترشيحٍ رسميٍّ من الكتلة الأكثر عدداً والتي هي الأخرى لا وجود لها!».

بينما كشفت قيادة عمليات بغداد، امس عن ما وصفته بـ«تطور خطير» وهو وجود مسلحين يستخدمون أسلحة كاتمة للصوت من داخل المتظاهرين في ساحة قرطبة وسط العاصمة العراقية، مبينة إصابة عدد من عناصر القوات الأمنية لليوم الثاني على التوالي، في وقت أكدت استمرارها بالتزام ضبط النفس.

وقالت قيادة عمليات بغداد في بيان، إن القوات الأمنية المكلفة بحماية المتظاهرين السلميين قرب تقاطع قرطبة تتعرض لليوم الثاني على التوالي إلى هجمات عنيفة أدت إلى جرح عدد كبير.

وأضافت «تأكد لنا صباح أمس تطور خطير وهو وجود مسلحين يستخدمون أسلحة كاتمة للصوت من داخل المتظاهرين باتجاه القوات الأمنية والمتظاهرين لخلط الأوراق، حيث أدت إلى جرح جندي بطلقة ناري نقل إلى المستشفى لإجراء عملية له».

وجددت عمليات بغداد تأكيدها أن «القوات الأمنية تمارس ضبط عالي للنفس وملتزمة بقواعد للاشتباك في حماية المتظاهرين وتأمين منطقة التظاهر»، داعية «كافة المتظاهرين السلميين للانتباه إلى ذلك والتعاون مع قواتنا الأمنية في كشف المسلحين داخل التظاهرات وإلقاء القبض عليهم، حفاظًا على سلمية التظاهر وسلامة القوات الأمنية والمتظاهرين».

وخاضت الشرطة العراقية أمس اشتباكات بالشوارع مع متظاهرين مناهضين للحكومة، حيث أطلقت الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي في محاولة لتفريق شبان يرشقونها بالحجارة ويطالبون بإصلاح النظام السياسي الذي يرونه شديد الفساد.

وقالت مصادر طبية: إن محتجا قُتل في بغداد في حين توفي آخر متأثرا بإصابته برصاصة أمس الأول في مدينة بعقوبة. وأضافت المصادر أن ما لا يقل عن 50 متظاهرا أصيبوا كذلك.

واندلعت اشتباكات عنيفة لليوم الثالث على التوالي في ساحة الطيران في بغداد وعدد من المدن في جنوب العراق منها البصرة وكربلاء والنجف، حيث ألقى المحتجون الحجارة والقنابل الحارقة على الشرطة التي ردت بإطلاق الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي.

وقال محتج ملثم في بغداد، رفض ذكر اسمه، لتلفزيون رويترز «مظاهراتنا سلمية. نطالب باستقالة الحكومة ونطالب برئيس وزراء مستقل غير متحزب».

وقال شهود عيان لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) إن القوات الأمنية في محافظة البصرة أرسلت تعزيزات أمنية مكثفة إلى الطرق والتقاطعات منذ ساعات الصباح الباكر توزعت بصورة كبيرة جدا على جميع الطرق، وقامت بإزالة خيم المتظاهرين وإعادتهم إلى ساحة البحرية حيث مكان التظاهر المركزي فيما لا يزال طلبة جامعة البصرة معتصمين.

وذكر الشهود أنه جرى أمس إعادة فتح الطرق المؤدية إلى المنشآت النفطية وحقول الإنتاج والمنشآت الصناعية ومينائي الزبير وأم قصر، أمام حركة المواطنين.

وأشاروا إلى أن الهدوء يسود محافظة ذي قار وخاصة في شوارع مدينة الناصرية و مراكز الأقضية والنواحي، وأن الجسور الرئيسية مفتوحة في الناصرية، عدا جسري الحضارات والزيتون، مع استمرار المتظاهرين بقطع الطريق الدولي الرابط بين الناصرية و بغداد.

وشهدت محافظة ميسان أمس إغلاق الدوائر الحكومية وتعطيل الدوام في الكليات والمدارس وإغلاق الطرق الخارجية للمحافظة واستمرار التظاهرات في المكان المخصص للتظاهر بالمحافظة ، فيما شهدت محافظة المثنى في ساعات الصباح الأولى من يوم أمس حرق الإطارات بالتقاطعات الرئيسية والشوارع في منطقة القشلة حيث ارتفعت سحب الدخان الكثيف في مناطق مختلفة.

وأعلنت محافظ بابل تعطيل الدوام الرسمي فيما خرج المئات من طلاب الجامعات في مظاهرات شعبية للتعبير عن دعم مطالب المتظاهرين في تسمية مرشح للحكومة الجديد.