1422278
1422278
العرب والعالم

هدوء الأوضاع في طرابلس.. وتركيا تطالب حفتر باختيار الحل السياسي

21 يناير 2020
21 يناير 2020

سلامة يعارض إرسال قوات حفظ سلام إلى ليبيا -

عواصم-(وكالات): تشهد الأوضاع في العاصمة الليبية طرابلس حالة من الهدوء العام، الذي تتخلله أحياناً خروقات متقطعة بين أطراف النزاع لم تسفر عن وقوع ضحايا.

وأكد شهود عيان من مناطق الاشتباك بأطراف طرابلس الجنوبية لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) هدوء الأوضاع، مع سماع أصوات بعض الطلقات النارية والمدفعية من حين لآخر، مطالبين بوقف كلي لإطلاق النار وإفساح المجال لعودة الحياة الطبيعية في مناطق الاشتباك، وكذلك عودة النازحين إلى بيوتهم التي هجروها نتيجة الاشتباكات التي اندلعت في الرابع من أبريل الماضي.

وأعرب بعض سكان العاصمة عن استيائهم من نتائج إيقاف تصدير النفط (المورد الأساسي للدولة الليبية)، واشتكى بعضهم لـ «د.ب.أ» من بدء ارتفاع بعض الأسعار بشكل تدريجي نتيجة انخفاض قيمة الدينار الليبي أمام العملات الأجنبية في السوق الموازية للعملة.

وأكد مكتب الإعلام بالمؤسسة الوطنية الليبية للنفط في طرابلس استمرار حالة القوة القاهرة التي فرضتها المؤسسة على موانئ البريقة، ورأس لانوف، والحريقة، والزويتينة، والسدرة، في شرق ووسط ليبيا، وكذلك حقلي الشرارة والفيل في الجنوب، نتيجةً لإيقاف داعمي خليفة حفتر (قائد ما يسمى بالجيش الوطني الليبي أو قوات شرق ليبيا)، التصدير في الموانئ المذكورة، وإغلاق صمّامات خطوط النفط بالحقلين. ونفى المكتب أمس علمه بوجود أي تواصل بين المؤسسة التابعة لحكومة الوفاق والأطراف المصرة على استمرار إيقاف الإنتاج والتصدير.

وفي سياق متصل، أبدى رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج في تصريحات صحفية تخوّفه من أن ليبيا قد تواجه وضعا وصفه بـ «الكارثي» في حال استمرار الإغلاق وعدم ضغط المجتمع الدولي على خليفة حفتر ودفعه لإعادة استئناف الإنتاج والتصدير. واستنكر السراج ربط المشير حفتر إعادة فتح الموانئ بإعادة توزيع إيرادات النفط على الليبيين، مشيرا إلى أن دخل النفط يعود بالفائدة على كامل ليبيا. وكانت بعثة الأمم المتحدة أكدت في بيان سابق أن وقف النفط الليبي خطوة ذات عواقب وخيمة، وستضر بالشعب الليبي الذي يعتمد كليا عوائد النفط. من جانبه قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أمس إنه يجب على خليفة حفتر قائد قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) الامتثال للدعوات إلى حل سياسي للصراع في ليبيا واتخاذ خطوات «للتهدئة على الأرض». كان حفتر قد انسحب من محادثات في موسكو استهدفت التوصل إلى وقف لإطلاق النار الأسبوع الماضي، كما خيم حصار قواته لحقول نفط على قمة استضافتها برلين الأحد الماضي بهدف تعزيز هدنة هشة.

وقال جاويش أوغلو إن رفض حفتر التوقيع على بيان مشترك في برلين أثار الشكوك حول نواياه.وأضاف لقناة (إن.تي.في) التركية خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس «هل يريد حفتر حلا سياسيا أم عسكريا؟ حتى الآن يظهر موقفه أنه يريد حلا عسكريا».

وتابع قوله «يجب على حفتر العودة فورا إلى مسار الحل السياسي واتخاذ خطوات ملموسة وإيجابية بما يتماشى مع دعوات المجتمع الدولي للتهدئة على الأرض».

إلى ذلك عقب مؤتمر برلين بشأن ليبيا، أعرب المبعوث الأممي الخاص لليبيا، غسان سلامة، عن معارضته لإرسال قوات دولية لحفظ سلام هناك. وقال سلامة في تصريحات لصحيفة «فيلت» الألمانية (النسخة الإلكترونية أمس والمطبوعة اليوم : «لا يوجد في ليبيا قبول لقوات أجنبية. لا أرى أيضا في المجتمع الدولي استعدادا لإرسال قوات لذلك فإنني لا أسعى إلى مثل هذه العملية العسكرية».

وذكر سلامة أن الأهم هو أن يؤدي وقف إطلاق النار الحالي إلى هدنة دائمة، موضحا أنه ليس هناك ضرورة لإرسال جنود أمميين لهذا الغرض، بل يكفي فقط عدد صغير من المراقبين العسكريين.

كما أكد سلامة أهمية أن تتفق الأطراف المتنازعة في ليبيا على لجنة عسكرية مشتركة للتفاوض حول الهدنة، مضيفا أن اللجنة الدولية المشكلة حديثا لإجراءات المتابعة، التي تختص بمواصلة تنسيق العملية المبدوءة في برلين، ستجتمع للمرة الأولى في منتصف فبراير المقبل في العاصمة الألمانية أيضا، مشيرا إلى أنه من المرجح أن تتولى ألمانيا بالاشتراك مع مهمة الأمم المتحدة بشأن ليبيا قيادة الاجتماع. كما أكّدت مجموعة خبراء في الأمم المتحدة الليلة قبل الماضية أنّها لم تجد «أدلّة موثوقاً بها» تؤكّد صحّة معلومات أوردتها وسائل إعلام ليبية بشأن وجود قوات عسكرية سودانية تقاتل في ليبيا إلى جانب قوات خليفة حفتر.

وكانت وسائل إعلام ليبية أفادت في الأشهر الأخيرة أنّ مئات من عناصر «قوات الدعم السريع»، القوات شبه العسكرية التي تنضوي رسمياً تحت قيادة القوات المسلّحة السودانية، تم إرسالهم إلى ليبيا للقتال إلى جانب قوات حفتر في الهجوم الذي يشنّه للسيطرة على العاصمة طرابلس، مقرّ حكومة الوفاق الوطني المعترف بها من الأمم المتّحدة.لكنّ مجوعة الخبراء الأمميّين فنّدت في تقرير نشر الإثنين هذه الادّعاءات.

وإذ قال التقرير إنّ «المجموعة ليست لديها أيّ دليل موثوق به على وجود قوات الدعم السريع في ليبيا»، أكّد في الوقت نفسه أنّ الكثير من المقاتلين العرب المتحدّرين من دارفور، الإقليم الواقع في غرب السودان والغارق منذ 2003 في حرب أهلية، ومن تشاد المجاورة يقاتلون في ليبيا كأفراد «مرتزقة»، مشيراً إلى أنّ غالبية هؤلاء ينتمون إلى قبائل يتحدّر منها غالبية عناصر قوات الدعم السريع.