العرب والعالم

معارك عنيفة شرق صنعاء والحكومة تتّهم «الانتقالي» بعرقلة «اتفاق الرياض»

21 يناير 2020
21 يناير 2020

«أنصارالله» يتهمون «الأغذية العالمي» بمنع المساعدات عن الحديدة -

صنعاء- «عمان»- جمال مجاهد-(الأناضول):-

تدور منذ الـ 17 من يناير الحالي معارك عنيفة في عدد من المواقع في جبهة نهم (شرق صنعاء)، بين القوات الحكومية وقوات «أنصار الله»، إذ يتحدّث الطرفان عن تقدّم ميداني وإلحاق خسائر بشرية ومادية في صفوف الطرف الآخر، بالتزامن مع غارات جوية لمقاتلات التحالف العربي بقيادة السعودية على مديريات صرواح في محافظة مأرب، وخولان ونهم في محافظة صنعاء (المتاخمة للعاصمة).

وأكد الناطق الرسمي باسم المنطقة العسكرية السابعة «الموالي للشرعية» العقيد عبد الله الشندقي أن 72 مسلّحاً من «أنصار الله» قتلوا خلال المواجهات الأخيرة في جبهة نهم التابعة لمحافظة صنعاء.وقال في تصريح صحفي: إن قوات أنصار الله حاولت التسلّل إلى جبال يام لكنها منيت بهزيمة كبيرة». مؤكدة أن قوات الجيش الوطني «الموالي للشرعية» تمكّنت من شنّ هجوم مضاد في نهم، حرّرت على إثره سلسلة جبلية في ميمنة الجبهة.وذكرت المصادر أن «صفوف أنصار الله شهدت انهيارات كبيرة عقب مقتل قيادات بارزة». مشيرة إلى أن من بين قتلى «أنصار الله» (جابر المؤيّد) قائد الميمنة في جبهة نهم.

سياسياً: حمّل مصدر حكومي مسؤول «المجلس الانتقالي الجنوبي» مسؤولية عرقلة تنفيذ المصفوفة الأخيرة من «اتفاق الرياض» الذي ترعاه المملكة العربية السعودية. ونقلت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) عن المصدر اتّهام المجلس الانتقالي «بالسعي لإفشال المصفوفة من خلال رفض تسليم الأسلحة والعتاد الذي بحوزته للجان المكلّفة بعملية حصر واستلام الأسلحة، وعدم الالتزام بعودة القوات إلى المواقع المحدّدة وفقاً للمصفوفة، بالإضافة إلى التصعيد الإعلامي والاتّهامات التي يطلقها قادة الانتقالي للحكومة الشرعية بشكل مستفز يوحي بالبحث عن أي تصعيد لإفشال الاتفاق».

وأشار إلى قيام المجلس «بتهريب الكثير من العتاد والأسلحة المتوسّطة والثقيلة، إلى خارج العاصمة المؤقتة عدن».

وأكد أن قوات تابعة للمجلس الانتقالي، «رفضت تسليم ما بحوزتها من أسلحة في عدد من المعسكرات، وقام أفراد تابعون لها بمنع اللجان من دخول المعسكرات وتسليم الأسلحة، وأن القوات التي من المقرّر عودتها إلى مواقع خارج عدن لم تنفّذ بالشكل المطلوب وفقاً للمصفوفة».

ولفت المصدر إلى أن «هذه الممارسات والإفراط في التهم للحكومة الشرعية التي بلغت مداها في بيان الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي، كلها تعكس نوايا مبيّتة لإفشال الاتفاق، والعودة بالأوضاع إلى نقطة الصفر». وقال المصدر الحكومي: إن القيادة السياسية ممثّلة بالرئيس عبد ربه منصور هادي، ظلّت حريصة طوال الفترة الماضية على تجنّب التصعيد ولا تزال، لإتاحة المجال لتنفيذ الاتفاق، وإنجاح جهود الأشقّاء في المملكة العربية السعودية لرأب الصدع وإنهاء حالة الفوضى التي تسبّبت بها التشكيلات العسكرية الموالية للمجلس الانتقالي، وبالرغم من التعنّت المستمر من قبل المجلس». وجدّد المصدر «ثقة القيادة السياسية والحكومة بجهود السعودية لتنفيذ اتفاق الرياض بشكل كامل، يضمن بناء المؤسّسات وممارسة الدولة لمهامها كاملة في عدن»، محذّراً من «مغبّة الاستمرار في سياسة التعنّت، والسعي لإفشال الاتفاق، ووضع العراقيل أمام جهود السعودية، لتطبيع الأوضاع وتمكين الحكومة من ممارسة مهامها في عدن». بالتزامن التقى مستشار الرئيس اليمني الدكتور أحمد عبيد بن دغر، المبعوث الأممي مارتن جريفيت، بحضور مستشاري الرئيس عبد العزيز جباري وياسين مكاوي، وذلك لبحث الجهود المبذولة لتحقيق السلام الشامل والعادل.

وأكد بن دغر الذي يرأس اللجنة العسكرية والأمنية لتنفيذ «اتفاق الرياض» على أهمية تنفيذ الاتفاق بكامل بنوده ونصوصه، والالتزام بمصفوفة الانسحابات العسكرية والأمنية وسحب الأسلحة من عدن التي تم التوقيع عليها مؤخّراً، والتي ستجنّب عدن والمحافظات القريبة منها الصراعات ويجعل منها مدينة اقتصادية خالية من السلاح آمنة ومستقرة. وقال بن دغر: «برغم وجود بعض الصعوبات في تنفيذ اتفاق الرياض إلا أننا حقّقنا تقدّماً في تنفيذ الاتفاق، وبحاجة إلى مزيد من الجهود لاستكمال ما نصّت عليه المصفوفة من انسحابات وعودة القوات إلى مواقعها المنتخبة وتسليم السلاح الثقيل والمتوسّط وفقاً لما نصّ عليه الاتفاق».

وناقش اللقاء «الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة لتحقيق عملية السلام، وضرورة العمل المشترك لإنجاح المساعي الذي يقوم بها المبعوث الأممي للوصول إلى حل سياسي شامل مبني على مرجعيات الحل الثلاث». وأشار جريفيث إلى «حرص الأمم المتحدة على تحقيق السلام في اليمن والخروج من الأزمة الراهنة»، مؤكداً «التزام الأمم المتحدة بوحدة اليمن، وأن الحل السياسي هو ما سيصنعه اليمنيون في المستقبل القريب».

من جانبه اتهمت جماعة «أنصار الله» امس برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، بمنع إدخال المساعدات إلى مديرية الدُريهمي في محافظة الحديدة غربي اليمن.

وذكرت وكالة أنباء «سبأ» «انصارالله» أن السلطة المحلية في الحديدة (تتبع الجماعة) أدانت ما وصفته «قرار برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة منع إدخال المساعدات الغذائية لقرى وعزل مديرية الدريهمي للمرة الثالثة على التوالي».