1421558
1421558
العرب والعالم

الرئيس اللبناني يترأس اجتماعًا أمنيًا لبحث المواجهات خلال التظاهرات

20 يناير 2020
20 يناير 2020

اتخاذ إجراءات لـحماية المتظاهرين والممتلكات وردع المخربين -

بيروت - (وكالات): ترأس الرئيس اللبناني ميشال عون أمس اجتماعًا ضمّ كبار مسؤولي الأمن بعد مواجهات غير مسبوقة شهدتها الأيام الماضية بين عناصر الأمن ومتظاهرين في العاصمة وأسفرت عن إصابة أكثر من 500 شخص بجروح.

وشهدت عطلة نهاية الأسبوع المواجهات الأعنف، واستخدمت قوى مكافحة الشغب الرصاص المطاطي وخراطيم المياه والغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين الذين رشقوها بالحجارة والمفرقعات النارية في محيط مقر مجلس النواب في وسط بيروت.

وأصيب خلال يومين 546 شخصًا على الأقل من متظاهرين ومدنيين، بينهم 377 يوم السبت وحده الذي استمرت خلاله المواجهات ساعات طويلة، وفق حصيلة جمعتها وكالة فرانس برس من الصليب الأحمر اللبناني والدفاع المدني.

وفي منتصف الأسبوع، وقعت مواجهات عنيفة أيضاً أمام المصرف المركزي في منطقة الحمرا التجارية في بيروت وأمام ثكنة لقوى الأمن تمّ توقيف عشرات المحتجين فيها قبل إطلاق سراحهم لاحقًا.

وتُعد مواجهات الأسبوع الماضي الأعنف منذ بدء الحراك الشعبي في 17 أكتوبر الذي يطالب بإسقاط الطبقة السياسية كاملة ويتهمها بالفساد ويحملها مسؤولة انهيار الوضع الاقتصادي.

وإزاء التطورات في الشارع، ترأس عون بعد ظهر أمس «اجتماعًا أمنيًا»، بحضور وزيري الدفاع والداخلية بالإضافة إلى قادة الأجهزة الأمنية، وفق حساب الرئاسة على موقع «تويتر». وأفاد مصدر حكومي الصحفيين إثر انتهاء الاجتماع أن المجتمعين تحدثوا عن «وجود مندسين في صفوف المتظاهرين يلجأون إلى أعمال شغب والاعتداء على القوى الأمنية».

وبحث المجتمعون إجراءات أمنية سيتم اتخاذها لـ«حماية المتظاهرين السلميين والممتلكات العامة والخاصة وردع المجموعات التخريبية»، وفق المصدر الذي لم يحدد ما هي هذه الإجراءات.

وينتقد ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي تحميل مسؤولية المواجهات لـ«مندسين»، ويستخدم بعضهم منذ أسابيع على موقع «تويتر» وسم أنامندس. ويُعرف كل منهم عن نفسه ومهنته، مؤكدًا مشاركته في التظاهرات، إضافة إلى الوسم.

وكتب أحدهم أمس «قبل الظهر حين أعمل أنا مدير في شركة اتصالات، وبعد الظهر حين أذهب إلى مجلس النواب، أنامندس».

- «القوة المفرطة» - وخلال مواجهات البرلمان، أطلقت قوّات الأمن في بيروت السبت والأحد الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي بكثافة واستخدمت خراطيم المياه لتفريق المتظاهرين قرب مجلس النواب.

وعمد المتظاهرون إلى رشق الحجارة والمفرقعات النارية على عوائق أقامتها قوّات الأمن لمنع سلوك الطريق المؤدي إلى مقر البرلمان، واستخدموا أغصان الأشجار وأعمدة إشارات المرور لمواجهة عناصر الأمن. واقتطع بعضهم إشارات المرور وحملوها للوقاية من الرصاص المطاطي. وأفاد الدفاع المدني الذي انتشرت سياراته كما آليات الصليب الأحمر في محيط المنطقة، عن إصابات جراء «ضيق في التنفس» و«جروح طفيفة».

وإثر معلومات عن إصابات طالت أعين متظاهرين، نشر ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي صورًا لهم، وقد غطى كل منهم إحدى عينيه بيده مرفقة بوسم ثورتنا_عيونكم. واعتبرت منظمة «هيومن رايتس ووتش» أنه «ليس هناك أي مبرر لاستخدام قوات مكافحة الشغب القوة المفرطة ضد متظاهرين سلميين إلى حد بعيد».

وقال متظاهر أصيب في مواجهات السبت ونقل إلى المستشفى، لوكالة فرانس برس، «ضربني أربعة (من رجال الأمن) في وقت واحد، تركوني أرتاح قليلاً ثم ضربوني مجددًا وسحبوني على الأرض». وأضاف الشاب الذي فضل عدم ذكر اسمه «حين أتى شبان لمساعدتي أوقفوهم».

وأفادت «لجنة المحامين للدفاع عن المتظاهرين» السبت أن الأكثرية بين عشرات الموقوفين الذين تم الإفراج عنهم لاحقًا، «تعرضوا للعنف المبرح والمفرط في ساحات التظاهر وخلال نقلهم» إلى الثكنة الأمنية على أيدي قوات مكافحة الشغب.

ويشجب المتظاهرون بعد ثلاثة أشهر من الاحتجاجات استمرار عجز السلطة إزاء تفاقم الأزمة الاقتصادية التي تسببت بطرد أعداد كبيرة من الأشخاص من وظائفهم، وبنقص حاد في السيولة، لا سيما الدولار الأمريكي في ظل قيود مصرفيّة بالغة، وتراجع قيمة العملة اللبنانية.

واستعادت التظاهرات زخمًا الأسبوع الماضي بسبب غضب المتظاهرين نتيجة عدم تحرك المسؤولين لحل الأزمة السياسية والاجتماعية.

وقال سعد الحريري رئيس حكومة تصريف الأعمال على تويتر أمس: إن لبنان بحاجة إلى «حكومة جديدة على وجه السرعة توقف مسلسل الانهيار والتداعيات الاقتصادية والأمنية».

وأضاف: «حكومتنا استقالت في سبيل الانتقال إلى حكومة جديدة تتعامل مع المتغيرات الشعبية لكن التعطيل مستمر منذ تسعين يوما فيما البلاد تتحرك نحو المجهول». وقال: «استمرار تصريف الأعمال ليس هو الحل، فليتوقف هدر الوقت ولتكن حكومة تتحمل المسؤولية».

ويبدو الحريري، بعيدًا عن الاتصالات الجارية حاليًا لتشكيل حكومة برئاسة الأستاذ الجامعي والوزير السابق حسان دياب.

من جانبه، أبدى وزير العدل الأسبق اللواء أشرف ريفي تأييده الكامل للثورة التي تحصل ومطالبها المحقّة، مشددًا على أن «شيطنة الثورة لن ينفع السلطة ، والثوار لديهم مناعة وطنية كافية ولن يسقطوا في مثل هذه المحاولات».

وقال ريفي في تصريح صحفي له أمس: إنّ «أسرع طريق للحل الآن يكون عبر المؤسسات الموجودة بالإسراع بتشكيل حكومة مستقلة بالكامل عن السلطة القائمة، تُدير شؤون البلاد، وتضع حدًا للانهيار الاقتصادي وتؤسس لانتخابات نيابية مبكرة..».

ودعا ريفي نواب «المستقبل» و«القوات اللبنانية» و«الكتائب» وكل القوى في مجلس النواب، التي تُبدي معارضتها للوضع القائم، إلى الاستقالة الفورية، حتى تكون منسجمة مع مواقفها، لأن هذا المجلس قد فقد شرعيته بالكامل والناس قالوا كلمتهم بهذا الخصوص والمكابرة لم تعد تُجدي نفعًا».

ويطالب مئات آلاف اللبنانيين الذين ينزلون إلى الشوارع والساحات برحيل الطبقة السياسيّة التي يحمّلونها مسؤوليّة تدهور الوضع الاقتصادي ويتّهمونها بالفساد والعجز عن تأهيل المرافق وتحسين الخدمات العامة الأساسية. كما يطالبون بتشكيل حكومة اختصاصيّين ومستقلين عن الأحزاب السياسية التقليدية على أن تكون مهمتها وضع خطة إنقاذية تُخرج البلاد من الانهيار الاقتصادي.

ويتعثر تشكيل حكومة جديدة في ظل انقسام القوى السياسية (وبشكل خاص حزب الله وحلفائه في ظل رفض معظم القوى الأخرى المشاركة في الحكومة) حول شكلها وعلى تقاسم الحصص في ما بينها.