إيران تهدد بالانسحاب من معاهدة الحد من «الانتشار النووي»

أوكرانيا طالبت بتسليم الصندوقين الأسودين للطائرة المنكوبة -

عواصم - محمد جواد الأروبلي (أ ف ب - رويترز):-

هدد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بانسحاب بلاده من معاهدة الحد من انتشار السلاح النووي في حال إحالة الملف النووي الإيراني إلى مجلس الأمن الدولي.

وقال ظريف في كلمة ألقاها أمام البرلمان الإيراني: «إذا واصلت أوروبا سلوكها غير العادل وأحالت ملف الاتفاق النووي إلى مجلس الأمن الدولي، فستنسحب طهران من معاهدة الحد من انتشار السلاح النووي».

خيار مطروح

وأضاف: «الرئيس الإيراني أبلغ الدول الأوروبية بأن انسحاب طهران من معاهدة الحد من انتشار السلاح النووي خيار مطروح في حال إحالة الملف إلى مجلس الأمن الدولي، وقبل تلك الخطوة يمكننا وضع عدد من الخيارات الأخرى على جدول أعمالنا».

وأكد ظريف استعداد طهران للعودة عن تقليص التزاماتها النووية في حال نفذ الطرف الأوروبي تعهداته.

وجاءت تصريحات ظريف في سياق الردود الإيرانية على إعلان فرنسا وبريطانيا وألمانيا عن تفعيل آلية فض النزاع في الاتفاق النووي الإيراني، التي تنص على إزالة انتهاكات الاتفاق خلال 65 يوماً منذ تفعيلها، وفي حال عدم إزالتها، تقضي الآلية بنقل الملف إلى مجلس الأمن الدولي للنظر في إعادة فرض العقوبات الدولية التي تم رفعها ضمن الصفقة بين السداسية الدولية وطهران.

من جانبه حذّر رئيس البرلمان الإيراني «علي لاريجاني» من أن طهران قد تراجع علاقاتها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في حال مضي بريطانيا وفرنسا وألمانيا قدماً في تفعيل آلية فض النزاع الخاصة بالاتفاق النووي، فيما قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي، إن الخطوة الخامسة هي الخطوة الأخيرة في تقليص التعهدات واذا لم يتجاوب الأوروبيون سنقوم بإجراء قوي ومختلف.

خطأ بشري

في سياق آخر حسمت إيران نتيجة التحقيقات الجارية بأسباب وملابسات سقوط الطائرة الأوكرانية، وأكدت أنه نتج عن خطأ بشري، ولا توجد أي أدلة لحرب إلكترونية أو هجوم سيبراني.

وقال «مجتبى ذو النور» رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني: إن هناك عدة احتمالات كانت مطروحة على الطاولة منذ بداية سقوط الطائرة، والاحتمال الذي من المرجح أن يكون هو الأصح وفقاً للأدلة والمعلومات الموجودة هو الخطأ البشري لدى منظومة الدفاع الجوي الإيرانية.

وذكر ذو النور أنه سوف تتم ملاحقة المقصرين في هذا الموضوع عبر المنظمة القضائية التابعة للقوات المسلحة والسلطة القضائية الإيرانية.

في ذات السياق قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إن إيران تعتبر مزدوجي الجنسية من ضحايا حادث تحطم الطائرة الأوكرانية مواطنين إيرانيين.

وقال موسوي: «أبلغنا كندا أن طهران تعتبر مزدوجي الجنسية الذين قتلوا في تحطم الطائرة مواطنين إيرانيين».

وتعرضت الطائرة الأوكرانية لقصف بصاروخ في الثامن من يناير الجاري بعد إقلاعها من طهران في الطريق إلى كييف ما أدى إلى مقتل جميع ركابها البالغ عددهم 176 شخصاّ بينهم أجانب. واعترفت إيران بإسقاط الطائرة وقالت إنه حصل عن طريق الخطأ.

من جهته قال وزير خارجية أوكرانيا فاديم بريستايكو للصحفيين إن بلاده ستطالب إيران في اجتماع مع وفد إيراني يزور أوكرانيا بتسليم الصندوقين الأسودين لطائرة الركاب المنكوبة.

وأضاف أن أوكرانيا ستنقل رسالة إلى وزير الطرق والتنمية الحضرية محمد إسلامي مفادها أن تسليم الصندوقين الأسودين سيظهر أن إيران تريد تحقيقا غير متحيز في الحادث.

وقال بريستايكو «مهمته الرئيسية هي الاعتذار والاعتراف بما حدث. نأمل أن نصل إلى أبعد قليلا من مجرد المشاورات السياسية وأن نبحث المشكلات العملية. من بينها على وجه الخصوص إعادة الصندوقين الأسودين».

وقال بريستايكو «في بادئ الأمر أعلنوا أنهم سيسلموهما، ثم أعلن الشخص نفسه أنهم لن يسلموهما. أوجد ذلك قدرا من سوء الفهم في أوكرانيا وبدأنا نواجه أسئلة: هل سيتم تسليمهما أم لا؟»