نقلة نوعية في انسيابية الحركة المرورية على طريق الشرقية السريع

يفتح آفاقا جديدة من التنمية وتعزيز الجوانب الاجتماعية والاقتصادية -

كتب - نوح بن ياسر المعمري -

سارت الحركة المرورية بانسيابية وبشكل سلس على طريق الشرقية السريع الذي تم افتتاح 191 كم منه يوم أمس بدءًا من ولاية بدبد بمحافظة الداخلية ومرورًا بوادي العق وحتى ولاية الكامل والوافي بمحافظة جنوب الشرقية، وشهدت الحركة تقيد قائدي المركبات بالسرعات المحددة على الطريق مع وجود رجال شرطة عمان السلطانية والدفاع المدني على طرفي الطريق للتعامل مع أي طارئ خاصة مع تدشين المرور في مراحل الطريق عبر نفقين يعد إنشاؤهما الأول من نوعه في السلطنة ووجود جسور عالية الارتفاع بين الجبال الشاهقة . عدسة «عمان» رصدت الحركة المرورية في هذا المشروع الكبير، وخاصه داخل أنفاق وادي العق وعلى الجسور العلوية بالقرب من الأنفاق، وخلال افتتاح الحركة المرورية تم رصد مرور العديد من المركبات الثقيلة ومركبات محملة بالمواد البترولية رغم التنبيه من وزارة النقل بعدم مرورها خلال الفترة التجريبية التي تمتد لمدة ثلاثة أشهر.

نفقان لعبور المركبات

وتضمن الطريق الاستراتيجي ثلاث حارات مرور في كل اتجاه بسرعة لا تتجاوز 120 كم في الساعة، كما تضمن جسورا حديثة تمتد فوق معابر الأودية يصل ارتفاع أحدها إلى 90 مترًا. ويبلغ طول النفقين الإجمالي 2.1 كيلومتر يقع الأول بقرية - نداب - بولاية سمائل بطول 650 مترًا فيما يتوسط النفق الثاني السلسلة الجبلية بوادي العق بطول 1450 مترا. ويتكون كل نفق من مسارين منفصلين بواقع 3 حارات في كل اتجاه بسرعة تصميمية مسموح بها داخل النفق لا تتجاوز 90 كم في الساعة وقد صممت هذه الأنفاق وفق أعلى المواصفات والمعايير العالمية مشتملة على كافة أدوات الأمان والسلامة.

وصممت الأنفاق بعد دراسة معمقة لظروف التربة، واستخدمت أحدث الأساليب في الحفر، كما تمت دراسة التهوية بشكل دقيق. وجاء تنفيذ نظام الأنفاق بعد دراسة البدائل، واتضح أنه النظام الأمثل لضمان سلامة مستخدمي الطريق وانسيابية الحركة. كما تضم الأنفاق عددا من محطات التهوية لسهولة الحركة داخلها. ويصل عرض كل حارة 3.65 متر مع إنشاء أكتاف على جانبي الطريق يبلغ عرضها 1.25 متر. ويتضمن الطريق أيضا تنفيذ أعمال حمايات للطريق من تساقط الصخور في بعض المواقع للحفاظ على سلامة مستخدمي الطريق.

ويوفر مشروع ازدواجية طريق الشرقية السريع الذي من بين أجزائه أنفاق وادي العق مسارًا آمنًا وسَلِسًا أمام الحركة المرورية بما تم تزويده بمنشآت لتصريف مياه الأمطار من عبّارات وجسور تؤمن انسيابية الحركة المرورية، كما تم تصميم المشروع ليكون مسارًا بعيدًا عن الأودية ومتفاديًا للمنحدرات الصعبة بعمل القطعيات والردميات اللازمة.

مواقع لمركبات الدفاع

المدني والإسعاف

وقد روعي في تصميم طريق الشرقية السريع تركيب إنارة لكامل المسار وإنشاء مواقع خاصة لمركبات الدفاع المدني والإسعاف وجسور وعبارات صندوقية لتصريف مياه الأمطار والسيول وإنشاء تقاطعات حرة لتسهيل انسيابية الحركة المرورية وإنشاء الطريق خارج التجمعات السكانية المكتظة بالسكان. ويحتوي على عدد من التقاطعات العلوية والسفلية وعدد من جسور الأودية إضافة إلى طرق الخدمة ويحتوي على كافة وسائل السلامة المرورية كالحواجز الخرسانية والمعدنية واللوحات الإرشادية والدهانات والإنارة على طول مساره. وسوف يسهم هذا الطريق في فتح مناطق جديدة بمحاذاته وإنعاش الحركة التجارية والنمو الاقتصادي وخدمة محافظتي جنوب الشرقية وشمال الشرقية ومحافظة الوسطى أيضا.

كما تم تنفيذ عدد من الجسور العلوية في الطريق لضمان انسيابية الحركة التي تعد الأكبر بين الجسور المنفذة في طرق السلطنة ويصل عددها أربعة جسور عالية ويبلغ طول الجسر الأول 210 أمتار وبارتفاع 54 مترا، فيما يبلغ طول الجسر الثاني 300 متر وبارتفاع 75 مترا أما الجسر الثالث فيبلغ طوله 300 متر وبارتفاع 90 مترا والجسر الرابع يبلغ طوله 300 متر وبارتفاع 30 مترا.

وأشارت وزارة النقل إلى أن الحركة المرورية في الأنفاق ستكون تجريبية لمدة ثلاثة أشهر بدءًا من تاريخ افتتاح الطريق وسيقتصر المرور في الأنفاق خلال هذه الفترة على المركبات الخفيفة فقط وبعد انتهاء الفترة التجريبية سيتم السماح بعبور جميع المركبات الثقيلة عدا المركبات المحملة بالمواد البترولية والخطرة حفاظًا على سلامة مرتادي الطريق ولهذا يوجد مخرج خاص للشاحنات قبل كل نفق خلال - الفترة التجريبية - للاتجاه إلى الطريق القائم المفرد بوادي العق.

ودعت وزارة النقل السائقين إلى اتباع اللوائح الإرشادية وإجراءات الأمن والسلامة داخل الأنفاق التي ستعلنها الوزارة لاحقًا عبر مواقعها في منصات التواصل الاجتماعي نظرًا لحداثة التعامل مع الأنفاق على مرتادي الطرق بالسلطنة.

تعزيز منطقة نداب

«عمان» وقفت على هذا المشروع لتستطلع رأي المواطنين وتنقل مشاعرهم لأهمية هذا الطريق الذي يعد من أكبر مشاريع الطرق التي تم إنجازها في السلطنة في ظل إنجازات النهضة العمانية الحديثة. وتحدث عدد منهم عن الآفاق التجارية والتنموية والاقتصادية التي سوف يوجدها الطريق، وإنعاش الحركة السياحية والاجتماعية بين ولايات السلطنة، كما أشاروا إلى أن ازدواجية الطريق والمواصفات الحديثة التي يشتمل عليها سوف تختصر الكثير من الوقت عن الطريق القديم الذي يوجد به مسار واحد فقط ويشهد حركة مرورية كثيفة وحوادث مميتة بسبب كثرة الانعطافات وخاصة عند منطقة وادي العق.

وأوضح عبدالله بن سليمان البوسعيدي بأن طريق الشرقية السريع يعد من اهم المشاريع الحيوية في السلطنة حيث يمثل نقلة نوعية في الحركة الاقتصادية والاجتماعية ويسهل حركة المركبات ويقلل عدد الحوادث، حيث يعد من المشاريع الاستراتيجية التنموية في قطاع الطرق والنقل في السلطنة ، نظرا لما يمثله من أهمية في إحداث توازن للحركة المرورية ، ولما يحدثه من نقلة نوعية في فتح آفاق سياحية واقتصادية عبر المناطق التي يمر بها، ويعتبر الطريق من أهم المشاريع الرئيسية التي وضعت فيه وزارة النقل اهتمامها الكبير وجهدا عاليا في تصميمه بأحدث وأفضل المواصفات العالمية المعمول بها في تصميم وتنفيذ الطرق السريعة ، وجهز بالجسور العالية ذات المقاييس التي تعادل في مواصفاتها الكثير من الجسور العالمية من حيث الجودة والكفاءة والدقة، ويحتوي على ثلاث حارات لكل مسار . واستبشر المواطنون الذين يقطنون في المناطق التي يمر عبرها الطريق خيرا بافتتاحه وهو من ثمار النهضة المباركة واستكمالا لمسيرة التطور في ربط المحافظات ببعضها عبر طرق حديثة تسهيلا للحركة الاجتماعية والاقتصادية والسياحية.

التنقل بين الولايات

وقال عمر الوردي إن الطريق سوف يسهل على المواطنين التنقل بين الولايات، كما أنه سوف يقرب العاصمة مسقط من محافظتي شمال وجنوب الشرقية، وأشار إلى أهمية توزيع المخططات السكنية والتجارية على طول الطريق لتسهل على المواطنين الحركة المرورية، وتطرق إلى الجانب السياحي، حيث قال إن الكثير من المناطق السياحية التي يمر عبرها الطريق سوف تشهد إقبالا متزايدا من السياح من داخل السلطنة وخارجها حيث إنه من المؤكد أن الطريق سيسهل الوصول إليها ويختصر الكثير من الوقت لزيارتها.

وقال أشرف بن سعيد الحجري: نحمد الله على إنجاز هذا المشروع العملاق في ظل النهضة المباركة، ليسهل على المواطنين حركة التنقل ويعزز الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والتجارية، مشيرا إلى أن هناك قرى ومواقع تاريخية ومناطق سياحية جميلة قريبة من الطريق مثل منطقة نداب ذات الطبيعة والجغرافيا المتميزة والأودية الرائعة، كما تشتهر بالمزارع ذات الفواكه والخضراوات المتنوعة، ويوجد بها عدد من الأفلاج التي تسقي المزارع، كما أن تعزيز الجوانب السياحية في تلك المناطق له عائد كبير سوف يخدم القطاع السياحي بالسلطنة، ويمكن الاستثمار فيها بطريقة تجعلها ذات مقصد كبير للزوار وتحقق العائد المادي للاقتصاد.

الخدمات الأساسية

وبين يوسف الحبسي أهمية إنشاء الخدمات الأساسية على جانبي الطريق، كغيره من الطرق السريعة في السلطنة، مشيرا إلى أن وجود الاستراحات والمطاعم السياحية سوف تنعش الحركة التجارية والسياحية على طول طريق الشرقية السريع وذلك لخدمة مستخدميه بشكل خاص، والترويج السياحي للمناطق بشكل عام، وخص بذلك بعض المناطق الجميلة على جانبي الطريق منها وادي العق الذي يتميز بالطبيعة والجغرافيا الرائعة، التي تشجع على الاستثمارات على جانبيه والقرى والواحات بمحافظة شمال الشرقية.

وقال سعيد بن راشد الراسبي: إن مشروع ازدواجية طريق بدبد - صور يعد أحد المشاريع الوطنية ذات الأهمية الاقتصادية التي تشرف عليها وزارة النقل، وسوف يخدم الطريق مناطق وقرى محافظة شمال الشرقية وكذلك المتجهين إلى ولايات محافظة جنوب الشرقية وسيسهم في تسهيل الحركة المرورية للقاطنين من وإلى المحافظتين، وسيقلل نصف الوقت ونسبة الحوادث المرورية وكذلك الازدحام المروري ، وأشار إلى أن الطريق يحتوي على جميع وسائل السلامة المرورية من جسور ولوائح إرشادية وتصريف لمياه الأودية، مضيفا أن الشارع المزدوج سيكون بديلا عن الطريق القديم الذي تمر فيه الوديان أثناء جريانها وتتوقف الحركة المرورية ساعات طويلة. وعن توفير الخدمات قال إن كثيرا من الخدمات متوفرة على جانبي الطريق لكن نتمنى توفير خدمات أكثر من الموجودة حاليا.

عمانتل تؤكد جاهزية شبكتها للهاتف النقال على طريق الشرقية السريع - 

بادرت عمانتل ومن خلال العمل مع وزارة النقل وهيئة تنظيم الاتصالات وشركاء قطاع الاتصالات في السلطنة من أجل تغطية شارع الشرقية السريع بشبكة الاتصالات وبما يسهم في إبقاء مستخدمي الطريق على اتصال دائم والوفاء بمتطلبات الأمن والسلامة خاصة داخل الأنفاق التي يتم استخدامها لأول مرة في السلطنة.

وقد عملت عمانتل خلال الفترة الماضية على إيجاد حلول مبتكرة لتغطية الطريق بخدمات الاتصالات وخاصة في منطقة الأنفاق عبر تركيب عدد من محطات الإرسال وفقا للمواصفات العالمية لخدمة الحركة المرورية داخل الانفاق و مسار الطريق البالغ طوله 191 كم التي تعتبر الأجزاء المكتملة من الطريق. وأوضح المهندس سامي بن أحمد الغساني الرئيس التنفيذي للعمليات بعمانتل قائلا : «نحن سعداء أن نكون جزءا أساسيا من هذا المشروع الحيوي الذي يخدم ولايات محافظتي الشرقية والقاطنين على مسار الطريق حيث تم الانتهاء من تركيب عدد من المحطات فيما يجري العمل على تركيب المزيد منها في مسار الشارع الجديد من ولاية بدبد حتى ولاية الكامل والوافي من أجل ضمان توافر وانسيابية حركة الاتصالات لمستخدمي الطريق خاصة خلال الحالات الطارئة داخل الأنفاق التي يتم استخدامها لأول مرة في السلطنة». وأضاف الغساني: « تتوفر شبكات الجيل الثالث والرابع للخدمات الصوتية وخدمات النطاق العريض المتنقل (الانترنت) في مسار الطريق من خلال المحطات الموزعة وذلك بفضل الدعم والتسهيلات التي وفرتها وزارة النقل وهيئة تنظيم الاتصالات والعمل مع الشركاء في قطاع الاتصالات مثل الشركة العمانية للابراج والشركة العمانية للنطاق العريض.» هذا وتعمل عمانتل وفق رؤية بعيدة المدى تستهدف المساهمة الفاعلة في بناء مستقبل السلطنة عبر الاستثمار في قطاع الاتصالات والتقنية من أجل إيصال خدماتها في كافة مناطق السلطنة وربطها محلياً وعالمياً. وتعتبر عمانتل شركة الاتصالات الرائدة في السلطنة، والمزود الرئيسي لخدمات الاتصالات المتكاملة للأفراد والشركات والجهات الحكومية، حيث تعمل على تعزيز الازدهار والنمو في جميع القطاعات مع تقديم مفهوم جديد للأعمال، وجلب المحتوى العالمي ووسائل الترفيه.