oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

سيـرة ناصعـة وإرث للمستقبـل

20 يناير 2020
20 يناير 2020

ليس للكلمات أو العبارات أن توجز سيرة ناصعة تحققت خلالها المنجزات التي لا حصر لها في ربوع هذا الوطن الغالي وعلى مستوى الإنسانية جمعاء، فجلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور المعظم -طيب الله ثراه- كان قائدًا استثنائيًا بكل ما تحمل هذه الكلمة من دلالات، استطاع أن يخرج بهذا الوطن في لحظة حرجة من التاريخ ليضعه في فضاءات النور والأمل، وأن يحقق الوعد الذي أراده بفعل التضافر الجماعي والتشارك الذي وجده من أبناء الوطن الأوفياء.

لقد انتقلت عمان خلال خمسة عقود من حكم السلطان قابوس -طيب الله ثراه- إلى دولة متطورة في كافة الأصعدة، ولم يكن ذلك ليتحقق لولا الإرادة الكبير لهذا القائد الذي رأى أن الإيمان بالهدف هو أول الطريق نحو المستقبل، ولا يكون ذلك ممكنًا إلا عبر الاعتماد على الإنسان بوصفه جوهر كل بناء وتنمية خلاقة، فالمورد البشري يظل هو الأغلى في رحلة التطوير والتحديث لأي مجتمع من المجتمعات.

لقد مرت النهضة العمانية بخمس مراحل من تأسيس فضاء الوحدة الوطنية إلى نشر التعليم والخدمات في كافة أرجاء البلاد إلى المرحلة الثالثة، وهي بناء دولة المؤسسات إلى مرحلة تأسيس الفضاء التشاركي للشورى وصناعة القرار السياسي، في حين أن الحلقة الخامسة هي الاتجاه نحو فضاءات العصر الجديد من المعرفة والابتكار والتنويع الاقتصادي، وهي مراحل كأن كل مرحلة قد تحددت بعقد من الزمان.

خلف السلطان الراحل -طيب الله ثراه- إرثا عظيما سيبقى خالدا وسيذكره التاريخ مؤسسا لهذا الصرح العملاق عمان الحديثة والعصرية، التي قامت على نهج واضح وأسس ومعايير ثابتة في كل الأركان المنشودة لبناء الدولة وحداثتها، بتطابق بين المراد الداخلي والغاية الخارجية حيث ينشدان معا ذات الطريق في التكيف مع الاعتبارات التاريخية والزمكانية.

اليوم نحن أمام ميراث عظيم نفتخر ونعتز به ويحدونا الأمل والطموح لمواصلة المسيرة الصاعدة إلى الآفاق البعيدة بإذن الله بتوجيهات جلالة السلطان هيثم بن طارق بن تيمور المعظم - حفظه الله ورعاه - مبايعين له ومؤيدين لجلالته في السير على النهج السامي والإرادة الثاقبة والعزة والتطلعات الكبيرة بأن تسمو عمان في العلياء وتصبح في مصاف أكثر الدول تطورًا في عالمنا المعاصر.