Untitled-4
Untitled-4
المنوعات

ألف باب تاء حياة.. رمزية الحرف للتواصل ووعي الوجود

20 يناير 2020
20 يناير 2020

عمّان «العمانية»: تختار الكاتبة السودانية عائشة الإدريسي لمُؤلفها الصادر عن «الآن ناشرون وموزعون» بعمّان، «ألف باء تاء.. حياة» عنوانا، ليشي بدلالة الأبجدية كموضوع لفهم الحياة. وتستعيد المؤلفة عبر 45 نصا، المقولة التي تذكّرنا بمبادئ الحياة كمسلّمات ضرورية لفهم الكون والوجود، ومن ناحية أخرى تستعير رمزية الحرف كوسيلة للتواصل ووعي الوجود. استهلّت المؤلفة الكتاب الذي صمم غلافه الفنان علاء الدين عطا، بعبارة تعكس تصورها عن الكتابة: «بعض الكتابة ضمادٌ لجرح ما، ومواساة ٌلخطب ما، وإنذارٌ عن علّة ما»، فهي ممارسة تنطوي على مجسّات للكشف والتحذير والمواساة. وفي نصوص الكتاب ما يوضح أن الإدريسي خَبِرَت الحياة من خلال عملها الصحفي، محاوِلةً رصد الواقع في تقلّباته بين اليقين والشك، مستعينةً بتجربتها واشتباكها بقضايا الناس أو بالمعرفة التي تزودت بها من الكتب أو ما تلمح به الأماكن. يشتمل الكتاب على نصوص تنفتح على الفضاء الإنساني وأخرى تتناول اختلافات الحياة ومشاهداتها. وقد اختارت لها المؤلفة الشكل التعبيري الحر الذي يتسم بالانفتاح ويوازن بين سيل المشاعر ومحاكمات العقل.

وتنقل الكاتبة بلغة رشيقة وجميلة خبرتها المعرفية في عدد من الكتب تحت عنوان « كتاب ألهمني»، ومنها: «(الغابة السرّية) لليلى صلاح»، «(حياة في الإدارة) لغازي القصيبي»، «(ألف شمس مشرقة) ل خالد حسيني»، «(الراهب الذي باع سياته الفيراري) لروبين شارما»، «(فئران أمي حصة) لسعود السنعوسي»، و«(قمر على سمرقند) لمحمد المنسي قنديل».

وتلقي الإدريسي الضوء على محتوى كل كتاب، وتستعرض جمالياته، ساردة بخبرتها الصحفية وبنوع من القصة الإخبارية، كيفية حصولها على كل كتاب ومفارقات أبطال الروايات ممن رافقتهم في رحلة الحكاية وقاسمتهم فرحهم وحزنهم وربما خوفهم.

ومن مناخات الكتاب: «الهزائم في الحب لا يجدر أن نمنحها نهايات أسطورية، بل يكفي أن نتجاوزها، نعود لنقطة البداية وكأن شيئاً لم يكن، فالهزائم لا تليق بأصحاب القلوب النقية». وكذلك: «لا قواعد ثابتة في الحب، ولا أفكار منطقية، ولا خطوط مستقيمة، فقط الصدق هو من يحمي الحب، فالكاذبون لا مكان لهم في مدن الحب».