1420875
1420875
العرب والعالم

افتتاح جزئي لشوارع المنطقة الخضراء تصاعد الاحتجاجات المناهضة للحكومة في العراق

19 يناير 2020
19 يناير 2020

بغداد-(أ ف ب)-(د ب أ): تصاعدت الاحتجاجات الحد في بغداد ومدن جنوب العراق حيث قطع متظاهرون طرقا وجسورا بينها بإطارات سيارات مشتعلة للضغط على الحكومة والبرلمان من أجل القيام بإصلاحات سياسية بينها تسمية رئيس وزراء جديد وإجراء انتخابات مبكرة لتغيير الطبقة التي تسيطر على مقدرات العراق.

وتشهد بغداد ومن جنوب العراق منذ الأول من أكتوبرمن العام الماضي احتجاجات يشارك فيها آلاف المتظاهرين الذين يطالبون بـ«إقالة النظام» السياسي الموالي لطهران.

ففي بغداد، احتشد مئات في ساحة الطيران وساحة التحرير الرمزية اللتين تقعان في قلب بغداد، بعدما غاب عنها غالبية المتظاهرين خلال الأيام الماضية. وقد أحرقوا إطارات سيارات وقطعوا طرقا رئيسية بينها شارع محمد القاسم شرق بغداد وعند جسر السنك وسط بغداد.

واستخدمت قوات الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع للحد من توسع التظاهرات. ورد متظاهرون بالحجارة ما أدى إلى إصابة عشرة أشخاص بينهم عدد من عناصر الأمن أحدهم ضابط بجروح، وفقا لمصادر أمنية وطبية.

وقال أحد المتظاهرين من شارع محمد القاسم لوكالة فرانس برس إن «هذا التصعيد هو البداية. نريد إيصال رسالة إلى الحكومة بأن المهلة ستنتهي غداً وتخرج الأمور عن السيطرة». وتابع مخاطبا الساسة: لا تماطلوا لأن الشعب واعٍ».

وفي الناصرية (جنوب)، توافد مئات المحتجين إلى ساحة الحبوبي في وسط المدينة. وقام متظاهرون بقطع طرق وجسور رئيسية في المدينة التي استمر فيها إغلاق المؤسسات الحكومية والتعليمية.

كما توعد متظاهرون بقطع الطريق السريع الذي يربط بغداد بمدينة البصرة الجنوبية مرورا بمحافظة ذي قار، في حال واصلت الحكومة والكتل السياسية إهمال مطالبهم.

وقال حيدر كاظم الذي كان يتظاهر في الناصرية «بدأنا من الآن التصعيد لعدم استجابة الحكومة لمطالبنا». وأضاف «حددنا مهلة سبعة أيام، منذ الاثنين الماضي وتنتهي هذه الليلة، ممثلة بتشكيل حكومة مستقلة قادرة على إنقاذ العراق».

في الوقت ذاته، تصاعدت احتجاجات مماثلة في مدن أخرى بينها النجف والديوانية والكوت والعمارة وجميعها في جنوب العراق. وقد شهد اغلبها إغلاق مؤسسات حكومية وتعليمية وقيام متظاهرين بقطع طرق رئيسية وجسور بما في ذلك بإطارات مشتعلة.

ويشهد العراق شللا سياسيا منذ استقالة حكومة عادل عبد المهدي مطلع ديسمبر الماضي. وما تزال الكتل السياسية غير قادرة على التوافق لإيجاد شخصية بديلة لرئاسة الوزراء رغم انقضاء المهل الدستورية.

وأسفرت أعمال العنف التي شهدتها التظاهرات في أنحاء العراق عن مقتل نحو 460 شخصاً غالبيتهم من المحتجين، وإصابة أكثر من 25 ألفاً بجروح.

ومن المرتقب أيضاً أن تشهد العراق في 24 يناير الحالي تظاهرة «مليونية» دعا إليها مقتدى الصدر، للتنديد بالوجود الأمريكي في العراق.

كما كشف اللواء في شرطة المرور العراقية عمار وليد أمس عن إعادة افتتاح جزئي لشوارع المنطقة الخضراء باتجاه الجسر المعلق لفك الاختناقات المرورية التي تشهدها مدينة بغداد على خلفية إغلاق ثلاثة جسور رئيسية بسبب المظاهرات الاحتجاجية.

وقال الضابط العراقي لتلفزيون «العراقية» الحكومي :»تم صباح أمس إعادة افتتاح المنطقة الخضراء بأوقات محددة من أجل فك الاختناقات المرورية باتجاه الجسر المعلق في جانب الكرخ على خلفية الازدحامات المروية التي تشهدها بغداد على خلفية إغلاق جسور الجمهورية والسنك والأحرار».

وأوضح أنه تم افتتاح الجسر المعلق باتجاه منطقة العلاوي ومن نقاط عمان باتجاه طريق القادسية إلى طريق مطار بغداد ذهابا وإياباً من الساعة السادسة صباحاً وحتى العاشرة صباحاً ومن الثانية ظهرا وحتى الخامسة مساءً. وكانت السلطات العراقية قد أغلقت جميع مداخل المنطقة الخضراء على خلفية اتساع المظاهرات الاحتجاجية منذ انطلاقها في شهر ‏‏اكتوبر الماضي وحتى الآن.

سياسيا: أفادت مصادر برلمانية عراقية بأن التفاهمات بين الكتل السياسية أفضت إلى اتفاق، وُصف بالمبدئي، لحسم منصب رئيس الوزراء المقبل واختيار شخصية توافقية مقبولة من الشارع والمرجعية، مرجحين الإعلان عن الاسم خلال الأيام القليلة المقبلة.

ونقلت صحيفة «الصباح» العراقية أمس عن النائب عن تحالف «سائرون» رياض المسعودي القول إن «القوى السياسية الشيعية وصلت إلى قناعة تامة بضرورة اختيار شخصية تتناسب وطبيعة المرحلة وليست وفقا لرغبات الأحزاب السياسية، وبالتالي انتقلت من مرحلة الجمود السياسي إلى حراك فعلي وجدي لاختيار شخصية تقود المرحلة الانتقالية دون مشاكل».

ورجح المسعودي أن «تشهد الأيام القليلة المقبلة حل أزمة اختيار رئيس الحكومة المقبل وفق مواصفات يرتضيها الشعب والمرجعية». وأضاف أن «المرحلة الانتقالية التي سيتم تحديدها ستكون باتفاق سياسي لكون الدستور لم يشر إليها». على صعيد آخر وصل وزير الدفاع العراقي نجاح الشمري على رأس وفد أمس إلى الكويت في زيارة رسمية للبلاد تستغرق عدة أيام.

ووفق بيان أصدرته أمس مديرية التوجيه المعنوي والعلاقات العامة بالجيش الكويتي، كان في استقبال الشمري على أرض المطار رئيس الأركان العامة للجيش الفريق الركن محمد الخضر والقائم بالأعمال في سفارة جمهورية العراق لدى دولة الكويت محمد الحسيني.