العرب والعالم

الرئيس الصيني يصل ميانمار في زيارة تاريخية

17 يناير 2020
17 يناير 2020

يانجون - (د ب أ) - وصل الرئيس الصيني شي جين بينج إلى ميانمار أمس في زيارة وصفت بأنها «تاريخية»، وتستمر لمدة يومين يسعى شي من خلالها إلى تعزيز الدور المهيمن لبكين في البلاد، بعد حوالي عشر سنوات من التراجع لصالح الغرب.

ووصل الرئيس الصيني إلى العاصمة نايبيتاو بعد ظهر أمس بالتوقيت المحلي، ومن المقرر أن يلتقي نظيره في ميانمار ويت ميينت، والزعيمة الفعلية للبلاد أون سان سو سوتشي في مراسم استقبال.

ويلتقي شي اليوم القائد العسكري القوي للجيش مين أونج هلينج.

يشار إلى أن الاصلاحات الاقتصادية التي أجرتها ميانمار منذ عام 2010 قد أقنعت الغرب بإحياء العلاقات معها، ولكن الحملة الوحشية التي شنتها ميانمار ضد أقلية الروهينجا المسلمة في عام2017 ، أدت إلى العشرات من قضايا الإبادة الجماعية، وأخمدت حماس الغرب.

وتمثل الزيارة فتحا بالنسبة للصين التي لا يشغلها ما يشغل خصومها من انتهاكات بحق أقلية الروهينجا.

ودعا الرئيس الصين في مقال كتبه لصحيفة «جلوبال نيو لايت اوف ميانمار» أمس الأول، إلى إحراز تقدم في مشروعات البنية التحتية الرئيسية الصينية، والتي تشمل إقامة ميناء في المياه العميقة ومنطقة اقتصادية في ولاية راخين حيث وقع العنف ضد الروهينجا في عام2017.

وتبلغ تكلفة الميناء حوالي 3ر1 مليار دولار وسيربط الصين بالمحيط الهندي، وهو أحد الأسباب وراء الدور الحيوي لميانمار في مبادرة الحزام والطريق الصينية، والتي تهدف إلى تعزيز النفوذ الصيني من خلال مشروعات للبنية التحتية في أنحاء العالم.

وقال نائب وزير الخارجية الصيني لو تاشاوهو في مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي: «بالتأكيد، سيكون لهذه الزيارة التاريخية نتائج تاريخية».

وقال المحلل ديفيد ماثيسون لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) إن زيارة الرئيس الصيني «تبعث بموجات من الخوف» بين نشطاء حقوق الإنسان في ميانمار، والذين يساورهم الخوف من أن المشروعات الصينية في ميانمار ستؤدي إلى مزيد من مصادرة الأراضي والخسائر البيئية.

والصين هي أكبر شريك تجاري لميانمار وتشكل نسبة الإقراض الصيني 40 بالمائة من ديون ميانمار الخارجية.

وأثار الدور المهيمن لبكين المشاعر المناهضة للصين وإدراك أنها نهبت موارد ميانمار وأعطتها القليل في المقابل. وكانت زعيمة ميانمار أون سان سو تشي كتبت مقالا في ثمانينات القرن الماضي ذكرت فيه أن المهاجرين الصينيين «يسيطرون بشكل خانق» على اقتصاد ميانمار.

وشهدت الصين منذ 2010 تهديدات لمصالحها الاقتصادية في ميانمار من جانب المجتمعات المحلية التي طالبت بقدر أكبر من الحريات الديمقراطية لمقاومة المشاريع التي يقولون إنها ستشرد الناس وستضر بالبيئة.

وكانت سو تشي معارضة صريحة لمشروع سد ميتسون الذي تدعمه الصين والذي علقه سلفها سين سين في عام 2011 وسط حالة من الغضب العام. غير أنها منذ وصولها إلى مقاليد السلطة، دعت الشعب إلى إعادة التفكير في معارضة المشروع.

وانتقد نيكولاس بيكلين المدير الإقليمي لمنظمة العفو الدولية في شرق وجنوب شرق آسيا، «الافتقار الكامل للشفافية» بشأن صفقات البنية التحتية المتوقع أن يتم توقيعها خلال الزيارة.

وأضاف: «لا يتم التشاور بشكل كاف مع النساء والرجال والأطفال الذين سوف تتضرر منازلهم وصحتهم وسبل معيشتهم قبل بدء أعمال البناء، ولا يجدون حماية من الأضرار المحتملة».