1419802
1419802
العرب والعالم

عشرات القتلى في معارك عنيفة بإدلب رغم الهدنة الروسية التركية

16 يناير 2020
16 يناير 2020

الأمم المتحدة: نحو 350 ألف نازح منذ ديسمبر -

إدلب (سوريا) - (أ ف ب): رغم سريان وقف لإطلاق النار بموجب اتفاق روسي-تركي، قتل عشرات المدنيين والمقاتلين منذ أمس الأول في معارك عنيفة وغارات جوية مستمرة في محافظة إدلب السورية مع سعي قوات الحكومة للتقدم باتجاه مدينة استراتيجية.

وتُكرر دمشق مرارًا نيتها استعادة كامل محافظة إدلب رغم اتفاقات هدنة عدة تم التوصل إليها على مر السنوات الماضية في المحافظة الواقعة بمعظمها تحت سيطرة هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقًا) وتنشط فيها فصائل معارضة أخرى أقل نفوذًا.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض أمس عن «اشتباكات اندلعت قرابة منتصف الليلة قبل الماضية جنوب مدينة معرة النعمان في ريف إدلب الجنوبي، تزامنت مع غارات سورية وروسية كثيفة»، أسفرت عن مقتل «22 عنصرًا من الفصائل، غالبيتهم من هيئة تحرير الشام مقابل 17 عنصرًا من قوات الحكومة والمجموعات الموالية لها».

وجاءت حصيلة المعارك غداة مقتل 18 مدنيًا على الأقل، بينهم طفلان وعنصر من الخوذ البيضاء (الدفاع المدني في مناطق سيطرة الفصائل)، جراء غارات شنّتها قوات الحكومة على مدينة إدلب، استهدفت المنطقة الصناعية وسوق الهال فيها خلال وقت الذروة، بحسب المرصد. وشاهد مراسل وكالة فرانس برس جثثًا متفحمةً داخل عدد من السيارات المحترقة في المنطقة الصناعية.

وصعّدت قوات الحكومة وحليفتها روسيا منذ ديسمبر عملياتها مجددًا في ريف إدلب الجنوبي، تحديدًا في محيط مدينة معرة النعمان. وأحصت الأمم المتحدة منذ مطلع الشهر الماضي نزوح نحو 350 ألف شخص غالبيتهم من الريف الجنوبي باتجاه مناطق شمالاً أكثر أمنًا.

وبعد أسابيع من القصف العنيف، أعلنت كل من روسيا وتركيا التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، قالت موسكو: إن تطبيقه بدأ الخميس فيما أوردت تركيا أنه دخل حيز التنفيذ الأحد.

وتراجعت، وفق المرصد، وتيرة القصف منذ الأحد قبل أن تستأنف الطائرات قصفها ليل الثلاثاء الأربعاء على المحافظة التي تضم ومحيطها ثلاثة ملايين نسمة، نصفهم تقريبًا من النازحين.

واتهمت دمشق ما وصفتهم بـ«المجموعات الإرهابية» باستهداف المدنيين، ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري قوله إن القيادة العام للجيش «تشدد على أن ما تقوم به من عمليات عسكرية ومن استهداف للإرهابيين في أماكن تمركزهم يأتي في نطاق الرد على مصادر النيران بعد الاستهدافات المتكررة للمدنيين».

وأوردت صحيفة الوطن السورية، المقربة من دمشق في عددها امس، أن «خروقات» من وصفتهم بـ«التنظيمات الإرهابية» ضد مواقع الجيش السوري أدت إلى «انهيار وقف إطلاق النار».

وأفاد المرصد السوري عن عشرات الضربات الجوية التي شنتها أمس الطائرات الحربية السورية والروسية مستهدفة بشكل أساسي مدينة معرة النعمان وريفها.

وتمكنت قوات الحكومة منذ الليلة قبل الماضية من السيطرة على قريتين على الأقل، بحسب المرصد، لتصبح على بعد نحو سبعة كيلومترات جنوب معرة النعمان، المدينة التي باتت وفق الأمم المتحدة شبه خالية من سكانها.

ومنذ سيطرة الفصائل المتشددة والمقاتلة على كامل المحافظة في عام 2015، تصعد قوات الحكومة بدعم روسي قصفها للمحافظة أو تشن هجمات برية تحقق فيها تقدماً وتنتهي عادة بالتوصل إلى اتفاقات هدنة ترعاها روسيا وتركيا.

وسيطرت قوات الحكومة خلال هجوم استمر أربعة أشهر وانتهى بهدنة في نهاية أغسطس على مناطق واسعة في ريف المحافظة الجنوبي، أبرزها بلدة خان شيخون الواقعة على الطريق الدولي الذي يربط مدينة حلب بالعاصمة دمشق. ويتركز التصعيد العسكري على مدينة معرة النعمان، والواقعة أيضًا على هذا الطريق الاستراتيجي.

ويرى محللون أن قوات الحكومة تسعى خلال هجماتها الأخيرة على إدلب إلى استعادة السيطرة تدريجيًا على جزء من هذا الطريق يمر في محافظة إدلب.

وخلف النزاع الذي تشهده سوريا منذ مارس 2011 أكثر من 380 ألف قتيل، وأدى إلى تدمير البنى التحتية ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل سوريا وخارجها.