الاقتصادية

النفط يواصل تراجعه مع انحسار المخاوف من التداعيات الجيوسياسية

10 يناير 2020
10 يناير 2020

عواصم، (رويترز) - تراجعت أسعار النفط أمس مع انحسار خطر اندلاع حرب في الشرق الأوسط وتحول انتباه المستثمرين إلى ارتفاع مخزونات الخام والمنتجات بالولايات المتحدة. كان خام برنت منخفضا أربعة سنتات إلى 65.33 دولار للبرميل، متجها صوب أول تراجع أسبوعي له في ستة أسابيع، بخسائر نحو خمسة بالمائة. ونزل خام غرب تكساس الوسيط ثمانية سنتات إلى 59.48 دولار، متجها أيضا صوب أول تراجع أسبوعي في ستة أسابيع، بانخفاض حوالي ستة بالمائة عن إغلاق الجمعة الماضية.

قال جيه.بي مورجان في مذكرة: «رغم أن الأسواق تحسب عن حق الأسعار على أساس مخاطر أقل لحدوث تعطيلات معروض في الشرق الأوسط، فمازلنا نعتقد أن الإنتاج مازال يواجه بعض المخاطر من العوامل الجيوسياسية في المنطقة».

وقالت وكالة الطاقة الدولية أمس: إن نمو طلب الهند على النفط سيتجاوز الصين بحلول منتصف العقد، مما يرشح البلد لمزيد من استثمارات المصافي لكن يجعله أكثر انكشافا على مخاطر تعطل إمدادات الشرق الأوسط.

وقالت الوكالة: إن من المتوقع أن يبلغ الطلب الهندي على النفط ستة ملايين برميل يوميا بحلول 2024 من 4.4 مليون برميل يوميا في 2017، لكن من المتوقع أيضا أن يزيد الإنتاج المحلي زيادة طفيفة فحسب، مما سيزيد الاعتماد على واردات الخام.

وقال فاتح بيرول، المدير التنفيذي لوكالة الطاقة، في تصريحات لرويترز: «نرى الهند محركا رئيسيا بلا ريب لنمو الطلب على النفط،» لكنه أضاف أن نمو طلب نيودلهي قد يتباطأ قليلا، تمشيا مع تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي.

ومن المرجح أن يتراجع نمو الطلب الصيني قليلا عن الهند بحلول منتصف العقد، وفقا لتقديرات وكالة الطاقة المعلنة في نوفمبر، لكن الفجوة ستزداد تدريجيا بعد ذلك. وقالت وكالة الطاقة في تقرير عن سياسات الطاقة الهندية: «الاقتصاد الهندي منكشف وسيزداد انكشافا على مخاطر تعطيلات المعروض والضبابية الجيوسياسية وتقلبات أسعار النفط».

وتجاوزت أسعار خام برنت 70 دولارا للبرميل هذا الأسبوع بفعل تنامي التوترات الجيوسياسية بالشرق الأوسط، مما ضغط على الأسواق الناشئة مثل الهند. ونيودلهي شديدة الاعتماد على إمدادات نفط الشرق الأوسط، شأنها شأن نظرائها الآسيويين، والعراق أكبر مورد للخام لها.

تستورد الهند، ثالث أكبر مستهلك للنفط في العالم بعد الصين والولايات المتحدة، 80 بالمائة من احتياجاتها النفطية، منها 65 بالمائة من الشرق الأوسط عبر مضيق هرمز، حسبما ذكرته وكالة الطاقة.

وقالت الوكالة، التي تنسق السحب من الاحتياطيات البترولية الاستراتيجية للدول المتقدمة في أوقات الطوارئ: إن من المهم أن تتوسع الهند في مخزوناتها.

استثمارات المصافي

الهند رابع أكبر مكرر للنفط في العالم ومصدر صاف للوقود المكرر، لاسيما البنزين والديزل. وتعتزم زيادة طاقتها التكريرية إلى حوالي ثمانية ملايين برميل يوميا بحلول 2025 من نحو خمسة ملايين برميل يوميا في الوقت الحالي.

لكن وكالة الطاقة الدولية تتوقع ارتفاع طاقة التكرير الهندية إلى 5.7 مليون برميل يوميا بحلول 2024، مما يجعل «الهند سوقا مغرية جدا لاستثمارات المصافي».

وتدرس شركات نفط عالمية كبرى مثل أرامكو السعودية وشركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) وتوتال الاستثمار بقطاع النفط في الهند، تجذبها فرص ارتفاع الطلب على الوقود هناك.

من ناحية أخرى، قال مصدر بصناعة النفط: إن الكويت رفعت سعر البيع الرسمي لشحنات فبراير من خام التصدير الكويتي المتجهة إلى آسيا ليزيد 1.95 دولار للبرميل فوق متوسط أسعار عمان- ‏دبي المعروضة، مرتفعا بذلك 40 سنتا للبرميل عن الشهر السابق. وخفض المنتج سعر خام الكويت الخفيف الممتاز إلى 4.65 دولار للبرميل فوق أسعار عمان- ‏دبي المعروضة، بتراجع 1.15 دولار للبرميل عن الشهر السابق، حسبما ذكر المصدر.

سنوك الصينية

أبلغ مصدر بشركة الصين الوطنية للنفط البحري (سنوك) رويترز أمس أن الشركة تخطط لأعمال صيانة تستغرق 50 يوما خلال أكتوبر ونوفمبر بمجمعها في هويتشو على الساحل الجنوبي للصين. تبلغ الطاقة الاسمية للمجمع 200 ألف برميل يوميا، حسبما ذكر المصدر.

ومنذ أواخر 2017، تعمل وحدة الخام بنحو 70 بالمائة من طاقتها بسبب اختناقات لوجستية.

تشغل سنوك مصفاة أقدم في الموقع ذاته طاقتها التكريرية 240 ألف برميل يوميا وتعمل بسعتها الكاملة، وفقا للمصدر.