1415531
1415531
المنوعات

حرائق الغابات في أستراليا تتأجج وسط موجة حر تنذر بتفاقم الأزمة

09 يناير 2020
09 يناير 2020

عملية إجلاء جماعي جديد مع استعار النار مرة أخرى -

سيدني، رويترز، (أ ف ب) - تأججت حرائق الغابات في جنوب استراليا أمس وسط موجة حر تنذر بتفاقم الأزمة فيما حذر المسؤولون من أن بعض المناطق قد تكون «لا تزال في بداية» الكارثة المدمرة.

وتوجه الجنود إلى منازل المواطنين ونصحوهم بمغادرة بلدة بارندانا بجنوب استراليا في جزيرة كانغارو بعد أن اجتاح حريق ضخم المنطقة فيما ارتفعت الحرارة إلى 38 درجة مئوية.

وفي ولاية فكتوريا المجاورة مدد المسؤولون «حال الكارثة» ل48 ساعة إضافية قبيل ارتفاع متوقع لدرجات الحرارة اليوم الجمعة، ما ينذر بحرائق كبيرة.

وقال مفوض إدارة الإطفاء في الولاية اندرو كريسب «نواجه وضعا خطيرا جدا في الساعة ال12 و24 و36 ساعة القادمة».

وأودت حرائق الغابات الكارثية بأكثر من 26 شخصا ودمرت أكثر من 2000 منزل وأتت على نحو 8 ملايين هكتار (80 ألف كلم مربع) من الأراضي، وهي مساحة توازي مساحة جزيرة ايرلندا.

ويقول العلماء إن الحرائق التي يؤججها الجفاف، يغذيها التغير المناخي الذي بدوره يفاقم موسم الحرائق. دعا رئيس حكومة ولاية فكتوريا دانيال اندروز المواطنين إلى الاستعداد لمواجهة المزيد من الدمار في الأزمة المستمرة منذ أشهر.

وقال «لسنا سوى في بداية ما سيكون صيفا صعبا جدا».

ورغم انخفاض دراجات الحرارة وتساقط المطر في بعض المناطق المتضررة بالحرائق هذا الأسبوع، لا يزال 150 حريقا يشتعل في ولايتي نيو ساوث ويلز وفكتوريا، الأكثر اكتظاظا في القارة الشاسعة.

وتواجه بعض المساحات في ولاية فكتوريا اليوم الجمعة خطر اندلاع حرائق «شديدة» فيما يتوقع أن تشهد بعض المناطق ظروفا مناخية «قاسية».

في بعض المناطق التي أتت عليها النيران، يقوم الأهالي بإعادة بناء منازلهم والعودة لحياتهم الطبيعية في عملية يتوقع أن تستغرق سنوات.

وأعلنت ولاية نيو ساوث ويلز أمس الخميس تخصيص 1.2 مليار دولار أسترالي (680 مليون دولار أمريكي) لأعمال البنية التحتية في المناطق المدمرة. ويضاف هذا إلى مبلغ ملياري دولار أسترالي (1.4 مليار دولار أمريكي) لصندوق إغاثة مخصص للمجتمعات المتضررة. وإضافة إلى الخسائر البشرية تسببت الحرائق بأضرار بيئية واسعة.

وقدر العلماء في جامعة سيدني أن يكون مليار حيوان قد نفقت في الحرائق. ويشمل هذا الحيوانات الثديية والطيور والزواحف وليس الضفادع والحشرات أو اللافقاريات.

وغطى الدخان السام الناجم عن تلك الحرائق سماء مدن رئيسية في استراليا مثيرا مخاوف صحية.

وعبر الدخان مسافة أكثر من 12 ألف كلم إلى البرازيل والأرجنتين، وفق وكالات الأرصاد في البلدين.

وسجلت أستراليا في 2019 العام الأكثر حرارة وجفافا على الإطلاق وبلغ معدل الحرارة القصوى في منتصف ديسمبر 41,9 درجة مئوية.

من جانب آخر، دعت السلطات الأسترالية لإجلاء جماعي آخر من جنوب شرق البلاد المكتظ بالسكان أمس في الوقت الذي أجج فيه ارتفاع درجات الحرارة حرائق الغابات الهائلة، الأمر الذي شكل تهديدا على عدة بلدات وتجمعات محلية.

وقال رئيس وزراء ولاية فيكتوريا دانييل آندروز في إفادة بثها التلفزيون «إذا تلقيتم تعليمات بالرحيل، فعليكم أن ترحلوا. هذه هي الطريقة الوحيدة لضمان سلامتكم. الوضع خطر في بعض هذه المناطق. ولا نستطيع ضمان سلامتكم».

ووفقا للحكومة المركزية فقد لاقى 27 شخصا حتفهم في الوقت الذي التهمت فيه الحرائق المستعرة أكثر من 25.5 مليون فدان من الأراضي.

وتشرد آلاف الأشخاص بينما اضطر آلاف آخرون للإجلاء أكثر من مرة بسبب شدة الحرائق.

وكان سكان بلدة مالاكوتا الساحلية بولاية فيكتوريا، حيث تقطعت السبل بالآلاف على الشاطئ لأيام حتى انتهاء الإجلاء العسكري أمس الأول الأربعاء، من بين الذين جرى نصحهم مرة أخرى بالهرب.

وقال مارك تريجيلاس الذي أمضى ليلة رأس السنة على قارب بينما دمرت الحرائق معظم بلدته «إذا هربنا فإلى أين نذهب؟».

وأضاف لرويترز عبر الهاتف من منزله «الكهرباء تعود ببطء لكن الجميع يعتمد على مولدات والوقود لعمل هذه المولدات محدود للغاية.. الناس نفد منها الوقود لذا يعتمد غالية سكان البلدات على ركوب الدراجات».