1414690
1414690
العرب والعالم

الأمم المتحدة تطالب بتجديد تفويض إيصال المساعدات الإنسانية في سوريا

07 يناير 2020
07 يناير 2020

بوتين يشيد بالتقدم «الهائل» خلال زيارة مفاجئة إلى دمشق -

عواصم-(أ ف ب): طالبت الأمم المتحدة أمس بتجديد التفويض الذي تنتهي مدّته في 10 يناير الحالي ويسمح لقوافل المساعدات الإنسانية التابعة لها بعبور الحدود لإيصال المساعدات إلى السوريين معتبرةً أنها «الوسيلة الوحيدة الممكنة للوصول إلى الأشخاص المحتاجين».

ولم يتمكن أعضاء مجلس الأمن الدولي من التوصل إلى اتفاق بشأن تمديد هذا التفويض عبر الحدود الساري منذ العام 2014 والذي تعتبره الأمم المتحدة ضرورياً.

وقال ينس ليركي متحدثا باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في مؤتمر صحفي في جنيف «ليس هناك خطة بديلة. هذه العملية تسمح بمساعدة مئات آلاف الأشخاص ويتم القيام بذلك منذ وقت طويل».

وأكد «أنها الوسيلة الوحيدة الممكنة التي نملكها للوصول إلى الأشخاص المحتاجين. إذاً من الضروري أن نحصل على تجديد الترتيبات التي تسمح باستمرار هذه التصاريح العابرة للحدود».

ومطلع يناير الحالي لم يتمكن أعضاء مجلس الأمن الدولي من التوصل إلى اتفاق، أثناء اجتماع مغلق، بشأن تمديد القرار الذي يسمح بهذه المساعدة العابرة للحدود التي تقدمها الأمم المتحدة في سوريا.

واستخدمت روسيا والصين في العشرين من ديسمبر الماضي حق النقض لمنع قرار يمدد لمدة عام هذه المساعدة التي تمرّ بأربعة معابر حدودية (اثنين على الحدود مع تركيا ومعبر على الحدود مع الأردن وآخر على الحدود مع العراق). وفي سوريا، كل المساعدات الإنسانية يجب أن تحظى بموافقة الحكومة السورية.

وأوضح المتحدث أن الأمم المتحدة أرسلت 30 ألف شاحنة محمّلة مساعدات عبر أربع نقاط عبور حدودية منذ العام 2014.وأضاف أن «العملية التي تُجرى من تركيا، زادت أكثر من 40% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي بسبب ارتفاع الحاجات الإنسانية».

وأوضح أن أربعة ملايين شخص يتلقون المساعدة من خلال هذه العملية في الشمال السوري، بينهم 2,7 مليون في شمال غرب سوريا (إدلب ومحيطها) يعتمدون حصراً على تلك العملية للحصول على مساعدة.

وحذّر ليركي من أن «مليون شخص في إدلب محاصرون».

ورغم وقف إطلاق النار الذي تمّ التوصل إليه في أغسطس من العام الماضي تشهد منطقة إدلب ارتفاعاً في وتيرة العنف منذ أسابيع عدة. وبحسب الأمم المتحدة، نزح ما لا يقلّ عن 300 ألف شخص في جنوب المحافظة منذ منتصف ديسمبر من العام الماضي ما يرفع عدد النازحين في إدلب إلى أكثر من 700 ألف شخص خلال الأشهر الثمانية الأخيرة.

من جانب آخر أشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارته المفاجئة إلى دمشق حيث التقى الرئيس السوري بشار الأسد بالتقدم «الهائل» الذي تحقق في سوريا التي تشهد نزاعا منذ العام 2011، كما أعلن الناطق باسم الكرملين أمس.

وقال ديمتري بيسكوف كما نقلت عنه وكالات أنباء روسية «خلال محادثاته مع الأسد، لفت بوتين إلى انه اليوم، يمكن القول بثقة انه تم اجتياز طريق هائل نحو إعادة ترسيخ الدولة السورية ووحدة أراضيها» وذلك خلال أول زيارة للرئيس الروسي إلى العاصمة السورية منذ بدء الحرب.

ونقل بيسكوف عن الرئيس الروسي أيضا قوله انه «كان يمكن أن نرى بالعين المجردة عودة الحياة بسلام إلى شوارع دمشق». وأضاف أن «الرئيس السوري عبر له عن امتنانه للمساعدة التي قدمتها روسيا والجيش الروسي من أجل عودة السلام الى سوريا» .

وعن مضمون اللقاء قال بيسكوف إن «الرئيسين استمعا إلى تقارير حول الوضع في مختلف مناطق سوريا». وسيزور الرئيس الروسي عدة أماكن أخرى خلال زيارته دمشق.

وبحسب الصور التي نشرها صحفيون روس على وسائل التواصل الاجتماعي فان وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو كان حاضرا إلى جانب بوتين.

والتقى الرئيس السوري بشار الأسد أمس نظيره الروسي فلاديمير بوتين في دمشق، وفق ما أورد حساب الرئاسة السورية على مواقع التواصل الاجتماعي، في زيارة مفاجئة هي الأولى من نوعها إلى العاصمة السورية منذ اندلاع النزاع قبل نحو تسع سنوات.

وأعلنت حسابات الرئاسة أن بوتين وصل «دمشق في زيارة التقى خلالها الرئيس الأسد في مقر تجميع القوات الروسية» في العاصمة.

ونشرت صورة للأسد وهو يصافح بوتين وجلس قربهما ضباط روس. وأوردت أن الرئيسين «استمعا إلى عرض عسكري من قبل قائد القوات الروسية العاملة في سوريا».

وسبق لبوتين أن زار سوريا في ديسمبر 2017، لكن زيارته اقتصرت حينها على قاعدة حميميم الواقعة على الساحل السوري غرباً، والتي تتخذها روسيا مقراً لقواتها.

وتعد روسيا أحد أبرز حلفاء الحكومة السورية إلى جانب إيران، وقدمت لها منذ بداية النزاع في العام 2011 دعماً دبلوماسياً واقتصادياً، ودافعت عنها في المحافل الدولية خصوصاً في مجلس الأمن الدولي حيث منعت مشاريع قرارات عدة تدين النظام السوري.

واستخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) 14 مرة ضد مشاريع قرار حول سوريا، كان آخرها في ديسمبر الماضي ضد مشروع قرار قدمته الكويت وألمانيا وبلجيكا لتمديد المساعدة الإنسانية للأمم المتحدة عبر الحدود لأربعة ملايين سوري لمدة عام، وتريد موسكو خفضها

وساهم التدخل الروسي منذ سبتمبر 2015 بقلب ميزان القوى في النزاع لصالح الجيش الحكومي السوري ومكنه من تحقيق انتصارات عدة في مواجهة الفصائل المعارضة وتنظيم داعش على حد سواء.