1414526
1414526
العرب والعالم

رئيس كوريا الجنوبية يدعو إلى الحوار مع بيونج يانج

07 يناير 2020
07 يناير 2020

تمهيدا لزيارة كيم لسول -

سيول - (أ ف ب) - دعا رئيس كوريا الجنوبية مون جاي ان أمس للعمل على دفع الحوار الدبلوماسي مع كوريا الشمالية تمهيدا لزيارة زعيمها كيم يونج اون سول، في وقت تخلى فيه هذا الأخير عن تفاهم حول التجارب النووية.

وتأتي هذه الدعوة الجديدة من الرئيس الكوري الجنوبي (يسار وسط) المدافع بحماسة عن الحوار بين الكوريتين منذ انتخابه في 2017، بعد أقل من أسبوع من تهديد كيم بأن يظهر للعالم «سلاحا استراتيجيا جديدا».

وفي تصريحاته أمام اللجنة المركزية لحزب العمال الكوري، لم يشر كيم أبدا لكوريا الجنوبية. ومنذ فشل آخر قمة له مع دونالد ترامب في هانوي في فبراير 2019، كثف الزعيم الكوري الشمالي هجماته الكلامية على كوريا الجنوبية مؤكدا أنه لم يعد لديه ما يتباحث بشأنه مع جارته.

بل إن مسؤولا كوريا شماليا رفيع المستوى وصف مؤخرا الرئاسة الكورية الجنوبية بأنها «كلب خجول ينبح بصوت أعلى قليلا».

غير ان ذلك لم يمنع الرئيس مون من مد يده مجددا لجارته الشمالية. وقال في خطابه لمناسبة السنة الجديدة «آمل أن تتمكن كوريا الجنوبية وكوريا الشمالية من بذل جهود مشتركة لتوفير الظروف حتى تتم في أقرب الآجال زيارة الرئيس كيم يونج اون».

«نحن نشكل شعبا»

وكانت دعوة كيم لزيارة سول وجهت له خلال آخر قمة للكوريتين في سبتمبر 2018 حين زار مون بيونج يانج في ظرف استثنائي من الانفراج في شبه الجزيرة. ظرف يبدو اليوم بعيدا جدا.

واعتبر خبراء كثيرون ان مد اليد اليوم لبيونج يانج غير واقعي بالمرة.

واضاف الرئيس مون «أرغب في الاجتماع بشكل متكرر (مع كيم) والتحاور بلا هوادة».

كما عرض فكرة التشاور مع بيونج يانج للمشاركة في الالعاب الاولمبية بطوكيو صيف 2020 بوفد كوري واحد وعرض موحد في حفل الافتتاح.

وكانت الكوريتان تمثلتا خلف راية كورية تجسد شبه الجزيرة باللون الأزرق على خلفية بيضاء، في افتتاح الألعاب الشتوية في 2018 في كوريا الجنوبية.كما شارك فريق نسائي مشترك في دورة الهوكي على الجليد.

وبعد تلك الألعاب الأولمبية شهدنا عدة فرق مشتركة في الجيدو وكرة السلة وكرة اليد.

بل تم حتى طرح فكرة المشاركة بمنتخب موحد في العاب 2032، واعتبر مون أمس أن ذلك سيكون «فرصة من ذهب للجنوب والشمال لنظهر للعالم أننا نشكل شعبا واحدا».

كيم ليس لديه ما يكسبه

لكن «دبلوماسية الرياضة» تعثرت منذ أشهر.

ففي أكتوبر طلبت بيونج يانج هدم مجمع سياحي شيدته شركة كورية جنوبية في منتجع جبل كومغانغ قرب الحدود بين الكوريتين واستقبل لفترة سياحا كوريين جنوبيين.

لكن مون أكد أنه يعمل على استئناف الرحلات المنظمة من كوريا الجنوبية إلى جبل كومغانغ وأيضا على اعادة فتح مجمع كيسونغ الصناعي حيث كانت شركات كورية جنوبية تشغل عمالة كورية شمالية.

وستشكل اعادة احياء مشروعي التعاون انتهاكا لبعض العقوبات المقررة من مجلس الامن الدولي لاجبار كوريا الشمالية على التخلي عن برامجها العسكرية والصاروخية المحظورة.

وراى شونغ سونغ شانغ مدير مركز دراسات في سيول انه «من غير المرجح إلى حد كبير» أن تستجيب كوريا الشمالية لمبادرة مون.

وقال «ان قراءة سول للوضع الحالي تثير اشكالا» موضحا «ليس هناك بالنسبة لكيم اي مكسب سياسي من زيارة سول حاليا، بالنظر الى ان كوريا الشمالية أعلنت تقريبا أنها لن تبحث مجددا الملف النووي مع الولايات المتحدة».

واعتبر ان شان ايل الفار الكوري الشمالي وأصبح باحثا في سول، ان مقاربة ادارة مون أشبه بـ «حب مستحيل لكن غير مشروط» وخيارات سول قليلة.

وأضاف «ان هذه الطريقة في التعامل مع الشمال، رغم شتائم بيونج يانج، ليست (الطريقة) المثالية» لكن «الجنوب لا يمكنه تقريبا فعل أي شيء طالما استمرت عقوبات الامم المتحدة».

وأقر كيم الاسبوع الماضي ان الوضع الاقتصادي لبلاده «خطير». لكنه أكد مجددا ان بلاده على استعداد لمواصلة العيش تحت العقوبات للحفاظ على قدراتها النووية.