المنوعات

أوراق عمل تؤكد خصوصية التعليم في عمان ومراحل التطوير التي مر بها منذ عقود

07 يناير 2020
07 يناير 2020

في أمسية تاريخية نظمتها الجمعية العمانية للكتاب والأدباء -

أقامت الجمعية العمانية للكتاب والأدباء ممثلة بلجنة التاريخ ليلة أمس الأول أمسية تاريخية بعنوان «التعليم في عمان»، بمشاركة مجموعة من الباحثين والأكاديميين في الشأن التاريخي الثقافي.

الأمسية التي أدارها الدكتور سليّم الهنائي، قدم من خلالها الدكتور خلفان الجابري ورقة عمل حملت عنوان «تعليم القراءة والكتابة في مدارس القرآن الكريم قديمًا بسلطنة عمان» وهنا تحدث الجابري عن الأساليب التربوية التي استخدمها العمانيون قديمًا في تعليم القراءة والكتابة بشكل عام وقراءة القرآن الكريم بشكل خاص التي امتد استخدامها في مدارس القرآن الكريم (الكتاتيب العمانية) لمئات الأعوام، كما تناول جهود العمانيين في دراسات علم الأصوات اللغوية بحيث أنهم وظفوا علم الأصوات وعلم العروض وعلم الصرف في وضع نظام صوتي موسيقي إيقاعي للكلمات العربية، كما أشار الجابري إلى مكونات الطريقة التركيبية (الجزئية) التي تعتبر إحدى طرائق تدريس اللغة العربية، وكانت مستخدمة في شبه الجزيرة العربية التي سميت في عمان طريقة الإعراب، وذهب الجابري ومن خلال ورقته ليتحدث عن جهوده في توثيق أساليب تعليم القراءة والكتابة في عمان قديمًا، إضافة إلى جهوده في تأسيس علمين جديدين لعلوم اللغة العربية والعلوم التربوية هما علم الهجو وعلم الإعراب وتحويلهما من طرائق صوتية وأساليب تدريسية إلى علمين لهما أسسهما الفكرية واللغوية والتربوية المسترشدة بعلوم الأصوات اللغوية والصرف والعروض والعلوم التربوية.

أما الدكتور ناصر الصقري الذي كان ضمن المتحدثين فقد قدم ورقة عمل حملت عنوان «الأنشطة التعليمية للإرسالية العربية في عمان (1893-1970م)» وهنا ذهب ليلقي الضوء على الأنشطة التعليمية التي قامت بها الإرسالية العربية في عمان، فمنذ تأسيس الإرسالية العربية لمحطتها الثالثة في منطقة الخليج العربي في مسقط عام 1893م شرعت في تقديم خدمات طبية وتعليمية للناس، واتخذ تقديم الخدمات التعليمية أشكالا مختلفة كان أبرزها إنشاء المدارس. وتمثل ذلك في المدرسة التي أنشأتها الإرسالية في مسقط، واتخذت هذه المدرسة أسماء مختلفة في مراحلها التاريخية. وخرجت ورقة الصقري بمجموعة من النتائج تتعلق بتأسيس المدرسة، وبإدخال خدمات تعليمية حديثة في عمان، ساهمت في تكوين بعض أبناء المجتمع العماني في مسقط ومطرح، وكذا أبناء الجاليات المقيمة في المدينتين.

وخلال الجلسة التاريخية شاركت الدكتورة هدى بنت عبدالرحمن الزدجالية بورقة عمل بعنوان «المدرسة السعيدية في جوادر» وهنا كشفت الزدجالية عن تلك المدرسة التي تأسست في عهد السلطان سعيد بن تيمور، حيث كان السلطان سعيد حريصا على استكمال مسيرة التعليم في المناطق التابعة لعمان آنذاك خاصة جوادر على اعتبار أنها كانت من المناطق التابعة لعُمان، حسب قولها.

وأوضحت الزدجالية: إن بداية التعليم في جوادر كغيرها من المناطق الإسلامية تتمثل في نظام الكتاتيب الذي يتم فيه تعليم القرآن الكريم والقراءة والكتابة، أما التعليم النظامي فبدأ بتأسيس المدرسة السعيدية أسوة بالمدرسة السعيدية في كل من مسقط وصلالة، وسعى السيد سعيد بن تيمور لتطوير التعليم في جوادر من خلال تعيين الكفاءات المتخصصة من الناحية التعليمية خاصة المعلمين في تخصصات اللغة الانجليزية والأوردية، مقابل رواتب مجزية. وكان من أهم معلمي المدرسة السعيدية في جوادر عبدالله بن عمر الكندي من أهل نزوى، ومولوي محمد موسى البلوشي، وعبدالمجيد الجوادري، ومحمد أكبر البلوشي.

ومن الباحثين المشاركين في هذه الجلسة الدكتور ناصر العتيقي الذي تحدث عن مسيرة التعليم في مدينة صور كدراسة مقارنة بين الأوضاع التعليمية في صور قبل عام 1970 وبعدها متمثلا نماذج مدارس ثلاث وهي مدرسة بلاد صور ومدرسة دار الفلاح ومدرسة أحمد بن ماجد. وأوجد مقارنة بين عناصر هذه المدارس من حيث المؤسسين والنشأة والتكوين والمباني المدرسية والمناهج الدراسية، وأهم المعلمين والإداريين في هذه المدارس ومصادر التمويل والمناطق التي أنشئت فيها والمناطق التي خدمتها هذه المدارس.

تخلل الجلسة التي حضرها مجموعة من الكتاب والأدباء العمانيين والمهتمين بالشأن التعليمي من داخل السلطنة وخارجها نقاشات مفتوحة مع الباحثين الذين قدموا العديد من الاستفسارات حول واقع التعليم في عمان وماهيته وخصوصيته.