صحافة

التوترات الأمريكية - الإيرانية في الصحافة البريطانية

06 يناير 2020
06 يناير 2020

تشهد منطقة الشرق الأوسط توترا متصاعدا بين الولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية إيران الإسلامية، بعد اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني الجنرال قاسم سليماني في بغداد بواسطة طائرة أمريكية مسيرة.

صحيفة «ديلي تلجراف» كتبت في عنوانها الرئيسي تقول: «دونالد ترامب يقول أن قتل سليماني كان لوقف الحرب مع إيران». وفي سياق التقرير ذكرت الصحيفة أن ترامب أوضح انه لا يسعى إلى شن حرب مع إيران، او تغيير النظام، وانه تصرف فقط لمنع مؤامرة ضد أمريكا من قبل الجنرال سليماني.

ونقلت الصحيفة عن روبرت أوبراين، مستشار الأمن القومي الأمريكي قوله: «إن سليماني وصل إلى بغداد قادما من دمشق وكان يتجول في الشرق الأوسط للتخطيط لشن هجمات وشيكة على الدبلوماسيين والعسكريين الأمريكيين».

وأشارت الصحيفة إلى بيان المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني الذي تعهد فيه بالرد على مقتل الجنرال سليماني بالقول «هؤلاء المجرمون سيواجهون الانتقام الشديد في المكان والزمان المناسبين».

وذكرت أن البنتاجون قال إن ترامب أمر بقتل سليماني «في عمل دفاعي حاسم لحماية الأمريكيين في الخارج»، مشيرة إلى أن الجنرال سليماني كان يعمل بنشاط على وضع خطط لمهاجمة الدبلوماسيين الأمريكيين وأعضاء الخدمة في العراق وفي جميع أنحاء المنطقة.

وحول الانتقام الإيراني نشرت صحيفة «آي» تقريرا بعنوان «العالم ينتظر الانتقام الإيراني» موضحة أن سليماني هو القائد العسكري الأعلى لطهران، ومهندس نفوذها المتزايد في الشرق الأوسط، وقائد فيلق القدس الإيراني، وثاني أقوى شخصية في إيران بعد الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي.

ونقلت الصحيفة تصريح علي خامنئي الذي قال فيه إن «وفاة سليماني ستضاعف المقاومة ضد الولايات المتحدة وإسرائيل». ودعا إلى الحداد الوطني ثلاثة أيام، مع تعيين العميد إسماعيل قاني محل سليماني.

أما صحيفة «الفاينانشال تايمز» فأشارت إلى توقيت اغتيال سليماني بأنه جاء بعد أيام من استهداف ميليشيات الحشد الشعبي السفارة الأمريكية في بغداد.

وأشارت صحيفة «ديلي ميل» إلى تغريدة الرئيس ترامب التي قال فيها «إن قاسم سليماني تآمر على الإرهاب في جميع أنحاء العالم»، وان ترامب بعث برسالة إلى إيران مفادها «إنه لم يأمر بقتل الجنرال قاسم سليماني لبدء حرب ولكن لإيقاف الحرب، فقد كان سليماني يخطط لشن هجمات وشيكة على الموظفين الأمريكيين والدبلوماسيين»، وزعم ترامب أن «قتل سليماني كان يجب أن يتم منذ عدة سنوات، مدعيا أن الشعب العراقي يريد أن يتحرر من الهيمنة الإيرانية».

وذكرت «ديلي ميل» أيضا أن الولايات المتحدة سترسل حوالي 3000 جندي إضافي من الجيش إلى منطقة الشرق الأوسط، وأشارت إلى تراجع للأسهم الأمريكية بنحو 1%، وارتفاع أسعار النفط، وتأييد البنتاجون للضربة الأمريكية، معتبرا أنها كانت ضرورية لإنقاذ الأمريكيين وردع الهجمات المستقبلية.

صحيفة «الجارديان» نشرت تقريرا قالت فيه إن تعهد طهران بالانتقام لمقتل سليماني يجعل منطقة الشرق الأوسط تستعد لصراع جديد، مشيرة إلى أن البنتاجون أمر بإرسال قوة تعزيزات عسكرية للمنطقة، في الوقت الذي تم التنبيه فيه على الديبلوماسيين الأمريكيين بتعبئة حقائبهم استعدادا للإخلاء المفاجئ.

وقالت «الجارديان» في افتتاحيتها إن الرئيس ترامب قام بخطوة محفوفة المخاطر، سبق أن رفضها الرئيسان السابقان جورج بوش وباراك اوباما بالرغم من الدور البارز للجنرال قاسم سليماني ضد امريكا عقب غزوها للعراق، لإدراكهما أن النتيجة هي الحرب مع إيران، بينما اغتنم ترامب الفرصة معرضا امن الولايات المتحدة واستقرار اكثر مناطق العالم اضطرابا للخطر.

وترى الصحيفة أن مقتل سليماني ربما يقود إلى عواقب أخرى بعضها كارثية باستهداف المدنيين، مع إمكانية أن تطالب الحكومة العراقية الغاضبة لمقتل أحد قادة ميليشياتها البارزين، ابو مهدي المهندس، مغادرة القوات الأمريكية المتبقية للعراق. كما يمكن أن تنهار الصفقة النووية الإيرانية التي يحاول الديبلوماسيون الأوروبيون إبقائها على قيد الحياة بعد انسحاب الولايات المتحدة منها عام 2018.

وتحت عنوان «الخوف من حرب الخليج الثالثة» نشرت صحيفة «ديلي ميرور» تقريرا قالت فيه أن وضع بريطانيا كحليف وثيق للولايات المتحدة يمكن أن يجعلها تنجرف إلى صراع جديد في الشرق الأوسط، ويجعلها هدفا مشروعا خاصة بعد تعهد طهران بالانتقام لمقتل الجنرال قاسم سليماني.

وسيظل الجو ملبدا بالغيوم في ظل التوترات المتصاعدة والتعهد بالانتقام الإيراني وتحذيرات الجانب الأمريكي بمزيد من الضربات الجوية، ما سيجعل منطقة الشرق الأوسط تقبع فوق صفيح ساخن.