1413685
1413685
العرب والعالم

إيران تعلن تخليها عن آخر قيود الاتفاق النووي .. والأوروبي يعرب عن «أسفه العميق»

06 يناير 2020
06 يناير 2020

حشود غفيرة تودع سليماني بطهران  -

عواصم - محمد جواد الأروبلي(رويترز - أف ب):

أعلنت إيران أنها لم تعد مُلزمة بآخر قيود «عملياتية» في الاتفاق النووي بشأن تخصيب اليورانيوم، وذلك بموجب اتخاذها الخطوة الخامسة والأخيرة في تقليص التزامها بالاتفاق.

وأكدت الحكومة الإيرانية في بيان، أنها لم تعد مُلزمة بأي قيود في المجال العملياتي، التي تشمل مستوى تخصيب اليورانيوم ونسبة التخصيب وحجم المواد المخصبة والأبحاث والتنمية.

وتعني الخطوة الخامسة من تقليص الالتزامات بالاتفاق النووي، تخلي إيران عن آخر مورد أساسي من القيود العملياتية في الاتفاق النووي، أي القيود المرتبطة بعدد أجهزة الطرد المركزي.

«التعاون سيستمر»

وقالت الحكومة الإيرانية إن طهران «ستمضي قدماً في برنامجها النووي من الآن فصاعداً بناءً على احتياجاتها التقنية» مؤكدة في الوقت ذاته أن التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية سيستمر كما في السابق.

وشددت إيران على أن عودتها إلى الالتزام بالاتفاق النووي الموقع مع القوى العالمية في مارس 2015، يجب أن يكون مقروناً برفع الحظر وانتفاع إيران من فوائد الاتفاق.

وعبّر وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أمس عن «أسفه العميق» لإعلان إيران الأخير بشأن تخلّيها عن كل القيود المتعلّقة بتخصيب اليورانيوم.

وكتب بوريل في تغريدة أن «التطبيق الكامل للاتفاق حول النووي من قبل الجميع يعد اليوم أهمّ من أي وقت مضى، من أجل الاستقرار الإقليمي والأمن الدولي».

وقال إنه «يعمل مع كل المشاركين (في الاتفاق) على المسار الذي يجب سلوكه».

وأشار بوريل إلى أن الاتحاد الأوروبي سيعتمد على عمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتقييم العواقب.

وقال بيتر ستانو، المتحدث باسم بوريل، أثناء مؤتمر صحفي يومي «يجب أن نثق» بهذه الوكالة وانتظار ما ستقوله بشأن «الوقائع على الأرض».

ودعا بوريل أمس الأول وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى بروكسل وحضّ مرة جديدة على «خفض التصعيد» في الشرق الأوسط.

وأضاف ستانو «هناك تفاهم متبادل على وجوب تواصل الالتزام لكن على الإيرانيين أن يعلموننا كيف يريدون المضي قدماً».

وأشار المتحدث أيضاً إلى أن «هناك الكثير من النشاط والكثير من المكالمات الهاتفية».

من جهته قال متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أمس إن إعلان إيران أنها ستتخلى عن القيود على تخصيب اليورانيوم يبعث على القلق البالغ وإن بلاده تجري محادثات بشكل عاجل مع الأطراف بشأن التحركات المقبلة التي يحتمل اتخاذها.

وأضاف المتحدث أن هناك مواثيق دولية تحول دون تدمير التراث الثقافي بعد أن هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باستهداف 52 موقعا إيرانيا بما في ذلك أهداف مهمة للثقافة الإيرانية، إذا هاجمت طهران المواطنين أو الأصول الأمريكية.

وقالت قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس إنها ستبلغ الدول الأعضاء بأي تطورات في إيران حسبما يقتضي الأمر بعد أحدث إعلان من طهران عن التراجع عن التزاماتها بموجب الاتفاق النووي مع القوى العالمية ردا على العقوبات الأمريكية.

وقالت الوكالة في بيان «مفتشو الوكالة يواصلون القيام بعمليات التحقق والمراقبة في البلاد».

وأضافت «ستبقي الوكالة الدول الأعضاء على إطلاع بشأن أي تطورات في هذا الصدد في حينه وحسبما يقتضي الأمر».

وحضت موسكو أمس الأطراف الموقعة للاتفاق النووي الإيراني على إبقائه «أولوية» داعية الشركاء الأوروبيين إلى الوفاء بالتزاماتهم لضمان بقاء إيران في الاتفاق.

وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن «الحفاظ على الاتفاقات الواسعة وضمان تطبيقها المستدام يجب أن يبقى أولوية بالنسبة لجميع الشركاء» وذلك في أعقاب قرار طهران خفض التزاماتها بموجب اتفاق عام 2015.

«إعلان مقلق»

وقال المتحدث للصحفيين «الإعلان الإيراني مقلق للغاية. من مصلحة الجميع استمرار الاتفاق. إنه (الاتفاق) يمنح العالم مزيدا من الأمان عبر استبعاد احتمال امتلاك إيران أسلحة نووية بشكل قاطع».

وأضاف «كنا نقول على الدوام إن الاتفاق النووي هو اتفاق ذو طبيعة تبادلية، وفي أعقاب الإعلان الإيراني، نجري محادثات بشكل عاجل مع الشركاء حول الخطوات المقبلة».

وتعليقا على تهديد ترامب بضرب المواقع الإيرانية، قال المتحدث «هناك اتفاقيات دولية تمنع تدمير التراث الثقافي».

في شأن آخر شاركت حشود غفيرة بالعاصمة الإيرانية طهران في تشييع جنازة قائد فيلق القدس قاسم سليماني ونائب رئيس الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس وآخرين قتلوا في عملية نفذتها طائرات أمريكية الجمعة الماضية قرب مطار بغداد الدولي.

وأمّ المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي الصلاة على جنازة سليماني. وفي لقطات بثها التلفزيون الرسمي، تهدج صوت المرشد الأعلى بينما كان يؤم الصلاة. وردد المشاركون في مراسم التشييع شعارات تندد بأمريكا وتطالب بالانتقام لسليماني. وشاركت في هذه المراسم أيضاً شخصيات رسمية وعسكرية في مقدمتهم الرئيس حسن روحاني ورئيس البرلمان علي لاريجاني. وقد وعدت إيران بالانتقام لمقتل سليماني. وحمل أحد المشيعين لافتة كتب عليها «من حقنا السعي لانتقام قاس» وهي الرسالة التي رددها قادة إيران العسكريين والسياسيين.