تقارير

العراق.. متظاهرون يهتفون ضد تواجد القوات الأجنبية في بلادهم

05 يناير 2020
05 يناير 2020

طالبوا بإبعادها من ساحة تصفية الحسابات الإقليمية

الديوانية- (العراق)- (أ ف ب): خرج متظاهرون في مدن عدة في العراق أمس وهم يهتفون «لا للاحتلالين الأمريكي والإيراني»، معدلين شعارهم للمطالبة بإبعاد بلدهم عن الصراع في ظل التوتر الذي بلغ أوجه بين طهران وواشنطن إثر اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني في ضربة أمريكية في بغداد.

وتتمتع طهران بنفوذ كبير داخل مؤسسة الحشد الشعبي والفصائل المنضوية تحت لوائها، فيما تنشر الولايات المتحدة جنودًا في قواعد عسكرية عراقية، ولها نفوذ لدى بعض القوات الخاصة العراقية التي تشرف على تدريبها.

وتنتشر قوة أمريكية في العراق يبلغ عديدها 5200 جندي، تعمل على محاربة تنظيم (داعش) ضمن تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة منذ نهاية عام 2014، بناء على طلب من الحكومة العراقية.

ورفض المتظاهرون التدخلات الأمريكية والإيرانية على حد سواء، مرددين هتافات في شوارع الناصرية والديوانية والكوت والعمارة، جنوب العاصمة. وفي الديوانية، قال أحد المتظاهرين «سنقف أمام الاحتلالين الأمريكي والإيراني». - «ما رأت سلامًا» - ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها «سلام لأرض السلام، خلقت للسلام وما رأت يومًا سلامًا»، تحت مروحيات الجيش العراقي التي تحلق فوق المحتجين.

ولطالما تجنب العراقيون الدخول في حرب بالوكالة بين طهران وواشنطن، لكن بعد عملية اغتيال سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، وجد العراقيون أنفسهم عالقين وسط حرب محدقة قد تنفجر في أي لحظة.

ففي الناصرية، وقعت مواجهات بين محتجين رفضوا دخول مسيرة جنائزية لتشييع رمزي لسليماني والمهندس إلى شارع الحبوبي وسط المدينة، ما أدى إلى إصابة ثلاثة متظاهرين بجروح جراء إطلاق نار من قبل المشيّعين، وفقا لمصادر طبية في الناصرية.

قال المتظاهر رعد إسماعيل وهو طالب جامعي: «نرفض القتال بالإنابة على أرض العراق وخلق الأزمات تلو الأزمات. نحذر من أن يتم تجاهل مطالبنا تحت أي ذريعة كانت».

وبالفعل، ما هي إلا ساعات بعد انتهاء مراسم التشييع حتى أصدرت «كتائب حزب الله»، أحد أبرز الفصائل الموالية لإيران في الحشد الشعبي، تهديدات بشن عمليات انتقامية ضد مصالح أمريكية في العراق.

ودعت «كتائب حزب الله» القوات العراقية إلى «الابتعاد، لمسافة لا تقل عن ألف متر» عن القواعد التي تضم جنودًا أمريكيين اعتبارًا من مساء أمس الأحد، ما يوحي بنيّة لاستهداف تلك القواعد. والليلة قبل الماضية، وقعت هجمات صاروخية استهدفت المنطقة الخضراء الشديدة التحصين في وسط بغداد حيث مقر السفارة الأمريكية، وقاعدة جوية شمال العاصمة، يتواجد فيها جنود أمريكيون. ومنذ عملية الاغتيال، تعيش المنطقة والعالم خوفا من اندلاع حرب. - «لا دولة» - وفي كربلاء خرجت تظاهرة طلابية تندد بالتدخل الخارجي وخرق سيادة العراق، وطالبت بإخراج العراق من ساحة تصفية الحسابات الإقليمية.

وقال أحمد جواد كاظم: «نعلن اليوم استنكارنا ورفضنا التام للتدخلات الأمريكية وعمليات القصف التي حدثت في العراق».

وأضاف: «كما نرفض أن يصبح العراق ساحة للصراعات الدولية الإقليمية الإيرانية والأمريكية، فمن يذهب نتيجة هذا الصراع هو المواطن العراقي».

وتصاعدت في الشهرين الأخيرين الهجمات على مصالح أمريكية في العراق، وصولا إلى استهداف قاعدة عسكرية في كركوك شمال بغداد بثلاثين صاروخا في 27 ديسمبر، ما تسبب بمقتل متعاقد أمريكي.

كما تعرضت السفارة الأمريكية في المنطقة الخضراء الجمعة لهجوم غير مسبوق قام خلاله أنصار للحشد الشعبي بمحاصرتها لمدة يوم. وفي كربلاء أيضا، أعرب الطالب علي حسين عن قلقله من التصعيد، خصوصا في ظل فراغ بعد استقالة حكومة عادل عبد المهدي، وانقسام البرلمان حيال تسمية مرشح جديد أو تحديد موعد لانتخابات نيابية مبكرة يطالب بها الشارع.

وقال الشاب: «نستنكر الأحداث التي وقعت في العراق بالاعتداء على سيادته من خلال الاعتداء على مقرات القوات الأمنية والحشد الشعبي وكذلك نستنكر الاعتداء الذي حصل بالقرب من مطار بغداد». وأضاف: «هذا يعبر عن لا وجود لدولة العراق».