المنوعات

اكتناز الحيوانات... عندما يتحول جمع الحيوانات لاكتناز قهري

05 يناير 2020
05 يناير 2020

بون «د.ب.أ»: إنه مرض الاكتناز القهري للأشياء عديمة الفائدة ، ومثله أيضا الاكتناز القهري للحيوانات، ويتضح هذا عندما يتم استدعاء نشطاء حقوق الحيوان في حالة ما تسمى بـ «اكتناز الحيوانات»، وغالبًا ما تقع أعينهم عندئذ على صور مروعة .

وقد تم العثور على 1700 من الببغاوات في شقة بالعاصمة الألمانية برلين، وفي مدينة روتفايل عثر على 180 حيوانا من القطط والأرانب وغيرها. وعندما لا يقتصر الاكتناز القهري على تخزين الأشياء عديمة الفائدة وحسب بل يمتد ليشمل جمع حيوانات أيضا ، عندئذ يطلق عليه مسمى «اكتناز الحيوانات». وتقوم جمعية رعاية الحيوان الألمانية بتسجيل مثل هذه الحالات منذ عام 2012 ، وها هي الآن تدق ناقوس الإنذار: ففي عام 2018 ، وصلت هذه الظاهرة إلى مستوى قياسي جديد بتسجيل 59 حالة في جميع أنحاء ألمانيا، مقابل 34 حالة في العام السابق عليه - أي بزيادة قدرها 74%.

وتم اكتشاف 3888 حيوانًا في حالات اكتناز قهري في العام الماضي - وهو رقم قياسي جديد. وهناك بالإضافة إلى ذلك عدد من الحالات التي لا تعرفها منظمة رعاية الحيوان، كما تقول إيفا شميتس المتحدثة باسم جمعية رعاية الحيوان في بون. وقد تم تسجيل حوالي 40 حالة بالفعل قبل وقت مبكر من نهاية عام 2019.

ووجدت جمعية رعاية الحيوان أن 44% من حالات اكتناز الحيوانات كان أصحابها من النساء، و30% منها كان أصحابها من الرجال بينما شارك أزواج أو أسر بكاملها في 26% من هذه الحالات، وتشكل كل حالة عبئا كبيرا على ملاجئ الحيوانات ، لأن الحيوانات تأتي بأعداد كبيرة دفعة واحدة. وكثير من الحيوانات يأتي في حالة سيئة ، وأحيانًا تحتاج الى التهدئة.

ويصنف علماء النفس اكتناز الحيوانات كنوع خاص من أعراض متلازمة الاكتناز القهري. ويقول جيرد تسيميك، الحاصل على دبلوم علم النفس في مونشنجلادباخ: «هذا تداخل بين الاضطرابات المختلفة». فمرض الاكتناز القهري هو عرض واضح يرتبط بمرض الوسواس القهري، ويأتي في صورة اضطراب الشخصية. واكتناز الحيوانات - مثل مرض اكتناز الأشياء الأخرى عديمة الفائدة - يظهر المصاب به في صورة تعبر عن إهمال الذات والحيوان.

يقول تسيميك: «هذه ظاهرة تتكون على مدار فترة طويلة جدًا». حيث تتطور علاقة وثيقة مع الحيوانات، ويعتبر المصابون أنفسهم محبين للحيوانات، أو حتى منقذين لها. إلا أن أحداثا شخصية مصيرية مثل الطلاق أو فقدان الزوج يمكن أن تقلب الوضع. حيث «تحل الحيوانات محل الشريك، وفي الوقت نفسه تظهر أعباء مفرطة» حسبما يقول عالم النفس تسيميك. ويضيف تسميك ما نفتقده هو البصيرة: «إنهم ينكرون أن حالة الحيوانات تسوء، بل يدعون أن حالتها جيدة، كما أنهم يهونون الأمر، ويلعبون لعبة القط والفأر مع السلطات لمنع قرار المحكمة والدخول إلى الشقة ». حتى يبلغ الأمر منتهاه ذات يوم ، «عندما يقف مسؤولو المكتب البيطري أمام باب الشقة بسبب انبعاث رائحة كريهة ، وشكوى الجيران والخوف من خطر الوباء».

تبعا لذلك ، نادرا ما يخضع مكتنزو الحيوانات للعلاج ولذلك فكثيرا ما يكررون أفعالهم، وتقول مويرا جيرلاخ، وهي طبيبة بيطرية في أكاديمية رعاية الحيوان في نيوبيرج بالقرب من ميونيخ: «عندما تفرض مقاطعة حظراً على تربية الحيوانات ، غالبا ما ينتقل مكتنز الحيوانات من مكانه ويبدأ من جديد».

مما يسهم في ذلك هو أن اكتناز الحيوانات ليس مرض إكلينيكي معترف به، وبالتالي لا يوجد للمصابين به «علاج ممول وبالتالي فإن هناك قلة في أماكن استقبالهم» كما تقول جيرلاخ. ولذلك تدعو الجمعية الألمانية لرعاية الحيوان إلى وجود سجل مركزي لمكتنزي الحيوانات وفرض حظر فعال على تربية الحيوانات للأشخاص المصابين باضطرابات نفسية.

ويحتفظ الأشخاص، الذين يجمعون الحيوانات على هذا النحو المريض، بـ 105 حيوانات في المتوسط، ويرجع هذا العدد إلى رسالة الدكتوراه في جامعة هانوفر للطب البيطري التي أجرتها تينا شبيرلين عام 2012 ، وهي الدراسة العلمية الوحيدة حول ظاهرة اكتناز الحيوانات على مدار فترة طويلة في ألمانيا. وهناك أرقام أخرى تشير إلى أن متوسط عدد الحيوانات التي يتم اكتنازها يبلغ 120 حيوانا.

تقول جيرلاخ: «عندما يحدث هذا في شقة صغيرة ، غالباً ما تكون الظروف الصحية مرعبة». وكتبت جيرلاخ عن تقارير تتحدث عن حالات أخيرة شملت جميع أنحاء الجمهورية: من بلدة كونيجسموس في بافاريا ، وفورتسبورج وعبر كولونيا إلى كيل. تقول جيرلاخ «وفي حالات سيئة للغاية ، وجدنا أيضًا حيوانات نافقة في المكان ذاته. كما أن هناك حيوانات أخرى عديدة مريضة وتعاني من سوء التغذية ولديها مشاكل سلوكية وبالتالي يصعب التعامل معها».