hamda
hamda
أعمدة

2020

05 يناير 2020
05 يناير 2020

حمدة بنت سعيد الشامسية -

[email protected] -

الأسبوع المنصرم فتحنا أولى صفحات العام الجديد، وكانت بداية استثنائية بالفعل، فقد جاء يحمل لنا بشرى جميلة انهت أسابيع من القلق المميت، وطوينا صفحة أخرى كانت حافلة بأحداثها السعيدة و الأخرى الأقل سعادة، الكثيرون منا بدأوا الاستعداد لاستقباله بكثير من الأحلام والأمنيات، وكم من الأهداف، سيتحقق الكثير منها بإذنه تعالى، وسيبقى الكثير مما لم نستطع تحقيقه، والأسباب كثيرة طبعا، البعض خارجا عن إرادتنا، والبعض الآخر بإرادة حرة، ومع سبق إصرار وترصد منا، فما الذي يجعل أهداف البعض تتحقق كما رسم لها، والبعض الآخر تبقى حبيسة الأدراج، يدحرجها معه من عام إلى عام، مع إضافة الكثير من الأهداف الجديدة خاصة بكل عام طبعا، حتى تصبح الأهداف كرة جليدية تتضاعف عاما بعد آخر.

الأسباب طبعا كثيرة من ضمنها، أن كثيرا من هذه الأهداف ليست أهدافنا، بمعنى أنها ليست نابعة من احتياجاتنا الفعلية، لكنها أهداف نقلناها عن الآخرين لأنها بدت جميلة وجذابة، لكنها ليست أهدافنا نحن، وعندما لا تلامس الأهداف أرواحنا حتى وإن حققناها فلا تبعث البهجة التي توقعناها.

أحيانا كثيرة لا تتعدى الأهداف أن تكون أمنيات، والأمنية كما يقول المثل الشعبي رأس مال المفاليس، يمكن أن تتحقق ويمكن أن لا تتحقق، بمعنى أننا لا نصيغها على شكل أهداف قابلة للتحقق، بأن نحددها بدقة، ونضع لها خطة للتنفيذ، ونتخذ خطوات باتجاه الهدف ذاك مهما كانت الخطوة صغيرة.

يمكن أيضا أن يكون (لماذا) غائبا عن صياغة الهدف، مع التركيز على (ماذا) و(كيف)، ولماذا هو الدافع، هو المحرك لتحقيق الهدف، لذا إن لم يكن الدافع قويا، قد تضع هدفا رائعا، وقد تضع له خطة محكمة، وقد تبدأ بالسير نحوه، لكن قد لا تستمر طويلا، وستشعر بالتعب والملل في منتصف الطريق، وتتخلى عما كنت تظنه هدفك؟

في جلسة عصف ذهني لصياغة أهداف العام الجديد عقدناها الفترة الماضية لعدة مجموعات، بدت هذه الإشكالية واضحة عند الكثيرين، أهداف جميلة، وبراقة لكنها لاتعكس أبدا الشخصيات الحاضرة، و عندما بدأنا بطرح الأسئلة، أدرك البعض بأنهم إنما كانوا يرسمون أهدافا لم يكن لديهم دافع قوي لتحقيقها، فالدوافع هي المحرك لهذه الأهداف، وإلا بقيت حبيسة الأدراج حتى وإن كانت قد صيغت في أفضل طريقة.