صحافة

الفرنسية:أعوام الاعتياد على أخبار الكوارث

04 يناير 2020
04 يناير 2020

مع بداية العام 2020 لم تنتهِ سنة فحسب بل انتهت السنوات العشر لمجموعة أعوام 2010 أي سنوات العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين. فمن العام 2010 حتى العام 2019 عشر سنوات مَضَت شكَّلت عقد الـ2010. تتولى جريدة لوموند الفرنسية مهمة سرد التحديات التي واجهت العالم خلال السنوات العشر الماضية، واصفة إياها بأعوام الأزمات الكبرى والتقلبات الدولية الكبرى، سياسياً واقتصادياً ومناخياً، لدرجة بات الناس ينظرون إلى كوكب الأرض برمَّته وكأنَّه على شفير كارثة كونية. تكتب يومية لوموند الفرنسية أنَّ عالم اليوم صار معتاداً على أخبار الكوارث، لدرجة باتت الإيجابيات شبه خارجة عن يوميات المواطنين في كل أقطار العالم. مع الأسف، باتت السلبيات تبدو وكأنها معايير. (اعتداءات إرهابية، تفجيرات انتحارية، قتل بالأسلحة الفردية، قتل بواسطة السلاح الأبيض، غرقى وقتلى في البحار، جثث لاجئين تتقاذفها الأمواج وترميها على الشواطئ الأوروبية، براكين، فيضانات، كوارث وحوادث قطارات وطائرات وسيارات) ، كل هذه الأخبار لم تعد تفاجئ أحدا. ما هو استثنائي بات اليوم من صلب حياتنا اليومية، لا بل أصبح طبيعياً، ليس فقط بالنسبة للناس بل بالنسبة لبعض الدول أيضاً، حيث صار طبيعياً إعلان حالات الطوارئ بصورة مستمرة. لقد صرنا نعيش في الحالات الاستثنائية نفسياً و معنوياً. لكن تجدر الملاحظة في خِضم كل ذلك أن هنالك موجات أو تيارات شعبية تفاؤلية شبابية، بدأت تظهر و تتفاعل و تتردد أصداؤها في كل مكان، في الآونة الأخيرة، كمثل تيار شباب البيئة «أيام الجمعة لأجل المستقبل» و تيار شباب «السردين» في إيطاليا، على سبيل المثال لا الحصر، بالإضافة إلى المظاهرات و التحركات الشعبية التي حصلت وتحصل في هونج كونج والعراق ولبنان وغيرها من البلدان. هذه التيارات الشعبية الشبابية تنادي بمجتمعات مسالمة هادئة، مدنية، عصرية، متسامحة.