1411047
1411047
العرب والعالم

إخلاء مدن بأكملها وسط مخاوف من اشتداد الحرائق مجددا في أستراليا

02 يناير 2020
02 يناير 2020

حالة طوارئ جديدة في ولاية نيو ساوث ويلز -

سيدني - (أ ف ب) : وجهت السلطات الأسترالية أمس بالإخلاء القسري لبعض السكان فيما فر آلاف السياح من المناطق الواقعة على الساحل الجنوبي الشرقي لأستراليا تحسّباً لموجة حرّ جديدة يتوقّع أن تضرب المنطقة غدا مما يهدّد بتأجيج الحرائق الكارثية الضخمة التي تلتهم منذ أسابيع مساحات واسعة من جنوب شرق القارّة.

وهذه الحرائق التي لا تزال خارج السيطرة تسبّبت خلال الساعات الـ48 الماضية بمقتل ثمانية أشخاص على الأقلّ ومحاصرة العديد من السياح.

وأعلنت رئيسة وزراء ولاية نيو ساوث ويلز غلاديس بيريكليان أمس حالة الطوارئ لمدة سبعة أيام للسماح بالإجلاء القسري ابتداء من اليوم. وهذه هي المرة الثالثة التي يتم فيها إعلان حالة الطوارئ في هذه الولاية، الأكثر اكتظاظًا بالسكان في أستراليا.

وأضافت «إننا لا نتخذ هذا النوع من القرارات باستخفاف، لكننا نريد ضمان اتخاذ جميع الخطوات اللازمة لمواجهة ما يمكن أن يحدث في «يوم السبت الرهيب».

ويأتي هذا الإعلان بعد أن طلبت إدارة الإطفاء في مقاطعة نيو ساوث ويلز أمس من السياح إخلاء منطقة ساحلية تمتدّ بطول 200 كم. والمنطقة المعنية بأوامر الإخلاء تبدأ شمالاً ببلدة بيتمانز باي الخلابة (حوالي 300 كم جنوب سيدني) وتنتهي على بعد 200 كم جنوباً. ونصحت السلطات السياح المعنيين بالتوجّه إلى الجنوب ومقاطعة فيكتوريا.وقتل 18 شخصاً على الأقل منذ بدء موسم الحرائق في سبتمبر من العام الماضي.وقد ترتفع هذه الحصيلة مع تأكيد سلطات ولاية فكتوريا أمس أن 17 شخصاً في عداد المفقودين على امتداد أراضيها.

وبموجب توجيهات السلطات يتعيّن على السياّح مغادرة هذه المنطقة قبل حلول يوم غد، وهو يوم ينذر بأن يكون كارثياً لفرق الإطفاء إذ تتوقع الأرصاد الجوية أن يشهد هبوب رياح قوية وأن ترتفع فيه درجات الحرارة إلى ما فوق 40 درجة مئوية، وهي ظروف مثالية لتأجيج الحرائق المستعرة أصلاً وهي لا تعدّ ولا تحصى. ويخشى أن يكون يوم غد يوماً أسوأ من يوم الثلاثاء الماضي، الأكثر دموية منذ بدء موسم الحرائق في سبتمبر الماضي.

وقضى العديد من السياح ليلتين معزولين بدون كهرباء ولا اتصالات ومعتمدين على مؤن غذائية شحيحة، لكنّ السلطات أمّنت بعض الطرق لإجلائهم. وقال أندرو كونستانس وزير النقل في نيو ساوث ويلز إنّ عملية إخلاء المنطقة السياحية المحظورة ستكون «الأكبر على الإطلاق في المنطقة».

وامتد صف طويل من السيارات أمس على طول الطريق السريع المؤدي إلى سيدني. وقالت امرأة في سيارتها إنها احتاجت لثلاث ساعات لقطع مسافة 50 كم فقط. بدوره قال روب روجرز، نائب مفوّض دائرة الإطفاء في نيو ساوث ويلز، إنّ فرق الإطفاء لم تتمكّن من إطفاء الحرائق المستعرة أو حتى السيطرة عليها. وصرّح روجرز لشبكة «إيه بي سي» العامة أنّ «الرسالة هي أنّ لدينا الكثير من النيران في تلك المنطقة، وليست لدينا القدرة على احتواء هذه الحرائق. نحن بحاجة فقط للتأكّد من أنّ الناس ليسوا أمامها». وروى جون ستيل (73 عاماً) الذي يعيش قرب ميريمبولا على الساحل الجنوبي أن بعض الأشخاص أصيبوا «بالهلع» اثر دعوات إخلاء المنطقة، مشيراً إلى وجود العديد من «الأخبار الزائفة على فيسبوك والانترنت». ووصف ستيل الوضع في الأيام الأخيرة بأنه «كارثي»، فيما بدأت احتياطات المواد الطازجة والوقود بالنفاد. ولم تتمكن السلطات من التواصل بعد مع كافة سكان المناطق النائية الأكثر عزلةً.

ودمّر أكثر من 400 منزل في أستراليا في الأيام الأخيرة، وهو رقم مرشح للازدياد حالما تتمكن السلطات من دخول القرى الأكثر عزلةً، لتفقد الأضرار. وتمت تعبئة قوارب وطائرات عسكرية وعناصر إغاثة من أجل إرسال المساعدات الإنسانية وتقييم الأضرار في المناطق الأكثر عزلةً.

ووصلت سفينة للبحرية صباح أمس إلى مدينة مالاكوتا الساحلية حيث لجأ العديد من الأشخاص لساعات على الشاطئ هرباً من النيران التي وصلت إلى الأحياء.

وأكد نائب مفوض خدمات الطوارئ في ولاية فكتوريا كريس ستيفنسون أنه تمت إغاثة العديد من الأشخاص، وسيجري إجلاء 500 آخرين خلال المرحلة الأولى من عملية الإنقاذ الطويلة.

وقال ستيفنسون «اليوم، سنبدأ بالتحرك لإجلاء السياح في مالاكوتا والسكان الذين لا يرغبون في البقاء هناك»، مضيفاً «وبالأخذ بعين الاعتبار لعدد الأشخاص الموجودين هناك، سيحتاج الأمر لأيام، إن لم يكن لأسابيع».