56464648
56464648
إشراقات

حفظة كتاب الله وصفوا حياتهم مع القرآن بالسعادة والقوة والاطمئنان

02 يناير 2020
02 يناير 2020

أجمعوا على ضرورة الجهد والمثابرة ووضع خطة متكاملة للحفظ -

حاورهم: سالم الحسيني -

قراءة القرآن الكريم وحفظه والعمل به من أعظم الأعمال التي يتقرب بها العبد إلى الله عزّ وجلّ، وجاءت الأحاديث النبوية الشريفة لتدلل على ذلك الفضل فعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ للهِ أهلين من النَّاسِ قالوا من هم يا رسولَ اللهِ قال أهلُ القرآنِ هم أهلُ اللهِ وخاصَّتُه). وجاء عنه صلى الله عليه وسلم: «مثَلُ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَهُوَ حَافِظٌ لَهُ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ وَمَثَلُ الَّذِي يَقْرَأُ وَهُوَ يَتَعَاهَدُهُ وَهُوَ عَلَيْهِ شَدِيدٌ فَلَهُ أَجْرَانِ). ومن فضائل حفظ القرآن الكريم في الدنيا أن يُصبح صاحبه رفيع القدر والمكانة، والقرآن يأتي شفيعاً لأصحابه يوم القيامة فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال: (اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لِأَصْحَابِهِ...). وحافظ القرآن الكريم يرتقي في الجنة بمقدار حفظه من كتاب الله، وكلما ازداد حفظه ازداد رفعةً في درجات الجنة، فقد ثبت عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (يُقالُ لصاحبِ القُرآنِ يومَ القيامةِ اقرَأْ وارْقَ ورتِّلْ كما كُنْتَ تُرتِّلُ في الدُّنيا فإنَّ منزلتَك عندَ آخِرِ آيةٍ كُنْتَ تقرَؤُها).. ملحق إشراقات حاور عددا من حفظة القرآن الكريم ممن شاركوا هذا العام في مسابقة السلطان قابوس للقرآن الكريم الـ29 من مختلف الشرائح والأعمار للتعرف عليهم عن قرب ولمعرفة حياتهم مع القرآن الكريم، وكيف استطاعوا الوصول إلى هذه المنزلة الرفيعة، وما هو مقدار الجهد الذي يبذلونه حتى وصلوا إلى هذه الدرجة السامية، وما هي طرائقهم في الحفظ، وما الذي يجب على المرء أن يعمله حتى يكتب له التوفيق والسداد ويحظى بهذا الفضل العظيم.. وقد أجمعوا جميعا على أن من عاش مع القرآن عاش سعيداً قوياً مطمئناً وعاش وقلبه مُعَلَّق بالله عز وجل، يجد البركة في كل شيء ويحس بمعية الله له في كل حالاته وان الحياة بمعية القرآن الكريم.. هي حياة في عالم ملائكي.

  • محمد بن درويش الشقصي أكرمه الله سبحانه وتعالى بحفظ القرآن كاملا، وقد حصل هذا العام على المركز الأول في المستوى الأول بمسابقة السلطان قابوس للقرآن الكريم يحدثنا عن مشواره مع القرآن الكريم وطريقة الحفظ التي يتبعها وعن شعوره أيضا وهو يتسنم ذرى هذه المسابقة المباركة حيث يقول: حقيقةً هذا الفوز اعتبره شرفا عظيما لي ولا شك في أن الكثير من الناس يطمح للفوز في هذه المسابقة ولكنه يحتاج إلى مثابرة وجهد وكل ذلك بعد توفيق الله سبحانه وتعالى، وهذا الفوز لا شك يمثل لي شخصياً انتقالة كبيرة في حياتي وجعلني اهتم كثيرا بالقرآن ولله الحمد، وقد عملت جهدي حتى أتمكن من حفظ كتاب الله تعالى كاملا وذلك بتوفيق من الله سبحانه وتعالى لي، ولا شك أن ذلك يحتاج إلى الكثير من الجهد والكثير من المذاكرة المستمرة للقرآن الكريم، وقد اتبعت ذلك عدة خطوات لأتوصل إلى هذا المستوى المشرف، فقد بدأ مشواري في هذه المسابقة مع حفظ 12 جزءا وثم ١٨ جزءًا انتقلت إلى مستوى ٢٤ جزءًا وأنا في كل مستوى أعمل جداول مكثفة جدًا في مراجعة وتثبيت المحفوظ والحمد لله ذلك سهل لي طريق الوصول إلى مستوى القرآن كاملا، وقبل دخولي لمنافسات المسابقة بدأت أولا مراجعة ثلاثة أجزاء فقط في اليوم لمدة عشرين يومًا ثم انتقلت من ثلاثة أجزاء إلى خمسة أجزاء أي أختم القرآن في ستة أيام ثم ضاعفت الجهد إلى مراجعة ستة أجزاء في اليوم إلى أن وصلت أختم في اليوم الواحد ١٠ أجزاء في اليوم أي أختم القرآن في ثلاثة أيام وهذا يحتاج إلى تضحية كبيرة وحرمان النفس من المحبوبات والبعد عن الكثير من المغريات، ومن خلال هذا الجدول المبارك لا أنسى فضل الأستاذ القارئ سعيد بن مسلم المحيجري الذي بصّرني به وشجعني بالاستمرار على ذلك النهج.

    وأضاف: من أراد الفوز في هذه المسابقة وغيرها من المسابقات عليه أن يضحي بالمحبوبات وعليه أن يحرم نفسه قليلا من الهاتف ومن المحبوبات الأخرى المتعلقة به وكذلك عليه أن يبتعد قليلا عن أصدقائه المقربين وفي بعض الأحيان عن أهله ثم بعد ذلك يعمل جداول مكثفة ويزور الأساتذة والمشايخ ويجتهد في سماع المقاطع القرآنية من الإنترنت، فحقيقة فوزي بالمسابقة هو توفيق من الله قبل كل شيء، فالفوز لا يعتمد على جهد الشخص فحسب، فهناك من يجتهد أكثر من هذا لكنه لا يوفق ثم إن المسابقة ليست سهلة بل صعبة جدًا جدًا وتحتاج إلى جهد كبير.

    وعن شعوره مع القرآن الكريم وكيف يعيشه أجواءه قال: الحمد لله العيش مع القرآن شعور لا يوصف فهو حياة في العالم الملائكي، والأعراض عن هذا الكتاب العزيز حاله كما قال الله تعالى: «ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا» فالبعد عن القرآن الكريم هي حياة الضنك وحياة التعب ليست بها شيء من الراحة، فالله سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم: (وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا)، وكذلك في آية أخرى يقول الله سبحانه وتعالى: (أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس)، فهذا الكتاب هو بمثابة الروح للجسد، وهو بلا روح جثة هامدة لا قيمة ولا فائدة منه، والقرآن الكريم هو غذاء هذه الروح، فالذي يعيش مع القرآن يجد كرامات في الدنيا قبل الآخرة كما قال صلى الله عليه وسلم: (الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة)، فالذي يعيش مع القرآن ويتلوه حق تلاوته ويقيم حدوده يكون مع السفرة الكرام البررة اي الملائكة الكرام الأخيار، فمن منا يتخيل نفسه أن يعيش مع الملائكة الأخيار، وفي حديث آخر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يقال لقارئ القرآن الكريم يوم القيامة: اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية كنت تقرأها).. يقول بعض المفسرون آخر آية كنت تقرأها أي تحفظها فمن يتخيل وريان نفسه أنه قدر ما يحفظ من القرآن يرتقي بذلك درجات في الجنة، مشيرا إلى أن قصص أهل القرآن وكرامات أهل القرآن كثيرة جدًا فهم مقدمون في جميع مجالات الحياة ومحبوبون عن الناس ومحترمون ومكرمون والراحة والسعادة التي يعيشها أهل القرآن والكرامات التي يجدونها لا يشعر بها إلا أهل القرآن أنفسهم.

    أما سعيد بن عبدالله الحبسي فهو يحفظ من القرآن الكريم أكثره، وقد حاز هذا العام على المركز الأول في المستوى الثالث في هذه المسابقة والمقرر له حفظ ثمانية عشـر جزءا متتاليا مع التجويد يحدثنا عن حياته مع القرآن الكريم فيقول: الإنسان بفطرته يفرح بأي فوز يُكتب له في مجالات الخير.. وليس هناك ما هو أعلى منزلة في الخير من تعلم كتاب الله جلّ جلاله، فالنبي صلى الله عليه وسلم يبين لنا الخيرية الحقيقية بقوله: (خيركم من تعلم القرآن وعلّمه) فَفِطريا فرحت بالفوز ولكن مع رجاء أن يجعلني الله ممن كان من المُخلِصين.. وهذا الفوز يُمثّل حافزاً وتشجيعاً لي على مواصلة مسيري في المراجعة والحفظ، وإذا أحيانا الله سوف أشارك في المستوى الثاني بإذن الله وتوفيقه.

    ■ هناك من يتمنى الفوز في هذه المسابقة لكن الأمر يحتاج إلى مزيد من الجهد والمثابرة.. كيف استطاع سعيد الحبسي الحصول على هذا المركز المشرف؟ وما هي الخطوات التي اتبعها في الحفظ؟

    هذا الفوز أولاً وآخراً من الله وحده، فهو وحده الذي وفقني وأنعم علي بإحسان التلاوة وإتقانه وكذلك تيسير الحفظ والمراجعة، فأنا في الحقيقة لم أجلس إلى شيخ يعلمني التلاوة، إلا لما كنت صغيرًا كنت أتعلم عند أحد معلمي القرآن، ولكن آن ذاك لم أُحسن التلاوة جيداً، إنما أحسنته وأتقنته فيما بعد، عبر سماعي المتواصل لقارئ من القرّاء المتميزين المجيدين، ألا وهو فضيلة الشيخ سعد الغامدي - حفظه الله وأكرمه ـ، فأحببته وأحببت تلاواته، فكنت أستمع إليه كثيرا بكل حب، وأتلذذ بسماع تلاواته، فمنه بتوفيق الله تعلّمت التلاوة الصحيحة.. أما الحفظ للمسابقة فقد كنت حافظاً لبعض السور كمقاطع متفرقة، ولكن اجتهدت وبالتعاون مع زوجتي الغالية التي كانت تساندني وتعينني في مراجعة المحفوظ إلى أن أتممنا التصفيات النهائية، ولا أنسى فضل والدي الحبيبين علَيّ، فهما دائما يشجعانني على الخير ويحثانني عليه، ويضمانني بين أحضان دعواتهما الطيبة..

■ ما نصيحتكم لمن يراوده الطموح للفوز في هذه المسابقة؟ وما هي أقوى المحفزات في الحفظ؟

أولًا: أنصح نفسي وأنصح غيري بالإخلاص، فبه يكون الفوز الحقيقي، ونصيحتي الثانية هي (استعن بالله ولا تعجز) فلا بد من الاستعانة بالله وبذل الجهد في حفظ القرآن ومراجعته، وأن يستعين الحافظ بأفكار إخوانه من الحُفّاظ، وأن يكون له دفتر صغير يضبط فيه المتشابهات من الآيات والكلمات القرآنية، يضبطها بطريقته التي تعينه على أن يتذَكّر ويتفَطَّن لذلك التشابه ويثبُت في ذاكرته، وأضرب مثالاً في ضبط المتشابهات بطريقتي.. في سورة آل عمران، ثلاث آيات متتاليات تنتهي بكلمة عذاب.. (عظيم، أليم، مُهين) الآية ١٧٦، ١٧٧، ١٧٨، بهذا الترتيب، فوجدت أن أنسب طريقة لضبط هذا التشابه هو كالتالي: استخدمت كلمة «عام» في ضبط هذا التشابه بحيث حرف العين تقوم مقام كلمة «عظيم»، وحرف الألف تقوم مقام كلمة «أليم»، وحرف الميم تقوم مقام كلمة «مُهين» بالترتيب، وهكذا..

■ هل لك أن تصف شعورك النفسي وأنت تعيش مع القرآن الكريم؟ وما هي بوادر الخير التي يجدها حافظ القرآن الكريم في نفسه؟

أعترف بأني مقصّر كثيرا في حق كتاب الله، ولكن ما لا يترك مجالًا للشك هو أن من عاش مع القرآن عاش سعيداً وعاش قوياً وعاش مطمئناً وعاش وقلبه مُعَلَّق بالله عز وجل، ولك أن تتخيل ما مدى السعادة التي تسكن قلباً مُعَلَّقاً بخالقه وبارئه سبحانه.. فحافظ القرآن المخلص والعامل به يجد البركة في كل شيء ويحس بمعية الله له في كل حالاته.. نسأل الله أن يجعلنا بفضله وكرمه من أهل القرآن الذين هم أهله وخاصته، وأن يجعل أخلاقنا أخلاق القرآن.

الأسرة القرآنية

الأخوات الأربع من ولاية إبراء: إيمان « 13 سنة » وريان -11 سنة - ومريم -8 سنوات - وميان -6 سنوات - بنات هلال بن بدر البرواني شاركن جميعهن في مسابقة السلطان قابوس للقرآن الكريم الـ29 .. تقول إيمان: حفظت من القرآن الكريم أكثر من ستة أجزاء ابتداء من جزء عم بالإضافة إلى سورتي البقرة وآل عمران، وقد شاركت هذا العام في المستوى السادس حفظ ستة أجزاء، وكذلك أختي «ريان» حفظت ستة أجزاء بالإضافة إلى حفظ سورتي البقرة وآل عمران، ولكنها شاركت في هذه المسابقة بحفظ أربعة أجزاء، أما مريم و«ميان» فشاركن بحفظ جزأين، وقد سبق وان شاركت أنا وأختي ريان في هذه المسابقة العام الماضي، وفي هذا العام شاركت مع أخواتي الثلاث جميعنا في هذه المسابقة المباركة.

أما عن أهمية المشاركة في مثل هذه المسابقة تقول: إن الاشتراك في مسابقات القرآن الكريم تحفز كثيرا على حفظ القرآن الكريم وتعطي دافعا إلى المزيد من الحفظ، كما أنها تقييم للذات في طريقة الحفظ هل الحفظ بإتقان أم لا، والحمد لله نجد انفسنا في مستوى جيد من الحفظ، وعن طريقتها مع أخواتها في الحفظ تقول: بداية طريقتنا في الحفظ في المنزل حيث كانت والدتنا تعتني بنا كثيرا وتقف بجانبنا وتشجعنا على الحفظ وتتابع مستوانا أولا بأول، وكنا حريصين على المشاركة في المسابقات المدرسية لحفظ القرآن الكريم وحققنا مراكز فيها بحمد الله، كذلك تم تسجيلنا في عدة دورات قرآنية لذلك انغرس في نفوسنا حب القرآن الكريم، وهذا من فضل الله علينا، ويعود ذلك الفضل إلى الله سبحانه وتعالى أولا، ثم بفضل والدينا الكريمين. وعن أمنية إيمان المستقبلية تقول: أمنيتي أن أحفظ القرآن الكريم كاملا مع التجويد، وقد وضعت لنفسي خطة عمل لحفظ كتاب الله عز وجل وذلك خلال 6 سنوات قادمة بإذن الله، وكذلك أسعى أن أكون من أسرة هذه المسابقة كل عام حتى أحقق أمنيتي بالفوز في أحد مستوياتها بإذن الله. وعن طريقة الحفظ وأفضل الأوقات لذلك تقول: بعد صلاة الفجر هو أنسب الأوقات بالنسبة لي في الحفظ وكذلك وقت المساء قبل النوم، حيث إنني احفظ بعض الآيات الكريمة ثم أقوم بمراجعة ما حفظته سابقا حتى يثبت الحفظ لدينا، كما نقوم بتسميع ما حفظناه أنا وأخواتي حسب برنامج اعددها لهذا الغرض فالطريقة المثلى التي نتبعها هو الحفظ ثم التكرار والاستمرار على ذلك طوال اليوم، بحيث تكون راسخة في الذهن، فليس لدينا وقت محدد في الحفظ في أغلب أوقاتنا ولكن نوزع أوقاتنا في الحفظ بما يتناسب مع رغبتنا في ذلك، لكن أغلب أوقات المراجعة بعد الصلوات المفروضة، والحمد لله الخطة ماشية على افضل ما يرام.

أما ضياء بنت حمدان بن حمد العلوية - 4 سنوات - من مركز عبري وهي أصغر متسابقة في مسابقة السلطان قابوس للقرآن الكريم لهذا العام تحفظ من القرآن الكريم ثلاثة أجزاء تقول: أشارك في هذه المسابقة لأول في المستوى السابع - حفظ جزأين، وقد وجدت التشجيع لذلك من والدتي حيث كانت أمي تعتني بي كثيرا وتشجعني على حفظ كتاب الله عز وجل، كذلك حرص والداي على إدخالي مدرسة للقرآن الكريم وهي مدرسة إحسان في بلدتي عبري وقد ساعدني ذلك على حفظ المزيد من السور، وبعد عودتي إلى المنزل أراجع مع أخذته مع والدتي، وقد شاركت في هذه المسابقة أنا وأخي المقداد، وأما عن طريقة الحفظ التي تتبعها فتقول: تقوم والدتي بتحفيظي القرآن الكريم ثلاث أوقات خلال اليوم وذلك بعد رجوعي من المدرسة، وأمنيتي أن أحفظ كتاب الله عز وجل، وان أشارك في مثل هذه المسابقات القرآنية حتى أتمكن من حفظ كتاب الله كاملا إن شاء الله.

إلى ذلك تقول أسماء بنت عيسى ين ثاني البكرية من سمائل من مواليد 1946م والتي تحفظ حتى الآن 18 جزءا من القرآن الكريم، وهي أكبر مشاركة في مسابقة السلطان قابوس للقرآن الكريم لهذا العام: بدأت مشواري مع القرآن الكريم منذ الصغر وذلك عن طريق المدارس القرآنية التقليدية في البلد وهي ما تسمى بالكتاتيب، فكان التدريس حينها تحت الأشجار، وبعضها مبنية بمواد غير ثابتة، ولا زلت حتى اليوم ادرس في هذه المدارس والتي تغير نمط بنائها وأيضا طريقة التدريس بها، حيث يوجد بالقرب من منزلنا بقرن الجارية بولاية سمائل مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم وهي مدرسة الفردوس وأنا منذ ست سنوات أو أكثر ادرس بها لأحفظ ما قدّر لي من نصيب من حفظ كتاب الله عز وجل، ومن حسن حظي بحمد الله أنني اجيد القراءة والكتابة، وقد شاركت في هذه المسابقة في المستوى الرابع حفظ 12 جزءا، كما أنني أحفظ سور المنجيات، فمن خلال تلك المدارس كنت أتعلم ما تيسر ثم أعود إلى المنزل وأكرر قراءة ما حفظته في المدرسة حتى أثبت الحفظ في ذهني، وكلما حفظت سورة عن ظهر قلب، أحفظ السورة التي تليها حتى تمكنت بحمد الله من حفظ هذه الأجزاء، وأنا مستمرة على ذلك إن شاء الله حتى أتمكن من حفظ كتاب الله عز وجل كاملا.

أما عن طريقتها في الحفظ وأفضل الأوقات لذلك فتقول: ليس لدي وقت معين للحفظ ولكنني بحكم أنني ملازمة لبيتي ولدي غرفة خاصة في المنزل أضع المصحف دائما بجانبي وأعيش معه مدارسة وقراءة وحفظا أكثر أوقاتي وهو شغلي الشاغل كلما أحسست بشيء من التعب ارتاح قليلا ثم أعود للقراءة والحفظ وهكذا طوال اليوم، مشيرة إلى انه خلال شهر رمضان يتضاعف الجهد حيث إنني أختم القرآن الكريم كاملا سبع مرات أو أكثر خلال الشهر الفضيل.