أعمدة

الحب الصادق بين الشعب والقائد

01 يناير 2020
01 يناير 2020

أسامة بن كريم الحرمي -

ثمة شعوب في الشرق والغرب تقف مشدوهة أمام ظاهرة تعلّق أفراد الشعب العماني بقيادته إلى درجة لافتة للعيان. وعموما، لا يمكن لأي كان في العالم بأسره أن يقف على سر العلاقة الحقيقية بين الشعب والقائد مثل الشعب نفسه، ولذلك وحدهم العمانيون اليوم هم من يفسرون السر وراء العلاقة الحميمية التي تربطهم بسلطانهم، ولكن، لو استطعنا معرفة السر لدى الكبار، فكيف نعرف السر لدى الأطفال؟

مشاعر الحب التلقائية التي ترسخت جيلًا بعد جيل ويعبّر عنها دائما الشعب العماني لسلطانه المفدى قابوس بن سعيد تكشف النقاب عن سر المتانة والعلاقة الوثيقة بين الشعب وحاكمه، فهذه العلاقة الفريدة النوعية هي سر قوة وعظمة هذا الوطن والاستقرار غير المسبوق الذي تنعم به السلطنة وسط منطقة تعصف بها النزاعات.

في سلطنتنا الحبيبة الكل دون استثناء يثق بعاهل البلاد المفدى ثقة مطلقة دونما استثناء، وهنا أشير إلى سر من أسرار العلاقة الحميمية التي تربط قائد عمان قابوس بن سعيد بشعبه، إنها الثقة، الثقة المطلقة بقائد يحمل بيده مفاتيح التغير ولواء الإصلاح، وبيده الأخرى يحمل قرار البناء والعطاء.

لقد أحسن إليهم في معاملته وأحب شعبه لهذه الدرجة، فبادله أبناء الشعب الحب بالحب والجميل بالعرفان والولاء الكامل، فقلوبنا نحن العمانيين جبلت على حب من أحسن إليها، الجميع لديه مشاعر صادقة نقية وشوق كبير لقائدهم كبارهم وصغارهم نساؤهم ورجالهم.

ﻤﻨﺬ أن انتشر تداول المعلومات غير الدقيقة والمغلوطة حول صحة عاهل البلاد المفدى بعد إجراء بعض الفحوصات الطبية في مملكة بلجيكا، ﺻﺎر الجميع يتساءل ويتوق إلى ﻣﻌﺮﻓﺔ الأخبار الصحيحة من المصادر الموثوقة.

إن كل ما يتم تداوله اليوم وآنذاك عبر قنوات التواصل الاجتماعي، وكل ما تخطه الأقلام من كلام، يجسّد ﻋﻤﻖ ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺤﺐ الراسخة واﻻرﺗﺒﺎط الوثيق بين اﻟﻘﻴﺎدة واﻟﺸﻌﺐ، وﺗﻌﻜﺲ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﻫﺬا اﻟﻘﺎﺋﺪ العظيم ﻋﻨﺪ ﺷﻌﺒﻪ.. إن ﻣﺎ أوﻻه جلالته ﻣﻦ رﻋﺎﻳﺔ واهتمام وما ﺑﺬﻟﻪ ﻓﻲ ﺳﻨﻮات ﻋﻬﺪه الميمون ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺷﻮاﻫﺪ ﻣﻠﻤﻮﺳﺔ ﺗﺆﺛﺮ ﻓﻲ وﺟﺪان اﻟﺸﻌﺐ ـ أعزه الله ـ ﺟﻌﻞ ﺧﻴﺮ رﻋﻴﺘﻪ ﻓﻲ رأس أوﻟﻮﻳﺎﺗﻪ.

رﻓﻊ اﻟﺠﻤﻴﻊ أﻛﻒ اﻟﻀﺮاﻋﺔ إلى اﻟﻠﻪ ﺑﺄن يحفظ ﻗﺎﺋﺪهم المفدى ويلبسه ﺛﻮب اﻟﺼﺤﺔ واﻟﻌﺎﻓﻴﺔ وألا ﻳﺮيهم ﻓﻴﻪ أي ﻣﻜﺮوه. ﻟﻢ ﺗﻔﺘﺄ اﻷﻟﺴﻦ ﺗﻠﻬﺞ ﺑﺼﺎدق اﻟﺪﻋﺎء أن ﻳﺤﻔﻆ المولى اﻟﻜﺮﻳﻢ ﻟﺒﻼدﻧﺎ ﻗﺎﺋﺪ ﻣﺴﻴﺮﺗﻬﺎ وﺑﺎﻧﻲ ﻧﻬﻀﺘﻬﺎ، وأن ﻳﺴﺒﻎ ﻋﻠﻴﻪ ﻧﻌﻤﻪ ﻇﺎﻫﺮة وﺑﺎﻃﻨﺔ، وأن ﻳﻠﺒﺴﻪ ﻟﺒﺎس اﻟﺼﺤﺔ واﻟﻌﺎﻓﻴﺔ، وﻳﺒﻘﻴﻪ ذﺧﺮا ﻟﻠﺒﻼد واﻟﻌﺒﺎد.

ﻟﻘﺪ ﺟﺎءت ﺻﻮر اﻟﻮﻻء والمحبة بين اﻟﺸﻌﺐ وﻗﺎﺋﺪه ﺑﺮﻫﺎﻧﺎ ﻣﺸﺮﻗﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻼﺣﻢ والمودة، فالنفوس قد أترعت بمشاعر فياضة من الحب والولاء لكم يا صاحب الجلالة. إننا كلنا على قلب واحد ولسان واحد نقول أدامك الله لنا قائدنا فقد وهبت شعبك وقتك وصحتك، وجعلتهم شغلك الشاغل الذي لا تفتأ عنه طيلة السنين الماضية.

ها نحن بقلوبنا وعقولنا معك دومًا كيانًا واحدًا متراصًا ومتعاضدًا يا قائد نهضتنا الحديثة ورائد مسيرة التطور النمائي من أجل البناء، منضمين في مسيرة الرقي والتقدّم، سبيلنا دعم التنمية المستدامة لبلوغ الآمال المعقودة والتحضّر المنشود. نعم، قائد مسيرة الإنجاز النهضوي نحن بك ومعك قلبًا وقالبًا بكل ما حبانا الله من إمكانات وقدرات ومعارف وملكات من أجل تحقيق مقاصد التنمية الشاملة بغية تحقيق الازدهار للجميع، والسير قدمًا في سبيل تحقيق هذه المقاصد هو أساس بناء صرح التقدم الحضاري لمجتمعنا الغالي.

سلطاننا المفدى ورائد نهضتنا قلت وقولك حق إنك لنا نحن العمانيين جميعًا وإنك راعينا المسؤول عن تقدّمنا وإسعادنا ورفاهنا، والحمد لله وفيتم بوعدكم وأنجزتم عهدكم، فشعبك الأبي الحر يعيش في نعمة من الأمن والرخاء والتقدّم والرقي منذ توليتم أمور البلاد، وها نحن نمضي في طمأنينة مرفوعي الهامة شامخين، مسلحين بحكمة ورؤية قيادتكم الحكيمة حول قضية الإنسان العماني وتقدّمه.

حفظ الله بلادنا الحبيبة وقيادتنا الحكيمة، ودمت قابوس لشعبك الذي يحبك ويجلك.

إن الشعب العماني أجمع يتطلع إلى أن تنتقل بلادنا إلى خطوة جديدة مهمة في مسيرة البناء، وأن تواصل مسيرتها الجادة في بناء الوطن وبناء المواطن، نحن على العهد باقون حفظكم الله وسدد خطاكم بشعبكم الوفي المخلص، وسوف لن ننفض من حولك أبدا فقلوبنا معك متمنية لك الصحة والعافية وكل الخير.