Hamad
Hamad
أعمدة

عين على الثقافة المرورية : شارع مسقط السريع يتم عقده الأول

01 يناير 2020
01 يناير 2020

حمد بن سالم العلوي -

إن شارع مسقط السريع، الذي يمتد من تقاطع القرم وحتى تقاطع حلبان، يكمل اليوم عشر سنوات من عمره، وقد نظلم أنفسنا إذ قلنا إنه صمد عشر سنوات، حتى أصبح يحتاج إلى إعادة النظر في توسعته، فقد غصَّ بالسيارات في ساعات الذروة اعتبارًا من العام الخامس، وكلما أتى عام جديد يسوء وضعه أكثر فأكثر، وإذ كنت قد رأيت عصر أمس الاختناقات المرهقة ونحن في منتصف الأسبوع، فما بال الذين يمرون به ذهابا وإيابا في كل أيام العمل الرسمية أسبوعيا، بمعدل مرتين في اليوم على الأقل، هذا إذا حصرنا المرور على الموظفين في القطاع العام والعاملين في القطاع الخاص وحدهم، إن أوقات الناس تذهب سدى على هذا الطريق، وكذلك أموالهم التي تهدر فيه بلا طائل، وهي متمثلة في صرف الوقود واستهلاك المركبات، لأن الزحمة والتوقف والانتظار ثم التحرك فالتوقف عشرات المرات، تعد من العوامل المتلفة للمركبة، خاصة في فترة الصيف وشدة الحرارة، كما هي متلفة للأعصاب بالصبر القسري على الطريق المسمى ظلمًا بـ«السريع» وعلى بلدية مسقط أن تغير اسمه حالًا إلى اسم آخر يتناسب وسير السلحفاة.

إن لمن المفارقات العجيبة أن لا يرى المهندسون والمخططون للمستقبل، أبعد من خمس سنوات قادمة، وكأنهم لم يشهدوا شيئًا من التطور المتسارع للبلاد، لكن هكذا يكون الحال عندما يعتمد على الوافدين في رسم خطط المستقبل، فهم لا يهمهم ماذا سيكون عليه الحال بعد رحيلهم عن البلاد، فكان يجب على طريق مسقط الذي سمي بالسريع أن يخدم عشر سنوات على أقل تقدير، وأن يكون مهيأ للتوسعة لعشر سنوات أخرى قادمة، ولكن لا شيء من هذا قد حصل، ولا حتى نسمع بوعود من الجهة المعنية، إن لديهم علما بما يحصل للناس فيه، ولا حتى المجلس الأعلى للتخطيط يأتي بسيرة عن الاختناقات التي تحصل في الشارع السريع، وشوارع مسقط كلها تشكو من المعضلة نفسها، وربما هم يعملون ذلك، ولكنهم يعملونه في الخفاء ويرهقون أنفسهم نيابة عن المواطن، الذي عليه أن يتحمل الصبر والانتظار، فربما تفاجئه الحكومة بخبر سار عن طرق جديدة، تفك نحس الاختناقات عنه في الشوارع.

لقد أصبح الفرق واضحًا بين الذين يعملون بخبرة العارف، وبين من يعمل بخبرة السلطة والمنصب، فهذاك شارع الباطنة السريع، الذي ولد في ساعة عسرة مادية، ولكنه ولد ليخدم 15 عامًا قادمًا على أقل تقدير، وكذلك بأربع حارات واحدة منها للشاحنات والحافلات، أما شارع مسقط السريع، فقد ولد بثلاث حارات، وهو في أيام الرخاء المادي، ومع ذلك ولد فقيرًا معدمًا من الخدمات رغم أنه يخدم في محيط مسقط «العاصمة» التي تعج بالأنشطة التجارية والاقتصادية والصناعية والسياحية، فكان الواجب أن يكون هذا الشارع بسبع حارات وليست ثلاثًا، لأن هذه الجزئية تحمل ثقل الحركة الخارجة من مسقط، فتبدأ الحركة بالتوزع على طول هذا الطريق، وذروة تلك المخارج بين تقاطعي الرسيل وحلبان، ثم أن هذا الشارع يَصمُّ أذنيه وعينيه عن مناطق محورية وحيوية، كواحة المعرفة التي تمثل «عقل الوطن المبتكر ومركز خدمات الشرطة المقابل لواحة المعرفة» فهذان المعلمان يراهما الجميع برؤية السهل الممتنع، ولكن الراسخون في العلم وحدهم يستطيعون الوصول إليهما وبشق الأنفس.

- أعلم أخي السائق:

(إن السياقة «فن، وذوق، وأخلاق» وأنت تعلم أن المركبة لا عقل لها ولا إرادة بل عقل بيد سائقها، وعليك أخي السائق، أن تتجنب أخطاء الآخرين، فخذ حاجتك من الطريق واتركه آمنًا لغيرك كونه ملكا الجميع).

(*) - خبير جدول معتمد في تخطيط حوادث المرور - مؤسس مركز طريق الأمانة لخدمة السلامة المرورية.