lama
lama
أعمدة

ذات: نعمة الاستيداع

01 يناير 2020
01 يناير 2020

لمى دعدوش -

[email protected] -

استوقفتني بعض الأفكار في صبيحة يومي تدعوني أن أتفكر وأتساءل في ماهيّة ديمومة أو اختفاء أو انتهاء الأشياء أو المشاعر أو الأشخاص في حياتنا.

تدعونا استمرارية الحياة وعزيمتها التي لا تلين، حيث تذهب الأعوام والسنوات وتليها ذكريات وذكريات، وكم من أشخاص غادرونا سواء حقيقة بالجسد أو بمغادرة ساحات حياتنا بمرض أو وفاة أو فراق أو سفر أو نهاية، في المجمل هي نهايات كثيرة وعديدة ، ولكن: ماذا عن تساؤلنا ما الذي سيبقى لنا، سيبقى معنا؟

رأيت هنا بعد تساؤلات كثيرة بوارق دعاء تعلمته ووجدت جماله في قلبي وأثره في حياتي، حين قرأت يوماً في الماضي عن الاستيداع وما ورد في الحديث أن الله إذا استودع شيئاً حفظه.

جميل أن توطّن قلبك على يقين الاستيداع لنعم الله تعالى عند خالقها وبارئها وموجدها ورازقها وسائقها إليك دون حول منك ولا قوّة .

لا أبالغ أني شعرت بيد ٍحانية دافئة تربت على كتفي البارد المتعب حين رددت كلمات الاستيداع بقلب ٍمطمئن واثق بالله وقدرته ولطفه ورحمته بعباده. شعرت بقوّة تنشلني وتقول لي: لا تخافي فأنا الحفيظ لما استودعتني بإيمان ويقين، يبادرني بنسيج علاقة متينة من الثقة والأمان حيث تشعر أنك في كل الأمان طالما أنت في إيمان حقيقي أنّه معك، أنه الباقي الذي لا يترك والحفيظ لما استودعت فلا داعي لخوف ولا قلق ولا حزن.

اسمعني واستودع، وستجد ما شعرته في روحك ووجدانك فهو أجمل ما تبدأ به نهارك، وتختِم به يومك، تجمّل به حياتك، توكلك َعلى الله الذي لا يغيب ولا يخيب.

ابتسم، واستودع الله كل ما تملك وما لا تملك، استودعه كل ما تحب، تراب وطنك، وأهلك، وبيتك، وأولادك، وأحبابك، استودعه جسدك وعافيتك، عقلك وحكمتك، رزقك، عمرك، دينك وإيمانك وخواتيم أعمالك، استودعه سعادتك ويقينك ورضاك وابتسامتك استودعه جمال حياتك.

استودعه حاضرك ومستقبلك، استودعه إنجازاتك الماضية والحاضرة والقادمة أيضا، استودعه دفء روحك، استودعه حنو عينك، استودعه رقة قلبك، استودعه قلبك.. أغلى ما فيك. استودعه اليقين به والثبات على هداه، استودعه أنت، باسمك وروحك وقلبك كينونتك، وسعادة حياتك الحاضرة والباقية .