مرايا

السياحة المجانية غير مجدية

01 يناير 2020
01 يناير 2020

حبا الله تعالى بلدنا عمان موقعا جغرافيا وتنوعا في خيرات بحرها وبرها، وبيئة سياحية متنوعة تضم بين جنباتها جبال رائعة ورمال ذهبية وأودية متميزة وشواطئ ممتدة.

إن تنوع السلطنة في مناخها ونعمة الأمن والأمان جعلها قبلة سياحية طوال العام، وهذا بحد ذاته يضع جميع مؤسسات الدولة العامة والخاصة في تحدي كبير من أجل صناعة سياحة جديدة تتصف بالشمول والتنويع والتجديد، وتكون مصدر دخل وتوظيف الباحثين عن عمل، وهذا لن يتحقق إلا بإعداد خطة عمل واضحة وتسهيل إجراءات الاستثمار السياحي، ودمج الجهات الحكومية ذات العلاقة بالسياحة، وعمل لقاءات وندوات تعريفية بأهمية القطاع.

لا ريب أن السياحة المجانية سياحة ضعيفة، فهي لا تقدم للسائح خدمات متكاملة، وإن وجدت الخدمات فتكون محدودة لا تلبي احتياجات السائح، مما يجعل السائح قليل البقاء في المكان السياحي، وربما يزور مناطق وولايات سياحية في فترة زمنية قصيرة ومن ثم يعود من حيث أتى، وقد لا يكرر زيارته، وهذا يجعلنا نعيد النظر في واقع السياحة من خلال تطوير المقومات السياحية الطبيعية والتراثية من قبل الحكومة، أو طرح الأماكن السياحية للاستثمار من قبل القطاع الخاص، ويتولى مسؤولية تطوير الموقع السياحي حسب جغرافية المكان وخصوصيته. فعندما نتحدث عن جبل شمس، نجد أن المكان يستقبل زواره من داخل وخارج السلطنة طوال العام، ولكن سمعته وشهرته لا تتناسب مع الخدمات المقدمة للزائر، فالجبل بحاجة إلى رصف الطرق وعمل أماكن مخصصة لبيع المواد الغذائية وبيع المأكولات المحلية وإضفاء لمسة جمالية للجبل، فإما أن تتولى الحكومة ذلك أو طرحه للاستثمار للقطاع الخاص، وبعد توفير متطلبات السائح يتم فرض رسوم لزيارة الجبل، وهذا واقع أغلب دول العالم تعمل به في الأماكن السياحية. وما جبل شمس إلا نموذج فقط، فالعيون المائية والأودية والسدود المائية والقلاع والحصون والشواطئ وغيرها من المقومات السياحية بحاجة إلى خلع عباءتها المجانية وإلباسها لباس الدفع والمال، وإضافة لمسات جمالية تواكب احتياجات السائح لتكون وجهة جاذبة طوال العام. إن الفنون والحرف التقليدية والأسر المنتجة بحاجة إلى عمل قرى تراثية لها ولا بد أن تكون جزء من السياحة، وهذا يحتاج إلى تخصيص أماكن مخصصة لها في جميع ولايات السلطنة وتعمل طوال العام، فهي رافد مهم في زيادة دخل الأسر المنتجة.

إن السياحة والسفر أصبحت من أساسيات الحياة ومصدر مهم للدخل لكثير من دول العالم وأصبحت تدرس في المناهج الدراسية وتعقد لها الندوات والمؤتمرات نظراً لأهميتها فلنجعل كل شبر في بلادنا الغالية عمان موقعا سياحياً، وبالتحديد خلال موسم الشتاء الذي يمتاز باعتدال الطقس ونشاط السياحة من داخل وخارج السلطنة.

أحمد بن علي الصبحي