khaseeb
khaseeb
أعمدة

نبض المجتمع: أهداف تحتاج لقرار

01 يناير 2020
01 يناير 2020

خصيب القريني -

تمثل عملية تحديد الأهداف أولى خطوات سلم النجاح في حياة الفرد أوالمؤسسة أوحتى المجتمع بصورة عامة، ذلك أنه لا يمكن أن تصل إلى غاياتك بدون وجود برنامج واضح مبني على أسس محددة وهذا يحتاج لتحديد أهداف واضحة، ولعل أبرز ما يمكن أن نصف فيه أي فرد ناجح- في العادة- هو وجود هدف واضح لديه، فغالبية الناجحين هم في الواقع نجحوا أولا في وضع أهداف إجرائية لما يريدوا الوصول له، ومن ثم كان الوصول للهدف واضحا لديهم.

إلا أن السؤال البديهي هنا، هل يكفي أن تكون لدينا أهداف لكي نصنع النجاح؟، والبعض قد يتفلسف قليلا ليقول: هل هذه الأهداف يجب أن تكون مكتوبة، أم فقط في عقل الشخص عندما يسعى لها؟، لا شك أن كتابة الهدف وتحديده مهم وجيد، ولكن بغض النظر عن هذه النقطة، في اعتقادي هنالك نقطة اهم مرتبطة بالسؤال الأول، وهي أننا لا يمكن أن نصل إلى النجاح فقط بتحديد الهدف بل بوجود قرار واضح لكيفية تنفيذه، فلا اعتقد أن مجرد تحديدنا لهدف يعني أننا حققنا النجاح، لكنه في النهاية أفضل من عدم وجود هدف في الأساس، وذلك جانب آخر.

إذن كم هم الأشخاص وكم هي المؤسسات والمجتمعات التي تمتلك أهدافا ولا يوجد لديها القرار الواضح والجريء لتنفيذها، أنها أكثر من أن تحصى، فلو تحدثنا على مستوى الأفراد هنالك أهداف حياتية واضحة كالزواج وبناء منزل وشراء سيارة، فكم من الأشخاص الذين لديهم هذه الأهداف ويمكن أن يحققوها نتيجة وجود الإمكانيات لتحقيقها، -وهنا أتحدث عن وجود الإمكانيات بحيث لا يذهب البعض في نظرته للموضوع إلى زوايا مختلفة، ولكن نرى في النهاية أن العمر يمضي والأيام تتوالى والأهداف تراوح مكانها، سواء تعلق الأمر بجميع الأهداف أو بعضها أو واحد منها، فهل لهذه الدرجة يتم التدقيق على الإجراءات الواجب اتخاذها لتحقيق المطلوب، أم هو الانشغال بأهداف أخرى اقل قيمة، أم عدم وجود قرار جريء هو السبب في عملية التسويف هذه؟ في اعتقادي أسباب مشتركة والنتيجة لا تحقيق للأهداف ولا وصول للغايات.

أما إذا تحدثنا على مستوى المؤسسات والشركات، فهي رغم وضوح أهدافها إلا أنها تهتم فقط بالحضور والانصراف، فهو شغلها الشاغل ولا يمكن أن تعطي الموظف الحرية لممارسة عمله ومساءلته عن مدى تقصيره في تحقيق أهداف المؤسسة، فالسؤال البديهي هو لماذا قصر في حضوره ولماذا انصرف مبكرا؟ ولكن الأهداف مغيبة، مع انه من المفترض أن يسأل عن الجانب المحدد له وفق خطة المؤسسة- سواء قصر في حضوره أو لم يقصر- وفق الفترة الزمنية المحددة لتحقيق الأهداف، ولعل هذا هو السبب في تخلف الكثير من المؤسسات والمجتمعات، حيث تكمن أهمية العمل في جوانب مظهرية لا تقدم ولا تؤخر، بينما يتم التغافل عن الجوهر الذي هو الأساس الذي يجب أن تنشغل به.

إن وجود هدف يتبعه وجود قرار وإجراءات واضحة لتحقيقه، سواء كان ذلك على مستوى الفرد أو المؤسسة أو المجتمع مع ضرورة الاهتمام بالآليات الحقيقية لتحقيقه بغض النظر عن الأمور الهامشية التي لاتسمن ولا تغني من جوع، حيث تتكرر الأهداف بتكرر السنوات والوضع يراوح مكانه، والعمر يمضي والناس تتقاعد.