صحافة

نيوزويك تايمز :في داخل أكبر حرب إعلانية لانتخابات 2020 ضد ترامب

31 ديسمبر 2019
31 ديسمبر 2019

قالت صحيفة نيويورك تايمز إن حملة رجل الأعمال الأمريكي وعمدة نيويورك السابق مايكل بلومبرج تريد تشجيع الناخبين على تأييد مرشحهم الديمقراطي من خلال تكثيف الهجوم على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كلما سنحت الفرصة قبل أن يفوت الأوان.

هذا الدرس تعلمه الجمهوريون في عام 2016 عندما تجاهلوا ترامب في بادئ الأمر. وقد أنفق بلومبرج ملايين الدولارات على الإعلانات الإلكترونية التي تستهدف الناخبين من مؤيدي ترامب من أجل إعادة النظر في مساندتهم للرئيس الأمريكي.

وأشارت الصحيفة إلى أن بلومبرج قدم من خلال هذه الإعلانات ما اعتبره هو ومستشاروه نقاط ضعف نافذة في جناح ترامب، واختارت حملته 7 ولايات يحتمل أن تكون بها أغلبية من مؤيدي ترامب في انتخابات 2020 الرئاسية.

وبلغ ما أنفقه بلومبرج على إعلانات فيسبوك وجوجل وحدهما 18 مليون دولار خلال الشهر الماضي وحده، وفقا لما ذكرته شركة «أكرونيم» لمتابعة الرسائل الإلكترونية التي تتعاون مع المرشحين الديمقراطيين.

وجاءت هذه الإعلانات ضمن 128 مليون دولار أنفقتها حملة بلومبرج على الإعلانات التلفزيونية في ظل توقعات بأن ينفق هذا المرشح ما بين 300 و400 مليون دولار على الإعلانات في جميع وسائل الإعلام قبل بدء الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي أوائل مارس المقبل.

ولفتت الصحيفة إلى أن هذه المبالغ الضخمة تقزم ميزانيات منافسي بلومبرج من المرشحين الديمقراطيين الآخرين، كما أنه ينفق بسرعة أكبر مما كان عليه الحال في حملات انتخابية رئاسية سابقة.

كما يتجاوز حجم هذا الإنفاق ما كان ينفقه ترامب أسبوعيا في الانتخابات السابقة للوصول إلى الناخبين إلكترونيا، وإذا ما بلغ حجم إنفاق بلومبرج 400 مليون دولار فإنه يكون تقريبا نفس ما أنفقه الرئيس السابق باراك أوباما في حملته الإعلانية على مدى فترة حملته الانتخابية لعام 2012 بالكامل.

وتراهن حملة بلومبرج الانتخابية على أن هناك أعدادا كبيرة من الناخبين الأمريكيين ممن ليسوا متمسكين بمساندتهم لترامب ومن الممكن أن تساهم الإعلانات في تغيير آرائهم حول شخصية ترامب ومواقفه.

كما يرى مسؤولو الحملة أنه من اللازم تكثيف الإعلانات التي تهاجم ترامب قبل أن يفوت الوقت، وهو ما تعلمه الجمهوريون في انتخابات عام 2016 عندما أنفقا معظم ميزانياتهم الإعلانية خلال الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في مهاجمة بعضهم البعض، بدلا من الهجوم على المنافسين الديمقراطيين.

وتركز حملة بلومبرج على الولايات المتأرجحة بين تأييد ترامب وإمكانية رفض إعادة انتخابه مثل ولايتي ويسكونسن وبنسلفانيا سعيا وراء القضاء على نسبة تأييد ترامب لدى هؤلاء الناخبين المتأرجحين التي تتراوح، وفقا لبيانات مسئولي حملة بلومبرج، بين 10 و15% ممن انتخبوا ترامب في عام 2016.

وحسب البيانات ذاتها، فإن هذه النسبة من الناخبين المتأرجحين يتجهون نحو التعبير عن إحباطهم بسبب وعود ترامب التي فشل في الوفاء بها مثل إعادة بناء البنية التحتية للولايات المتحدة وخصوصا في ولايات مثل ميتشجان.

كما ينتقد هؤلاء ترامب لمهاجمته نظام الرعاية الصحية المنخفضة التكلفة الذي وضعه أوباما، دون أن يقدم بديلا له، الأمر الذي يرى الأمريكيون أنه يعرض تأمينهم الصحي للخطر.

ويرون كذلك أن استجابة ترامب لأحداث القتل العشوائي الجماعي الذي شهدته عدة ولايات أمريكية خلال فترة رئاسته لم تكن على المستوى المطلوب من الاهتمام والجدية.

وبالإضافة إلى استهدافه منتقدي ترامب، فإن إعلانات بلومبرج تهدف كذلك إلى توجيه رسائل إيجابية بشأن بلومبرج نفسه كعمدة سابق لنيويورك ويحرص على توجيهها للناخبين الديمقراطيين في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي الذي ينتمي إليه.

وهؤلاء الناخبون، هم من يحتاج بلومبرج لإقناعهم أولا حتى يستفيد من استثماراته الضخمة في الدعاية المضادة لترامب.