salim
salim
أعمدة

نوافذ: المستقبل المذهل

30 ديسمبر 2019
30 ديسمبر 2019

سالم بن حمد الجهوري -

[email protected] -

المستقبل يتغير وجميعنا غير قادر على اللحاق بتلك التحولات التي أصبحت ذات إيقاع أسرع، ما نراه اليوم يقود اقتصاديات العالم، غدا سيكون أثر بعد عين كحال العديد من الشركات التي لمع نجمها في النصف الثاني من القرن الماضي، ها هي اليوم تتعرض للإفلاس والإغلاق لعدم جدوى وجودها، والشواهد عديدة على ذلك.

العالم اليوم على أبواب تغيير سريع في العديد من المجالات التي تشكل ركائز هذه الحضارة الإنسانية المتقدمة في التقنية والتعليم والصحة والمواصلات والذكاء الاصطناعي والبيئة وغزو الفضاء وزيارة الكواكب القريبة من الأرض .

هذا التغير يبعدنا بشكل كبير عن الواقع الذي نعيش فيه حاليا، بعد تصاعد مستوى التحسينات التي تدخل على البرمجيات التي ينتظر لها أن تقود شؤون الحياة في قادم الأيام، فهناك العديد من الظواهر والمظاهر سوف تختفي وسيتراجع الاهتمام والتمسك كالتراث والعادات والتقاليد وبعض المبادئ المجتمعية إلى مراتب أقل، كالتواصل العائلي واللقاءات بين أبناء الأسرة الواحدة، وستتفاوت المعرفة بين الأجيال التي بعضها لن تستطيع استيعاب التحديثات والتطورات نظرا لكبر سنها وعجزها عن مجاراة الواقع وعدم قدرتها على مسايرة ما يقدم من علم ومعرفة يومية.

في المقابل سينتعش التعليم عن بعد وقرب، وستتطور وسائله في المدارس والجامعات والكليات بشكل مذهل، وسيتم التركيز على المواد العصرية مع تراجع المواد الأدبية نظرا للاحتياج اليومي للمعرفة التقنية التي ستتحكم في مفاصل الحياة.

وكذا الحال في الجانب الصحي الذي سيكون المستقبل فيه اكثر قدرة على التشخيص والعلاج وسهولة معرفة العديد من الأمراض، إلى جانب سهولة التعاملات المالية التي ستستغني عن المصارف ولن تشكل عناء بعد ذلك لاستخدامها برامج التقنية العلمية. أضف إلى الجوانب المعرفية، التقدم المذهل سوف يشمل أيضا السرعة الكبيرة في إنجاز المشاريع العمرانية عن طريق التقنية التي ستختصر الوقت والجهد إلى أيام قليلة جدا وستعطي المساحة في اختيار التصاميم التي تنفذ، كما ستكون الطاقة النظيفة حاضرة بقوة بدل النفط الذي سيتراجع إلى مراتب متأخرة ولن يكون حاله كاليوم الذي يقيم الدنيا ولا يقعدها، حيث ستقل تكلفة الطاقة التي ستكون مصادرها من أشعة الشمس والرياح وحركة الأمواج والسيارات والقطارات وحتى المشي لبني الإنسان .

سوف تختفي العديد من الوظائف كالمرشدين والمحامين والأطباء والسائقين والطيارين والحراس والمذيعين، حيث ستحل الروبورتات مكانهم، مما يعني فقدان لملايين الوظائف، لكن ستكون في المقابل فرص العمل أكبر في القطاعات الخدمية عبر المنصات الإلكترونية للعمل حول العالم دون أن تغادر غرفة نومك.

كما سيحقق العالم في السنوات القريبة المقبلة طفرة في النقل السريع عبر الطائرات والقطارات والسيارات والسفن وإنشاء خطوط أنبوبية تحت مياه المحيطات والبحار، والسفر بقصد السياحة إلى الكواكب المجاورة ووسائل أخرى مستحدثه مذهله وسيكون السفر متعة بعد أن كان عناء، كما سيشاركنا الإنسان الآلي الحياة اليومية وسيكون التعاطي والتعاون معه لإنجاز العديد من الأعمال وستكثر أعدادهم حول العالم مما سيسبب قلقا للبشرية.

كما ستتزايد المصانع الحديثة التي تنتج كل الاحتياجات التي ستحل مكان ما سلف أو ما نعرفه تقليديا،

نعم العالم سيكون أكثر تقدما وسهولة ويسر وأقل تكلفة وأكثر رعبا إذا لم نتمكن من مسايرة التقنية الحديثة، لذلك تعمل العديد من الدول على تهيئة شعوبها لهذه المرحلة التي لا تقبل الخطأ والتراجع، وسوف يشتد التنافس بينها على تبوأ أفضل المواقع العلمية والتقنية وتوفير أجود الخدمات.