oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

التحديات المعاصرة في الإدارة والإنتاج

29 ديسمبر 2019
29 ديسمبر 2019

العديد من الموضوعات التي تطرحها حلقات عمل متخصصة تصبّ في إطار حفز الإدارة الحديثة ونقل الموظفين إلى آفاق أكثر حداثة في العمل وطرق الإنتاج، هذا ما تحرص عليه المؤسسات الساعية إلى تطوير القدرات البشرية باعتبارها رأس الرمح في عملية البناء والتحديث وتهيئة الإنتاج للقفز إلى مساحات أكثر رحابة في التقاطع مع الأدوات العصرية.

في هذا الإطار فإن الحلقة التي نظمتها على سبيل المثال المؤسسة العامة للمناطق الصناعية «مدائن» ممثلة في أكاديمية مدائن الصناعية، بعنوان «التحديات المعاصرة في الإدارة والطرق الحديثة لمعالجتها، التي شارك فيها مجموعة من المعنيين كالرؤساء التنفيذيين ومديري العموم في الوحدات الإدارية التابعة للمؤسسة، تأتي لتصبّ في هذا الباب من نقل القدرات إلى كل ما هو عصري وحديث ومواكبة الزمن الجديد.

سواء تعلق الأمر بالتجارة أو الصناعة أو أي مجال كان، فإنه من الضروري الاستعداد المستمر على التفاعل مع الإيجابيات العصرية والإضافات المهمة التي تحصل يومياً في مجالات التقنية والإدارة الحديثة وكيفية تعزيز الإنتاج. فالملاحظ هنا أن العالم بات سريع التغيرات وما لم تكن أية مؤسسة أو جهة غير مواكبة بل لها السرعة في هذه المواكبة فسوف تصل إلى التكلس، وهو أمر يعطل المواهب والقدرات ويفقد المؤسسات في نهاية الأمر القدرة على الإضافة في تطوير الاقتصاد الوطني والمساهمة الفاعلة بشكل عام في مجمل بنى التنمية الشاملة والمستدامة في البلاد.

في شأن الإدارة المعاصرة وارتباطها بالتطوير الصناعي والقطاعات الإنتاجية الحديثة بشكل عام، فإنه يجري الحديث اليوم عن العديد من المسارات والنظريات التي تتطلب استيعاب ما هو مناسب منها لتحريك دفة المؤسسة المعينة، لأن اختلاف أنماط المؤسسات والإنتاج يؤدي بالتالي إلى تنويعات في الخيارات المتاحة، كذلك الحلول المترتبة في نهاية المطاف عن كل خيار، هذا ما يجعل التخطيط والبرمجة والمتابعة المستمرة متلازمات لابد منها لتحقيق الإنجاز الأفضل.

أيضا هناك لافتات وعناوين عصرية يجب أن تؤخذ في الاعتبار كالتعامل مع البيانات والذكاء الاصطناعي والدمج بين الاثنين في إيجاد الفاعلية الإنتاجية الحديثة التي تمكن من مضاعفة الجهود والثمرات واختصار الوقت وتوفير الطاقات البشرية، بحيث يتجه عطاء الإنسان بدرجة أكبر إلى الأداء الذهني بدلاً من الانشغال بالتفاصيل غير المهمة أو المؤقتة.

أيضا يمكن الإشارة إلى ما يعرف بالتعلم الذاتي والمستمر، فلا يحتاج الموظف اليوم إلى انتظار تنظيم الدورات والبرامج ليصل إلى التأهيل المعين، إذ تتعدد الوسائط والأدوات المعاصرة التي تجعل عملية التطوير ممكنة في أي لحظة وبشتى السبل والأنماط، ما يجعل ثمة فرصا غير نهائية يمكن الأخذ بها لنقل الإنتاج والاقتصاد بالفعل إلى فضاءات غير مسبوقة.

أخيراً فإن العصر الذي نعيش فيه هو عصر التنويعات والسرعة والإنتاج المتعدد المسارات، لكن ذلك لا يحصل إلا مع الإبداع وتنمية الحس النقدي الفني المبدع الذي يجعل أي عمل إنتاجي مرتبط بالقدرات الذهنية والفكر.