عمان اليوم

الإشراف التربوي المحرك الأساسي لتنفيذ وتقويم خطط وبرامج التطوير التربوي

28 ديسمبر 2019
28 ديسمبر 2019

300 من المشرفين شاركوا في الملتقى الأول -

وسط حضور تربوي كبير، اختتمت مؤخرًا فعاليات الملتقى الأول للإشراف التربوي، الذي أقيم بتنظيم من وزارة التربية والتعليم ممثلة بالمديرية العامة لتنمية الموارد البشرية، واستهدف ما يقارب 300 من المشرفين العموم، والمشرفين الأوائل والمشرفين التربويين، والمعلمين الأوائل من المديريات التعليمية ومديريات ديوان عام الوزارة، إضافة إلى الجهات المعنية من ديوان عام الوزارة.

تضمن الملتقى الأول للإشراف التربوي طرح ما يقارب 80 ورقة عمل في ثلاثة محاور رئيسية وهي: الإشراف التربوي في سلطنة عمان، واتجاهات حديثة، وتوظيف التقانة فيه، وأكدت أوراق العمل المطروحة في مجملها على أن تجويد الإشراف التربوي أصبح مطلبًا ملحًا وضروريًا لتطوير المنظومة التربوية لدوره الأساسي في تحقيق غايات تتمثل في استثمار وتوظيف الإمكانات المتاحة في المدرسة، والتي تخدم عملية تنفيذ المناهج والخطط المنبثقة من البرامج التطويرية المختلفة، ومن هنا تأتي أهمية الإشراف التربوي باعتباره المحرك الأساسي لتنفيذ وتقويم خطط وبرامج التطوير التربوي.

ثقافة العمل التشاركي

وتحدث الدكتور يحيى بن سعيد الحسني مدير عام مساعد المديرية العامة لتنمية الموارد البشرية، حول الأهداف العامة للملتقى وأهم ما حققه، فقال: هدف الملتقى لتعريف المشاركين بأبرز التوجهات العالمية في عمل الإشراف التربوي، والاستفادة من التجارب بين المحافظات لتطوير العمل الإشرافي، وبناء الأطر العامة للإشراف في المستقبل، فمكنهم من الوقوف على أبرز التحديات التي تواجه عمل المشرف التربوي، وبناء المعايير التي تعود إلى مؤشرات الأداء للعمل التربوي، ونشر ثقافة العمل التشاركي في المنظومة الإشرافية لتحقيق الأهداف التربوية.

ومن أهم ما استعرضته أوراق العمل هو التطور والتجديد، والتفكير المنهجي لوضع الخطة الإشرافية، ونقل المبادرات الإشرافية على مستوى المحافظات والتخصصات التربوية.

نقطة تحول

كما قال إسماعيل بن علي الرئيسي مدير مركز التدريب الرئيسي، وعضو اللجنة الرئيسية لتنظيم الملتقى: يعتبر ملتقى الإشراف التربوي الأول نقطة تحول من حيث التركيز على الجانب الإشرافي الذي يعتبر ركنا أساسيا من أركان العملية التعليمية ويهدف إلى تطويرها في جميع محاورها مما ينعكس بشكل أو بآخر على الميدان التربوي وتحقيق الأهداف المرجوة، وتعرف المشاركون في الملتقى على الاتجاهات الحديثة في الإشراف، وكيفية توظيف التقانة فيها، كما تعرفوا على الصعوبات التي تواجه المشرف، وعلى حقوق الملكية الفكرية في العمل الإشرافي، والمبادرات المقدمة في هذا الجانب، وتكمن الاستفادة من أوراق العمل المطروحة من خلال تطبيق هذه التجارب في ميدان عملهم، إضافة إلى تطبيق الدراسات والبحوث المقدمة في الملتقى.

تهيئة الكوادر الإشرافية

وثمّن المشاركون في الملتقى الجهود التي تبذلها الوزارة في الارتقاء بالإشراف والمشرفين التربويين في ديوان عام الوزارة والمديريات التعليمية بالمحافظات، فقالت فاطمة بنت محمد الرحبية، مشرفة التعليم قبل المدرسي بتعليمية محافظة الداخلية: يأتي هذا الملتقى بغاية الأهمية لعرض أهم المبادرات والمشروعات والتجارب في الإشراف التربوي مما يساعد على تبادل الخبرات والأفكار، كما تكمن أهميته في تحضير وتهيئة الكوادر الإشرافية للمشاركة بمبادرات متنوعة وكذلك يوضح كيفية المشاركة للتنافس على أفضل مبادرة على مستوى المشرفين التربويين، التي بدورها تحفز المشرفين للمشاركة دائمًا بمبادرات تثري الملتقيات والمؤتمرات الإشرافية، ومن أهم المعارف التي تلاقها المشاركون في الملتقى هي التعرف على برنامج منحنى التصميم الشامل في التعليم، والبرنامج الدولي في تصنيف المعلمين حسب قدراتهم وعلى أساسه العمل معهم، والتعرف على نظام المقارنة المرجعية من أجل النجاح، والإشراف التشاركي من أجل تطور العمل ورفع مستوى المعلمين في الأداء ورفع مستوى الطلاب التحصيلي.

رؤى مستقبلية

وقال أيوب بن سليمان الكندي محلل نظم ومنسق التدريب بدائرة الإشراف التربوي بديوان عام الوزارة: يعد الملتقى فرصة جيدة للاستفادة من تجارب الدول المتقدمة في مجال التعليم ونقل هذه التجارب إلى مجال الإشراف المتبع في الحقل التربوي بالسلطنة بما ينعكس إيجابًا في تطوير وتحسين العملية الإشرافية، واستعرضت أوراق العمل أهم الرؤى المستقبلية التطويرية للإشراف التربوي، ومن الأهداف التي تحققت لدينا من المشاركة في هذا الملتقى الاطلاع على المستجدات الحديثة للإشراف التربوي، وتبادل الخبرات من المحافظات التعليمية في مجال الإشراف التربوي، واستخدام التقنيات الحديثة في هذا المجال وما يتعلق بالمؤشرات التربوية خاصة، وتعزيز المبادرات التطويرية للعمل الإشرافي.

واقع الإشراف التربوي

وتحدثت صفاء بنت حميد العامرية مشرفة رياضة مدرسية بتعليمية محافظة شمال الباطنة عن أهم ما تضمنه الملتقى، قائلة: تنظيم مثل هذه الملتقيات له دور كبير في تطوير العملية الإشرافية وإثراء المشرف بمستجدات الحقل التربوي وتبادل الخبرات الإشرافية بين المشرفين التربويين في مختلف المجالات، كما مكنهم من التعرف على الاتجاهات الحديثة في الإشراف، وكيفية توظيف التقانة في الإشراف التربوي، والتعرف على واقع الإشراف التربوي في السلطنة من خلال البحوث والدراسات المقدمة، والاطلاع على المبادرات الإشرافية المقدمة من مختلف المحافظات، وإمكانية تطبيق بعض التجارب المحلية الدولية في تطوير هذا الجانب.

الإشراف التربوي الحديث

عامر بن سليمان بن سعيد الأخزمي عضو دراسات ومتابعة، تحدث عن جوانب الاستفادة التي تحققت لديه من خلال المشاركة في الملتقى، فقال: تكمن أهمية تنظيم ملتقى للإشراف التربوي بهذا الحجم والمستوى المتميز كونه فرصة لعرض مجموعة كبيرة من أوراق العمل التي يستفيد منها المشرف التربوي كل حسب اختصاصه، إلى جانب الحلقات النقاشية التي تصاحب هذه الأوراق وتثريها، وتزودهم بكافة المعارف لكل ما هم جديد في عالم الإشراف التربوي. وتم خلال الملتقى طرح أفكار جديدة وأساليب إشرافية جديدة يستفيد منها المشرف والمعلم وبالتالي تنعكس إيجابًا على مستويات الطلبة، وتفعيل الإشراف التربوي الحديث بصورة ترتقي لمتطلبات العصر وتحدياته داخل المنظومة التربوية والإشرافية، وتكمن جوانب الاستفادة من الملتقى في تحقيق أداء فاعل في ميدان التعليم والإشراف ومعالجة ما يواجه هذا المجال من تحديات حقيقية، وهذا ما يمكننا من توقع إشراف تربوي يرتقي إلى متطلعات وطموحات الأجيال القادمة.

وعن استفادته قال الدكتور ناصر بن سليم المؤيدي مشرف فيزياء بتعليمية محافظة جنوب الباطنة: استفدت بدرجة كبيرة من التجارب المحلية في استخدام التقانة في الإشراف التربوي، كما استفدت من معرفة الاتجاهات الحديثة في تطبيق الأنماط الإشرافية، ومن المبادرات المطبقة بشكل فعلي في السلطنة في هذا المجال.