646868
646868
المنوعات

قصائد للعزيز نسـاء.. الذاكرة التاريخية للأنثى

27 ديسمبر 2019
27 ديسمبر 2019

عمّان «العمانية»: تضمنت مجموعة «للعزيز نساء» التي صدرت للشاعرة الأردنية سهير الداود عن «الآن ناشرون وموزعون» 65 نصا تنتمي إلى قصيدة النثر، تعبّر عن هواجس الذات الإنسانية ومشاعرها وأحلامها وطموحاتها وآمالها المرتقبة.

وفي دراسته التقديمية للمجموعة، يؤكد الناقد المصري د.مصطفى الضبع أن قصائد الداود تقوم على العلامة بوصفها المادة الخام لإنتاج الخطاب الشعري، وكلُّ قصيدة هي شبكة من العلامات، أو غابة من تلك العلامات، غير أنّها غابة مُنظَّمة التفاصيل والخطوط والألوان.

ويضيف الضبع: «تنطلق الشاعرة في قصائدها من الأنا، وهي منطقة زلقة غير ثابتة تماماً، وتحل أنا الشاعرة متكررةً في كل صوت يقرأ، فكل أنا منطوقة هي أنا الشاعرة التي تستعير صوت القارئ».

ويتابع الضبع بقوله: إن الشاعرة تعتمد في القصيدة «مجموعة من الأقطاب تتقاطع بينها الصور، ويتحرك بينها المتلقي، بحيث تتشكل مساحات التلقي وفق قدرته على الاستكشاف، فهو يتحرك بين مجموعة من العلامات، وكذلك بين مجموعة من البشر: الذات الناطقة بالصور».

أما الناقد حسين نشوان فيقول: إن الشاعرة الداود تكتب من منطقة الغياب التي تقع بين زمانين ومكانين متباعدين؛ منطقة الواقع ومنطقة الحلم؛ اللقاء والوداع، لتكون الكتابة ظلال الكلام الذي يستعاد من الذاكرة في صور ومشاهد ضمن ثنائيات متضادة، تلتقطها ذاكرة المرأة ليس من تجربتها، بل من الذاكرة التاريخية التي تبحث فيها الأنثى عن اكتمالها.

وفي قصيدة الداود، بحسب نشوان، تتجلى الأنثى مستعيدة أسطورتها بالاكتفاء بالعطاء دون أن تنتظر مقابلا، وفي كل نصّ دعوة للاقتراب، ونية للانفصال في الآن، يتركها أثر الأشياء دون أن تقولها الكاتبة.

تقول الشاعرة في نص «كأس ماء معتق»،:

«لماذا لا تصنع من ظهري

سبورة خناجر ابتدائية

كي يكون فراقك واجبا

وأكمل بكائي

وأهجرك بسلاسة الرماد

وأكمل صراخي

بالحنجرة التي تعبت من الخيبات

وبالرئة التي ما عادت تذوق الهواء».

وتقول في نص آخر:

«لا تدقّ القلبَ ثانيةً

دعه يمسح الحائط بشهقة فائضة

تعالَ الليلة

وارمِ معطفَك فوق أيّ غيمة

لا تتأخر كثيرًا».

يشار إلى أن الداود صدر لها في الشعر سابقاً: «نعم أنا آخر امرأة»، و«فوق الماء ووحدك»، و«ألا تعال»، و«فاجأني المطر»، و«أنت للبيلسان ند»، و«أول الألف .. وآخر الياء».