صحافة

القدس: لا بد من خطوات عملية لوقف غطرسة الاحتلال

27 ديسمبر 2019
27 ديسمبر 2019

في زاوية حديث القدس كتبت الصحيفة مقالا بعنوان: لا بد من خطوات عملية لوقف غطرسة الاحتلال، جاء فيه:

يبدو أن دولة الاحتلال التي تعتمد على غطرسة القوة والمدعومة من قبل إدارة الرئيس ترامب بدرجة كبيرة لا يمكن لأحد تجاهلها، ماضية في غيها، غير آبهة لا بالقرارات والقوانين والأعراف الدولية، ولا حتى بإعلان المدعية العامة لمحكمة الجنايات حول ارتكاب إسرائيل لجرائم حرب ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية، بصفتها الدولة القائمة بالاحتلال. فرغم أن من بين القضايا التي تعتبر جرائم حرب ارتكبتها وترتكبها دولة الاحتلال بحق أبناء شعبنا، الاستيطان السرطاني ومصادرة الأرض ومحاولات اجراء تغيير ديموغرافي في الضفة الغربية لصالح قطعان المستوطنين على حساب شعبنا وحقوقه الوطنية، رغم ذلك فقد اعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي قبل يومين وفي إطار حملته الانتخابية لاختيار رئيس لحزب الليكود التي ستجري اليوم، عن قراره بناء أكثر من ثلاثة آلاف وحدة استيطانية ومنطقة صناعية في الضفة الغربية المحتلة، إلى جانب المستوطنات القائمة والتي أصبحت الضفة بسببها عبارة عن كانتونات منعزلة عن بعضها البعض.

كما أن دولة الاحتلال تواصل اجراءاتها وخطواتها الرامية إلى تهويد ما تبقى من مدينة القدس وتغيير معالمها العربية والإسلامية، خاصة محاولات النيل من المسجد الأقصى المبارك، من خلال الاقتحامات اليومية له من قبل المنظمات اليهودية المتطرفة والعنصرية، ووزراء وأعضاء كنيست بدعم من الحكومة الإسرائيلية وبتواطؤ من قبل قوات وشرطة الاحتلال، تمهيداً لهدمه وإقامة الهيكل المزعوم مكانه، إلى جانب الممارسات والانتهاكات الأخرى ضد أبناء شعبنا ومواصلة حصار قطاع غزة واعتداءات قطعان المستوطنين على المواطنين وأراضيهم ومساكنهم، وتزايد اعتداءات منظمات تدفيع الثمن بصمت الأجهزة الأمنية الاحتلالية وبدعم منها، الأمر الذي سيؤدي بل وأدى إلى تصاعد حالة العداء بين الطرفين، والذي ينذر من خلال الاعتداءات على الأقصى والحرم الإبراهيمي بتحول المنطقة إلى حرب دينية لا يمكن التكهن بنتائجها ولا بمدتها الزمنية والتي ستنعكس على العالم بأسره. إن دولة الاحتلال الماضية في انتهاكاتها وجرائمها دون خوف أو وجل يتطلب من دول العالم التي تدعي الإيمان وترفع شعارات حقوق الإنسان ومعارضة الاحتلال وجرائمه، عدم الاكتفاء بإصدار بيانات الشجب والاستنكار، بل اتخاذ خطوات عملية لردع دولة الاحتلال، التي وضعت وتضع المنطقة من خلال هذه الجرائم التي ترتكبها بحق شعبنا وأرضه ومقدساته على فوهة بركان قد يثور في أية لحظة، خاصة وان شعبنا الذي قدم مئات آلاف الشهداء والجرحى والأسرى على مذبح قضيته، لا يمكنه الخنوع أو رفع الراية البيضاء، وسيواصل نضاله التحرري حتى تحقيق كامل أهدافه في الحرية والاستقلال.

كما أن على محكمة الجنايات الدولية التعجيل في اتخاذ خطوات عملية لمحاكمة قادة الاحتلال السياسيين والعسكريين والأمنيين، على ما ارتكبوه بحق شعبنا الرازح تحت ظلم ونير الاحتلال.

وعلى الجانب الفلسطيني إنهاء هذا الانقسام الأسود والبغيض ومواجهة الغطرسة الاحتلالية بوحدة وطنية لأنها هي الطريق الوحيد لتحقيق المزيد من المنجزات الوطنية، ومنع تآكل ما تبقى منها والتي تحققت بدماء الشهداء وآلام الجرحى ومعاناة الأسرى وصمود المواطنين.