المنوعات

معلم القرن الحادي والعشرين.. رؤى تربوية تواكب تحولات العصر

27 ديسمبر 2019
27 ديسمبر 2019

الرياض «العمانية»: يقدم كتاب «معلم القرن الحادي والعشرين» رؤى تربوية ومهنية وتدريبية تستجيب للتحولات المعرفية والمعلوماتية التي نتجت عن الثورة الصناعية الرابعة وما تمخض عنها من اختلافات في الخطاب والتلقي، وتحولات في أدوار المعلمين ووسائلهم وطرقهم في إيصال المعلومة. وتسعى الباحثة السعودية د.رفعة مبارك الدخيل، من خلال كتابها الصادر عن «الآن ناشرون وموزعون» بعمّان، إلى المقاربة بين أضلاع العملية التعليمية التعلمية من خلال رؤى تتصل بالتدريب المستمر لمواكبة تلك التحولات والانتقال بالموارد البشرية إلى مستويات جديدة في الإنتاج.

وجاء في كلمة الناشر على الغلاف الأخير: «لم يعد دور المعلم في عصرنا مقتصراً على التلقين ونقل المعرفة، بل تعاظم دوره وأصبح هو الميسّر للمعرفة والمجدد لها والمؤصل للقيم والقادر على التعامل مع الطلبة وتعزيز قدراتهم». ويضيف الناشر بأن طبيعة التحولات التقنية والثقافية والاجتماعية فرضت على المجتمع التربوي إعادة النظر في منظومة تكوين المعلم لجهة الأهداف والبرامج وطرق التدريس لتتواكب مع أدواره الجديدة والمتغيرة.

وتقول المؤلفة في مقدمة الكتاب: إن قضية تأهيل المعلم، هي «قضية عالمية»، وإن المعلم هو «العمود الفقري للعملية التعليمية»، ولم يعد دوره يقتصر على «التلقين ونقل المعرفة». ونتيجة لذلك ينبغي إعادة النظر في العملية التعليمية برمتها، والاهتمام بالجودة من خلال الاهتمام بمدخلات التعليم وعملياته ومخرجاته وتقييمها من خلال التغذية الراجعة، وهو ما يحتاج إلى لتدريب المستمر والمتواصل خلال العمل لمواكبة التحولات المتسارعة لروح العصر.

وتسعى المؤلفة من خلال ذلك إلى الارتقاء بجودة التعليم التي ترتبط بالمحتوى المعرفي للمعلم الذي يمكّنه من استثارة الطلبة وتحفيزهم، ويمكّنه في الوقت نفسه من مواكبة التغيرات في المناهج والأساليب وطرائق التدريس ونظريات التلقي.

ويناقش الكتاب محاور النهوض بالمعلم من خلال أساليب التنمية، ومبادئ التدريب، والاتجاهات الجديدة في مجال إعداد المعلم. ويعاين الفصل الأول الذي حمل عنوان «معلم العصر الحديث» جملة من المفردات التي تتصل بتكنولوجيا التعليم ومهنية التعليم ومعايير اختيار المعلم. كما يعاين مفهوم التنمية المهنية وأهدافها وفوائدها وأنواعها، مقترحاً مجموعة من البرامج التي تخص التنمية المهنية للمعلم.

ويتوقف الفصل الثاني عند برامج النمو المهني، وانعكاس النمو المهني في تعزيز المهنة، مستعرضا التحديات والمعوقات، ودور التوجيه الفني والتعلم الذاتي في تنمية المعلم. ويتناول الفصل الثالث شروط ومبادئ تدريب المعلم، ويعرّف بأساليب التدريب ومعايير اختيار الأساليب وسمات التدريب الفعال وأسسه، وتقويم كفاءة المعلم ومتطلبات تدريبه.

وتختتم الدراسة بقراءة الاتجاهات التربوية في مجال إعداد المعلم، ونظريات التنمية المهنية للمعلمين، ودور المعلم في ظل مفهوم العولمة. وتبين أسباب الضعف في إعداد المعلمين في العالم العربي، إلى جانب التعريف بمفهوم الجودة ومعايير الجودة والمتطلبات الأساسية لضمانها، والعوامل المؤثرة في نجاح المعلم، والخصائص المطلوب توافرها في المعلم المنشود، وكذلك الصعوبات التي تتصل بمهنة التعلم.

وتأتي أهمية الكتاب في العنوان الذي اختارته المؤلفة له والذي يقرن المعلم بالألفية الثالثة التي شهدت جملة من التغيرات التي تتصل بالمعرفة ووسائلها وطرق التلقي، وهو ما يتطلب من المعلم تأهيلا يختلف عن ذلك الذي خضع له المعلم التقليدي، وتغييرا في أدواره للانتقال من «حشو المعلومات في رأس الطالب» إلى تدريبه على كيفية الحصول على المعلومة والإفادة منها.