1405754
1405754
العرب والعالم

أردوغان: تركيا سترسل قوات إلى ليبيا بناء على طلب طرابلس

26 ديسمبر 2019
26 ديسمبر 2019

روسيا ومصر تؤكدان رفضهما لأي تدخل خارجي -

عواصم - (وكالات): قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس إن تركيا سترسل قوات إلى ليبيا بناء على طلب منها في مطلع الشهر المقبل، مما يزج بالصراع الدائر هناك في بؤرة خلافات إقليمية أوسع نطاقا.وتتصدى حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا منذ أشهر لهجوم من قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) بقيادة خليفة حفتر التي تتلقى الدعم من روسيا ومصر.

ووقعت أنقرة اتفاقين منفصلين الشهر الماضي مع حكومة الوفاق الوطني بقيادة فائز السراج أحدهما بشأن التعاون الأمني والعسكري والآخر يتعلق بالحدود البحرية في شرق المتوسط.

وقال أردوغان في كلمة ألقاها أمام أعضاء حزب العدالة والتنمية «نظرا لوجود دعوة (من ليبيا) في الوقت الراهن فإننا سنقبلها»، وأضاف «سنضع مشروع قانون إرسال قوات لليبيا على جدول الأعمال بمجرد بدء جلسات البرلمان».

وتابع قائلا إن البرلمان قد يقر التشريع في الثامن أو التاسع من يناير، مما يفتح الباب لنشر القوات.

لكن لم يتضح أي دعوة كان أردوغان يشير إليها تحديدا، إذ أن وزير الداخلية في الحكومة التي تتخذ من طرابلس مقرا أشار في تصريحات للصحفيين في تونس إلى أن ليبيا لم تقدم بعد طلبا رسميا بذلك.

وقال الوزير فتحي باشا أغا أمس «إذا ظل هذا الموقف يتصاعد فإننا لنا الحق في أن ندافع عن طرابلس وعن أهلنا... سوف نطلب من الحكومة التركية طلبا رسميا بدعمنا عسكريا حتى نستطيع إبعاد شبح القوات المرتزقة».

وتلوح أنقرة منذ أسابيع باحتمال القيام بمهمة عسكرية في ليبيا، بعد مرور أقل من ثلاثة أشهر على بدء الجيش التركي توغلا في شمال شرق سوريا مستهدفا المقاتلين الأكراد.

وأرسلت تركيا بالفعل إمدادات عسكرية إلى حكومة الوفاق الوطني بالرغم من حظر على الأسلحة تفرضه الأمم المتحدة، وذلك وفقا لما ورد في تقرير للمنظمة الدولية اطلعت عليه رويترز الشهر الماضي.

ولم يتسن الحصول على تعليق من حكومة طرابلس أو قوات حفتر على تصريحات أردوغان.

وزار الرئيس التركي تونس أمس الأول لبحث التعاون بشأن إمكانية التوصل إلى وقف لإطلاق النار في ليبيا. وقال أمس إن تركيا وتونس اتفقتا على دعم حكومة الوفاق الوطني.

وأبدت موسكو قلقها من احتمال نشر تركيا قوات في ليبيا لدعم حكومة السراج. وقال أردوغان الأسبوع الماضي إن تركيا لن تلزم الصمت إزاء وجود مرتزقة من مجموعة فاجنر المرتبطة بالكرملين لمساندة حفتر.

وقال أردوغان أمس «روسيا موجودة هناك بألفي (مقاتل) من فاجنر»، وأشار أيضا إلى وجود نحو خمسة آلاف مقاتل من السودان في ليبيا. وتساءل «هل دعتهم الحكومة الرسمية للحضور؟ لا».

وأضاف «كلهم يساعدون جنرال حرب (حفتر)، بينما نقبل نحن دعوة من الحكومة الشرعية للدولة. هذا هو اختلافنا».

ويحاول الجيش الوطني الليبي بقيادة حفتر منذ أبريل انتزاع السيطرة على طرابلس من حكومة الوفاق الوطني التي تشكلت في 2016 بعد اتفاق توسطت فيه الأمم المتحدة.

وأجرى مسؤولون أتراك وروس محادثات في موسكو هذا الأسبوع سعيا لحل أزمتي ليبيا وسوريا. وذكرت صحيفة فيدوموستي الروسية امس أن المحادثات استمرت ثلاثة أيام وهي مدة أطول بكثير مما كان متوقعا.

وأعرب دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين امس عن قلق موسكو إزاء الأوضاع في ليبيا، وأكد معارضتها للتدخل الخارجي في الأزمة الليبية كونه لن يسهم في حلها.

ونقلت وكالة «تاس» الروسية عنه بيسكوف القول: «فيما يتعلق بالوضع في ليبيا، إنه بالتأكيد مثير للكثير من القلق.. وقد أكدنا مرارا أن روسيا مهتمة بالتوصل لحل سياسي للأزمة الليبية في أسرع وقت ممكن من أجل وقف إراقة الدماء».

وحول إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عزمه تمرير تفويض لإرسال قوات لليبيا، قال بيسكوف :«نعتقد أن التدخل الأجنبي لن يساعد في تسوية الوضع»، مضيفا في المقابل أن «أية أنشطة لتسهيل الجهود الرامية لحل النزاع ومساعدة الأطراف على إيجاد حل تكون دوما محل ترحيب».

وردا على سؤال عما إذا كان لدى الكرملين معلومات حول وجود مرتزقة روس في ليبيا، قال بيسكوف: «في الواقع، تحولت ليبيا إلى مأوى للمرتزقة من عدد من الدول، وكذلك للإرهابيين»، واعتبر أن هذا «نتيجة لسلوك معروف من دول معروفة، تهدف إلى تدمير الدولة الليبية».

وقال إنه «لا خطط حاليا» لإجراء اتصال هاتفي بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان حول ليبيا، إلا أنه أشار في الوقت نفسه إلى أنه يمكن ترتيبها في أي لحظة.

من جهته، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمس مجددا دعمه لقوات المشير خليفة حفتر ورفضه التدخل في الشؤون الليبية، في اتصال مع رئيس الوزراء الايطالي جوزيبي كونتي. وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية بسام راضي في بيان إن السيسي أجرى اتصالا هاتفيا مع كونتي تناول خصوصا «الوضع في ليبيا».

وأضاف راضي أن الرئيس السيسي «أكد ثوابت موقف مصر الداعم لاستقرار وأمن ليبيا، وتفعيل إرادة الشعب الليبي، وكذلك مساندة جهود الجيش الوطني الليبي في مكافحة الإرهاب والقضاء على التنظيمات الإرهابية التي تمثل تهديداً ليس فقط على ليبيا بل على الأمن الإقليمي ومنطقة البحر المتوسط».

وشدد السيسي على «رفض كل التدخلات الخارجية في الشأن الداخلي الليبي». وبحسب بيان الرئاسة المصرية فإن رئيس الوزراء الايطالي أكد «سعي بلاده لحل الوضع الراهن وتسوية الأزمة الليبية، التي تمثل تهديداً لأمن المنطقة بأكملها، وذلك بهدف عودة الاستقرار إلى ليبيا وتمكينها من استعادة قوة وفاعلية مؤسساتها».

وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية إنه «تم التوافق (خلال الاتصال) على ضرورة تكثيف الجهود المشتركة في هذا الإطار».

من جهتها، نفت مؤسسة الرئاسة التونسية أمس وجود أي حلف مع أحد أطراف النزاع في ليبيا ردا على ما ورد في تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ووزير داخلية حكومة الوفاق الوطني في ليبيا.

وفي استفسار لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) نفت المستشارة الاعلامية بمؤسسة الرئاسة التونسية رشيدة النيفر وجود أي تحالفات.

وأوضحت النيفر في ردها:«لم تطرح هذه المسألة بالمرة والدولة التونسية تبقى متمسكة بالحل السلمي للأزمة الليبية، كما جاء في بيان تونس للسلام وكما أكده أيضا رئيس الجمهورية قيس سعيد خلال زيارة الرئيس التركي مؤخرا». وجاء في بيان رسمي للرئاسة التونسية:«تونس لن تقبل بأن تكون عضوا في أي تحالف أو اصطفاف على الإطلاق، ولن تقبل أبدا بأن يكون أي شبر من ترابها إلا تحت السيادة التونسية وحدها».

وأضاف البيان: «إن رئيس الجمهورية حريص على سيادة تونس واستقلالها وحرية قرارها، وهو أمر لا يمكن أن يكون موضوع مزايدات أو نقاش، ولا توجد ولن توجد أي نية للدخول لا في تحالف ولا في اصطفاف».