1405423
1405423
عمان اليوم

الخطابات السامية تعكس حرص جلالته على التنمية وتحقيق المشاركـة الفعّالــة بين الحكومـة والشعــب

26 ديسمبر 2019
26 ديسمبر 2019

«عمان» تُقلّب صفحات «ذاكرة المجلس» لــ 20 عاما -

كتبت: نوال الصمصامية :-

عشرون عاما مرت على بداية عمل مجلس الدولة منذ افتتاح حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه- أعمال الفترة الأولى لمجلس عمان المكون من مجلسي الدولة والشورى في 27 ديسمبر 1997، وقد شهد المجلس خلالها ست فترات من العمل الدؤوب والجهود المتواصلة بمشاركة مجموعة من المكرمين الأعضاء، عقدت خلالها جملة من الاجتماعات واللقاءات والزيارات والأنشطة والفعاليات على مختلف المستويات.

جلالة السلطان أرسى أسسا ثابتة لترسيخ دعائم شورى صحيحــة تتناسب وأساليب العصر وأدواته -

وقد دشن مجلس الدولة «ذاكرة المجلس» ليوثق مرحلة مهمة من مشاركته الفعالة في مسيرة التنمية الشاملة عبر فتراته الست الماضية، ويجسد ما حظيت به السلطنة من تطور في العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه-. ويأتي هذا التوثيق إدراكا من المجلس بأهمية الوثيقة البرلمانية في توفير سجل متكامل يسهم في تعزيز الذاكرة الوطنية وحفظها للأجيال القادمة، وهو مشروع نتاج جهد كبير وعمل دؤوب استمر لأكثر من عامين، وعكف على إنجازه عدد من المسؤولين والموظفين المختصين بمجلس الدولة.

وأوضح معالي الدكتور يحيى بن محفوظ المنذري رئيس مجلس الدولة في كلمة خلال تدشينه لــ«ذاكرة المجلس»: «أنها تأتي بمناسبة مرور عشرين عاما على إنشاء مجلس الدولة، ليوثق بالصور أبرز محطات المجلس، ويسلط الضوء على بعض أعماله خلال العقدين الماضيين؛ التي يؤسس عليها وهو يدخل عقده الثالث، للانطلاق نحو المستقبل بوافر من الجهود والتطلعات، لتحقيق مزيد من الإسهامات التي تعزز دور مجلس الدولة في مسيرة العمل الوطني بشكل عام».

وافتتح حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم الفترة الأولى (1997-2000م) لمجلس عمان بتاريخ 27 ديسمبر 1997م، وقال جلالته في بداية خطابه السامي الذي ألقاه جلالته ـ أبقاه الله ـ في بداية الافتتاح: «في هذا اليوم الميمون نفتتح باسم الله وبتوفيقه، مجلس عمان الذي يتكون من مجلسين: مجلس الشورى، وقد كان تجربة رائدة أثبتت نجاحها خلال الفترة الماضية، ومجلس الدولة الذي نأمل أن يكون لبنة أخرى قوية راسخة في بنيان المجتمع العماني، تعزز ما تحقق من منجزات، وتؤكد ما رسمناه من مبادئ، ومن بينها إرساء أسس صالحة لترسيخ دعائم شورى صحيحة، نابعة من تراث الوطن وقيمه وشريعته الإسلامية معتزة بتاريخه. آخذة بالمفيد من أساليب العصر وأدواته».

واختتم جلالته خطابه قائلا: «أن التجربة في مجال الشورى قد حازت على رضانا والحمد لله، حيث شيدت دعائمها في أناة، وبنيت أركانها بعد تثبت، وذلك من أجل أن يكون البنيان عند اكتماله، بإذن الله، قويا راسخا، محققا للغاية التي نرجوها، والهدف الذي نسعى إليه. إذ نتوجه إلى المولى تبارك وتعالى أن يحفظ عمان، ويرعى مسيرتها، ويسدد خطاها».

ووثقت «ذاكرة المجلس» فعاليات مجلس الدولة في فتراته الست بالإضافة إلى صور متعددة لأعمال المجلس تجسد عمق البدايات لهذا المجلس، إلى جانب صور المكرمين في تلك الفترة.

كما ركز خطاب حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم -أعزه الله- بمناسبة افتتاح الفترة الثانية لمجلس عمان (2000-2003) بتاريخ 4 ديسمبر 2000م على السياسة الداخلية التي ترمي إلى تحقيق المشاركة الفعالة بين الحكومة والشعب الممثلة في المجلس كما ترمي أيضا إلى ترسيخ دعائم الاقتصاد الوطني وتنويع مصادره والنهوض بالموارد البشرية لتصبح في المستوى الذي يؤهلها لاستيعاب متطلبات العصر. وذكر جلالته في خطابه إلى أن «السياسة الخارجية ترتكز على مبادئ أساسية لا نحيد عنها منذ فجر النهضة المباركة، وهي مبادئ تنبع من قناعتنا بالسعي لما فيه الخير والسلام للجميع، والوقوف إلى جانب القضايا العادلة في المحافل الدولية».

وأشار الخطاب السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- بمناسبة افتتاح الفترة الثالثة (2003-2007م) لمجلس عمان في 21 أكتوبر 2003م إلى أن «نجاح التجارب الإنسانية هو نتاج سعي متواصل وعزم وإرادة وشعور بالمسؤولية ولا يمكن لأمة من الأمم أن تدرك غايتها إذا لم تعمل يدا واحدة من أجل بناء مستقبلها وتنمية قدراتها وإمكاناتها، ونحن واثقون تمام الثقة من أنكم جميعا، رجالا ونساء سوف تسهمون في نمو هذه التجربة العمانية، وترسيخ جذورها وإعلاء بنيانها من خلال العمل الجاد المتسم بالمسؤولية والحكمة، والذي لا يراد به إلا رفعة الوطن وخدمة المواطنين».

وعندما نقلب هذه الذاكرة فإنها تقرب لنا عمق العمل والمفهوم لجميع الفترات التي مر بها المجلس في مختلف فتراته: الفترة الأولى (1997-2000م)، الفترة الثانية (2000-2003)، الفترة الثالثة (2003-2007م)، الفترة الرابعة (2007 -2011)، الفترة الخامسة (2011-2015)، الفترة السادسة (2015- 2019)، كما أن الخطابات السامية في جميع هذه الفترات تعكس مدى حرص جلالته السامي على ترسيخ مفاهيم العمل المشترك والتعاون المتبادل بين المواطنين والأجهزة الإدارية في الدولة، والجهد الكبير الذي يبذله مجلسا الدولة والشورى في مجال إعداد الدراسات المختلفة في جميع المجالات بالإضافة إلى مراجعة القوانين وتقديم التوصيات والمقترحات التي تهم المجتمع. بالإضافة إلى العمل الوطني الذي يقوم به مجلس عمان في المرحلة القادمة في ضوء ما أتيح له من صلاحيات موسعة في المجالين التشريعي والرقابي، مشيرا جلالته إلى أهمية التعاضد والتكاتف بين جميع الجهات المسؤولة والتنسيق المباشر بين إدارتها وتبادل الرأي والمشورة بين القائمين عليها هو السبيل المؤدي إلى نجاح الخطط والبرامج الوطنية في أداء دورها المنشود في التنمية الشاملة وتحقيق أهدافها القريبة والبعيدة في خدمة الأجيال الحاضرة والقادمة.

«ذاكرة المجلس» رصدت أعمال مجلس الدولة خلال العقدين الماضيين بالكلمة والصورة، وعندما نقلب صفحات تلك الذاكرة فإنها تدمج بين الماضي العريق والحاضر المشرق لعمان، وتؤكد على أهمية مواصلة العمل الدؤوب لمستقبل عمان والتي أسس دعائمها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- مؤكدا جلالته في خطابه السامي في افتتاح الفترة السادسة لمجلس عمان في 10 نوفمبر 2015 «إن ما تحقق على أرض عمان من منجزات في مختلف المجالات، لهو مبعث فخر ومصدر اعتزاز، وإننا نتطلع إلى مواصلة مسيرة النهضة المباركة، بإرادة وعزيمة أكبر، ولن يتأتى تحقيق ذلك، إلا بتكاتف الجهود وتكاملها لما فيه مصلحة الجميع».