1403142
1403142
إشراقات

سمائل تحتفل باختتام برنامج «الفقيه الصغير» وتكرّم المشاركين

26 ديسمبر 2019
26 ديسمبر 2019

كتب - سالم الحسيني -

احتفلت ولاية سمائل مؤخرا باختتام الفصل الأول لبرنامج الفقيه الصغير الذي تنظمه وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بالتعاون مع الأئمة والوعاظ لهذا العام، حيث أقيم الحفل في رحاب جامع سرور برعاية سعادة محمد بن خميس الحسيني عضو مجلس الشورى ممثل ولاية سمائل، تخلل الحفل حوار ثري مع ضيف الحفل محمد بن درويش بن حميد الشقصي الحاصل على المركز الأول في المستوى الأول بمسابقة السلطان قابوس للقرآن الكريم التاسعة والعشرين الذي وجّه من خلاله بعض النصائح والإرشادات للطلبة وكشف عن خطته في حفظ القرآن الكريم، مبينا مراعاة أولويات الزمان والمكان المناسبين في الحفظ خصوصا ما قبل الفجر وبعده وبالأخص في الشتاء، وأشار من خلال الحوار الذي أداره أحمد بن محمد الندابي إلى ضرورة الابتعاد الكامل عن كل المشتتات التي تعيق حافظ القرآن الكريم، والتي وصفها بمثابة حجر عثرة أمامه ومن أهمها الهواتف الذكية التي تأتي بالغث والسمين وغالبا ما تكون مصيدة للوقوع في براثن الداعين إلى الانحراف والابتعاد عن سمو الأخلاق ومعالي الأمور، داعيا أولياء الأمور إلى مراقبة أبنائهم مع هذه الهواتف التي تجعل الأبناء من خلال تطبيقاتها المختلفة يبتعدون شيئا فشيئا عن هذا الكتاب العزيز وعن الأخلاقيات الفاضلة التي يدعو إليها ديننا الإسلامي الحنيف، وقد ضرب عدة أمثلة حية على ذلك، إذ كثيرا ما يكون شغله الشاغل مع ما فيه من الألعاب والتطبيقات، وبالأحرى الطلبة الذين لم يعوا كثيرا عائد النفع عليهم والضرر وذكر مثالا عن طالب جلس في وسط المسجد ليحفظ وكان بجنبه مصلّ فكان من شدة تركيز الطالب على صلاة الذي بجنبه أدرك أنه سها في صلاته وصلى ثلاثا بدل الأربع، حيث لم يكن مهتما بحفظه أكثر مما يدور حوله!. وأشار إلى أنه لا بد من تخصيص جدول يومي يرسمه الحافظ لنفسه أو من يقوم عليه كالمعلم والمربي مؤكدا أنه بدون خطة ومنهج واضح لن يستطيع الحافظ بلوغ قصده وإدراك ما يصبو إليه.

وحول خطة الشقصي في الحفظ وما اكتنفها من مشاق قال: بدأت بحفظ جزء ونصف الجزء مع طلبة يفوقون عليّ بعشرة أضعاف ما حفظته، الأمر الذي أوقد في نفسي عزيمة الحفظ، مبينا: أن الصعوبات موجودة في كل الدروب في هذه الحياة الدنيا لا سيما دروب الناجحين وخصوصا درب العازم على حفظ كتاب الله عز وجلّ، وأن كل ذلك فيه ما فيه من المشاق والصعوبات التي يتعلم منها ويستفيد، وأشار إلى أن أفضل معين على ذلك العزيمة الوقادة التي تنبثق من الشخص نفسه، ويبين أن والدته كانت العامل المهم في نجاحه ومواصلة المسير في شق هذا الطريق الصعب المنال إلى نيل ما كان يأمله ويرجوه من زمن، فالاستعانة بالوالدين ودعائهما هما خير معين بعد الله سبحانه وتعالى لمن أراد حفظ كتاب الله أو في كل عمل، مؤكدا على ضرورة التعاون من أولياء الأمور مع المعلمين.

إلى ذلك أوضح أحمد بن محمد بن سالم الندابي إمام جامع سرور قائلا: لقد كان حفل اختتام البرنامج لوحة تعبير صادقة عن استمرار الصداقة بين المعلم والطالب، حيث أنهى بحمد الله طلبة برنامج الفقيه الصغير الذي تنظمه وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بالتعاون مع الأئمة والوعاظ في ولاية سمائل وبدبد ومحافظة مسقط الخطة التدريسية الممنهجة من الوزارة لهذا الفصل، وبالنسبة لهذا البرنامج في هذا المركز كان الطلبة يرتادون الجامع مرة واحدة فقط في الأسبوع، تم تقسيمهم إلى مجموعتين.. المجموعة الأولى من سن ٥ - ٧ أعوام تضم 19 طالبا أدار الحلقة فيها مدين بن حمد بن سعيد المسعودي، وكنت أدير المجموعة الأخرى من سن ٨ -١٠ أعوام التي بلغ عدد الطلبة فيها ١١ طالبا.

وأضاف: لقد كان البرنامج في الحلقتين مناسبا ملائما ثم مراعيا للفوارق العمرية من خلال أسلوب الطرح والمواضيع المرسومة من معدي البرنامج وهي تدريس وغرس الإيمان في أول أربعة دروس وهذا هو المنهج المطلوب كما تشير بذلك بعض المراجع من كتاب الله في قصة لقمان (يا بُنَيَّ إِنَّها إِن تَكُ مِثقالَ حَبَّةٍ مِن خَردَلٍ فَتَكُن في صَخرَةٍ أَو فِي السَّماواتِ أَو فِي الأَرضِ يَأتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطيفٌ خَبيرٌ، يا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأمُر بِالمَعروفِ وَانهَ عَنِ المُنكَرِ وَاصبِر عَلى ما أَصابَكَ إِنَّ ذلِكَ مِن عَزمِ الأُمور)، فبدأ في الآية ١٦ بغرس العقيدة في ابنه ثم أمره بالصلاة في الآية التي تلتها، وكذلك ما حصل في نزول التشريع للصلاة بعد أن ثبتت العقيدة في نفوس أصحاب رسولنا صلى الله عليه وسلم.

من جانبه قال مدين بن حمد بن سعيد المسعودي أحد القائمين على هذا البرنامج: بفضل الله تعالى ومنته بدأ برنامج الفقيه الصغير في ولاية سمائل بجامع سرور في بداية شهر سبتمبر وانتهينا في منتصف الشهر الحالي «ديسمبر»، حيث شارك في المستوى الأول واحد وعشرون طالبا من الصف الخامس وإلى الصف السابع، وقد تلقى الطلاب سلسلة دروس في العقيدة وهي أربعة على التوالي: معرفة الله وتوحيده، وصفات الله تعالى، والإيمان وثماره والإيمان بالله واليوم الآخر، وبعد هذه الدروس بدأنا في سلسلة دروس الفقه، حيث أخذ الطلاب منها خمسة دروس خلال هذا الفصل وهي على التوالي: مقدمة في علم الفقه والطهارة وأقسام المياه وأعيان النجاسات، وآداب قضاء الحاجة والوضوء تعريفه وحكمه وفرائضه. وفي الختام نشكر كل من أسهم في إنجاز هذا البرنامج والشكر موصول لوزارة الأوقاف والشؤون الدينية على مثل هذه البرامج التي لا يعدم فضلها ورجاء عاقبتها. وفي الختام قام راعي الحفل بتكريم أوائل المشاركين في البرنامج والداعمين له.

يذكر أن هذا البرنامج الذي تنفذه المديرية العامة للوعظ والإرشاد ممثلة بدائرة الوعظ بالتعاون مع دائرة الأئمة والخطباء يعد برنامجا تعليميا يهدف إلى ترسيخ القيم والأخلاق الإسلامية لدى الطلبة وكذلك تعليم الناشئة المسائل الشرعية المتصلة بفقه العبادات خاصة الصلاة وما تشتمل عليه من شروط وأركان وسنن. وشمل هذا العام عددا من ولايات محافظة مسقط وولايتي بدبد وسمائل، وسمي بالفقيه الصغير لأنه يهدف إلى فقيه مضطلع بأهم الأحكام الشرعية المتعلقة بفقه الصلاة فهما وتطبيقا، وقد تم اختيار المساجد والجوامع للبرنامج ليكون ذلك امتدادا لرسالة المسجد التي تعنى بها وزارة الأوقاف والشؤون الدينية فمن محاريبها ومنابرها تغرس الأخلاق ويفقه الناس وهي معين الإيمان والذكر كما قال الله سبحانه : (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ، رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ). وقد تم إعداد توصيف شامل للدروس العلمية التي تدرس الطلبة في كل أسبوع ويقوم بتدريسها نخبة من الوعاظ والمرشدين والأئمة ومساعدي الأئمة ويشرف على سير البرنامج الموجهون وبعض المشرفين التابعين للوزارة. وقد حقق هذا البرنامج نجاحا وتفاعل معه المجتمع وكان من أسباب هذا النجاح التدريس في يوم واحد فقط في الأسبوع واختيار الفترة ما بين العشاءين كان من عوامل نجاحه وأيضا ضبط البرنامج بأعداد مناسبة تم تسجيلها عبر موقع الوزارة، حيث تم عمل ضوابط للتسجيل والقبول يوافق عليها أولياء الأمور فيما يتصل بقدسية المسجد، وكذلك تعاون أولياء الأمور ووكلاء الجوامع والمساجد وتفاعلهم مع البرنامج وتتويج البرنامج بحفل ختامي لتكريم المجيدين في التحصيل العلمي والخلقي. ويأتي هذا البرنامج ضمن الخطط التي تحرص عليها الوزارة في غرس القيم ومفهوم الإيمان بالله ومراقبته وتدريس الناشئة العقيدة الصحيحة والصلاة؛ لما ينفعهم في الدنيا والآخرة.

يشار إلى أن الفصل الدراسي الثاني من هذا البرنامج سوف يبدأ بتاريخ 9-2 وحتى 18 - 4 - 2020م وسوف تقوم وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بكريم الطلبة المجيدين في الدراسة من كل مسجد في حفل ختامي تقيمه المديرية العامة للوعظ والإرشاد، وسوف يمنح الطلبة المنتظمين شهادة مشاركة.

وقد حقق هذا البرنامج نجاحا وتفاعلا مع الطلبة وأولياء أمورهم في العام الماضي وكذلك هذا العام، حيث بلغ عدد الملتحقين أكثر من ألف طالب، وتأمل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية أن تكون هذه الانطلاقة فاتحة خير ليشمل البرنامج باقي ولايات محافظة مسقط، وأيضا باقي محافظات السلطنة ليعم الخير والنفع للناشئة في ربوع السلطنة في ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله تعالى .