صحافة

بوليتيكو :الجمهوريون بمجلس الشيوخ يتمنون ألا يغرد ترامب في المحاكمة

25 ديسمبر 2019
25 ديسمبر 2019

قالت صحيفة «بوليتيكو» إن أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي من الجمهوريين يمكنهم ـ نظريا ـ السيطرة على المحاكمة الخاصة بالرئيس ترامب، لكن هناك شيئا واحدا ليست لهم سيطرة عليه، وهو أصابع ترامب التي تسجل تغريداته على «تويتر».

وهؤلاء الأعضاء، الذين يبغضون انشغال ترامب بالتغريد على المنصة الشهيرة، في ألا ينشغل الرئيس الأمريكي، حين تتحول القضية إلى مجلس الشيوخ، يأملون أن يفعل ترامب شيئا هو بعيد عن شخصيته، وهو أن يبقى هادئا.

وقال السيناتو جون كورنين عضو مجلس الشيوخ الأمريكي عن ولاية تكساس: «إن هذا أمر معتاد وتعامل خطر مع الأمور، وأظن أننا لا نحتاج إلى مجموعة من الأمور التي تصرف الانتباه»، ويضيف «إنه لأمر مثالي بالنسبة لترامب أن يكف عن التغريد على تويتر، أعتقد أن الرئيس سيرتاح للنتيجة، في نهاية المطاف، فإن جعل المسألة أسهل، لا أصعب، سيكون أمرا جيدا».

ومن جانبها اتفقت سوزان كولينز، عضو مجلس الشيوخ مع هذا الرأي قائلة إنه «ترامب سيسدي لنفسه أفضل خدمة، إذا ما ترك المحامين يتحدثون بالإنابة عنه، دون أن يبدي أي تعليق على الإطلاق»، وأضافت «أشك، على أية حال، في أنه سيصغي لنصيحتي هذه».

ولم يخف الرئيس ترامب مشاعره تماما بشأن إجراءات تحقيق العزل بمجلس النواب، فغالبا ما كان يغرد على تويتر واصفا ذلك التحقيق بأنه «زائف» و«خدعة»، حتى إنه بث تغريدات يهاجم فيها عدة شهود أدلوا بشهاداتهم خلال تحقيق المساءلة.

وإذا ما واصل ترامب هذا الوابل من التغريدات خلال محاكمته في مجلس الشيوخ، فمن المحتمل أن يتسبب هذا في تعطيل استراتيجية الجمهوريين في المجلس، وقد يضايق الأعضاء الذين لم يحسموا أمرهم، وينتهي به الأمر بالإضرار بالجهود الرامية للفوز بجميع أصوات الجمهوريين لصالح تبرئة الرئيس ترامب من الاتهامات الموجهة إليه في القضية.

ولترامب تاريخ حافل بإلحاق الضرر بقضاياه وسط مؤيديه الذين هم أكثر من يحتاج إليهم. وبعد أن وافق مجلس النواب بالأغلبية على توجيه الاتهامات لترامب، فمن المتوقع أن تبدأ محاكمة الرئيس بمجلس الشيوخ أوائل يناير المقبل، لتكون هذه هي المرة الأولى التي يقوم فيها مجلس الشيوخ بمحاكمة تستهدف النظر في عزل الرئيس الأمريكي في عصر منصة تويتر وسائر وسائل التواصل الاجتماعي، ومع رئيس يمكنه أن ينشر تعليقاته على المحاكمة لحظيا، بينما لا يزال أعضاء مجلس الشيوخ يتداولون حول القضية داخل المجلس.

كما دأب الجمهوريون بالمجلس على الشكوى على مدى أربع سنوات من تغريدات ترامب ودعا أقرب حلفائه بالمجلس إلى الاستفادة من «إجازة» من تويتر.

وقال السيناتور ليندسي جراهام، وهو واحد من أقوى المدافعين عن ترامب بمجلس الشيوخ «على ترامب أن يحترم إجراءات المحاكمة، يمكنه الدفاع عن نفسه، له الحق في التعبير عن تعرضه للظلم، لكنني لو كنت مكانه، لالتزمت بعض الصمت».

غير أن هذا الالتزام ربما يبدو بعيدا كل البعد عن احتمال أن يحدث، فقد كان ترامب ينشر نحو 100 تغريدة يوميا خلال مداولات مجلس النواب حول عزله، وما كان ينشره يتسبب في إثارة الجدل حول أمور يتعين على حزبه الجمهوري أن يتعامل معها، كما حدث حين غرد بشأن أربع نساء من الديمقراطيين في مجلس النواب من الأقليات الملونة، داعيا إياهم للعودة إلى البلدان التي جئن منها، رغم أنهن مواطنات أمريكيات.

وكان ترامب قد تسبب في إحراج ممثلي حزبه الجمهوري بمجلس النواب حين انتقد سفيرة بلاده السابقة في أوكرانيا ميري إيفانوفيتش لحظة إدلائها بشهادتها أمام المجلس، حيث قال إنها أينما تذهب فإن أداءها يكون سيئا، وهو ما أدى إلى ردها لحظيا خلال المحاكمة بأنها تتعرض للترهيب كشاهدة».

على أن أعضاء مجلس الشيوخ يقرون بأنهم لا يمكنهم منع الرئيس ترامب من التغريد، حتى خلال إجراء خطير مثل محاكمة بشأن عزله، ويقول السيناتور جيمس لانكفورد «سيفعل ما يريد فعله، فهو ليس مراقبا سلبيا للأحداث».