مرايا

أحمد الجديدي يبتكر جهازا للمصابين بـالشلــــل الرباعـــي يعمـــل بالنفــخ

25 ديسمبر 2019
25 ديسمبر 2019

يمكنهم من الاعتماد على أنفسهم -

عبري- سعد الشندودي -

الشباب في السلطنة يمتازون بقدرات وإمكانيات عالية، ولديهم مواهب متعددة في جميع نواحي الحياة، وأصبح البعض منهم يبتكرون أجهزة علمية تخدم أفراد المجتمع.

ويعتبر أحمد بن مبارك الجديدي أحد النماذج الرائعة للشباب العمانيين المجيدين والطموحين، وابتكر جهاز يخدم فئة ذوي الإعاقة الحركية للمصابين بالشلل الرباعي، والتقينا معه وذلك لمعرفة نوع الجهاز الذي ابتكره وكيف جاءت فكرة ابتكاره للجهاز والأهداف التي دفعته لاختراع جهاز للمعاقين، بالإضافة إلى معرفة الصعوبات والعراقيل التي واجهته ودور الجهات الحكومية والأهلية في دعمه وتشجيعه.

فيحدثنا في البداية أحمد الجديدي ويقول: لقد ابتكرت بفضل من الله وتوفيقه جهاز يخدم فئة ذوي الإعاقة الحركية المصابين بالشلل الرباعي، وهو جهاز يتحكم بواسطته المصاب بالشلل الرباعي بالأجهزة الكهربائية بالغرفة والتلفاز والتحكم بالسرير والكرسي المتحرك، ويتكون الجهاز من جزأين، وهما قاعدة تثبيت على السرير أو الكرسي المتحرك، وقطعة التحكم تكون قريبة من فم المصاب بها نقاط تشغيل وإغلاق الأجهزة الكهربائية في الغرفة، والقسم الثاني من الجهاز به نقاط تحكم بجهاز التلفاز، وكذلك يوجد جرس في الجهاز للمناداة في الحالات الاضطرارية من المصاب.

ويضيف قائلاً: أن الجهاز الذي ابتكرته هو عبارة عن جهاز سهل التحكم به بأماكن المصاب بالشلل الرباعي، لتكون لدى المصاب الحرية الذاتية والاستقلالية التامة بدون المساعدة من أحد في استخدام الأجهزة الكهربائية في غرفة المنزل والتلفاز والتحكم بوضعيات السرير وبحركة الكرسي المتحرك.

ويحكي أحمد عن الموقف الذي جعله يفكر في ابتكار الجهاز، حيث يقول: لقد جاءت فكرة ابتكاري لجهاز للمعاقين بعد زيارة احد المصابين بالشلل الرباعي في منزله، وبعد ما رأيت أن الذي يقوم بخدمته يكاد لا يفارقه ولو لوقت قليل لعجز المصاب عن الحركة تماماً وحاجته بأن يكون من يخدمه بالقرب منه في أغلب الأوقات، مما جعلني أفكر في التقليل من الصعوبات التي يعيشها المصاب والقائم عليه، وكذلك أهله الذين يرغبون في توفير كل ما من شأنه أن يسهل الصعوبات الحياتية على مصابهم المعوق.

رفع معنويات ذوي الإعاقة

ويتابع قائلاً: إن الجهاز الذي ابتكرته يكون مثبت على السرير أو الكرسي المتحرك ويكون قريب من فم المصاب، وبما أن هذه النوعية من الإصابة تتيح للمصاب تحريك رقبته قليلاً، فما على المصاب إلا تحريك رقبته واختيار المفتاح المراد تشغيله أو أغلاقه، ثم النفخ في داخله بخفه وسهولة، وهناك العديد من الأجهزة بأماكن المصاب بالشلل الرباعي تشغيلها بالجهاز المبتكر، وتتمثل في المصابيح الكهربائية بمختلف أنواعها والمراوح، والمكيفات، وجرس المناداة ووضعيات السرير، والكرسي المتحرك بالإضافة إلى إغلاق وفتح النوافذ والأبواب.

ويضيف قائلاً: هناك العديد من الأهداف التي دفعتني لابتكار جهاز للمعوقين، وتتمثل في خدمة إنسانية أقدمها للمصابين بالشلل الرباعي كهدف أولي، والتقليل من الصعوبات التي تواجههم بشكل يومي وفي كل اللحظات، والمساعدة في الاستقلالية والحرية الذاتية ترفع من معنويات ذوي الإعاقة، ورفع من عاتقهم التفكر في الصعوبات التي تواجه أهلهم مما يقدمون لهم من خدمات لإسعادهم.

الصعوبات والتحديات

وعن الصعوبات التي واجهته يقول: لا توجد صعوبات حقيقة، فالإلهام الرباني سهل كل خطوة كنت أفكر فيها، وأولها شكل ووضعية الجهاز وما هي الأجزاء ومكونات الجهاز الداخلية التي سوف استخدمها - ولله الحمد - تغلبت على ذلك بعد السؤال ومساعدة الأصدقاء والمصاب نفسه، وقد قمت بزيارة لأحد المصابين وطرحت فكرتي في الجهاز والصعوبات التي يواجهها المصاب بالشلل الرباعي والتي سوف أوظفها في الجهاز ودرستها دراسة جيدة، وكل هذا سهل علي وأوصلني إلى ابتكار جهاز سهل التحكم وبفعالية عالية للمعوقين.

ويضيف قائلاً: أن الشي الوحيد الذي واجهته هو الطريقة التي سوف يقوم المصاب في تشغيل الأجهزة عن طريق الجهاز المبتكر، ولكن بعد تيسير الله لي ابتكرت ابتكار جديد داخل الابتكار نفسه وهو (مفتاح تشغيل يعمل بالنفخ) وبعد الوصول له وعمل التجارب على المفتاح صار عندي (مفتاح تشغيل يعمل بالنفخ) ومن هنا زال الهم الذي كان عندي في كيفية التشغيل والإغلاق من قبل المصاب بالشلل الرباعي للأجهزة الكهربائية في غرفة المنزل.

شراء الجهاز

وعن مدى تشجيعه لذوي الإعاقة لشراء واقتناء مبتكره يقول: أشجع ذوي الإعاقة الحركية على شراء واقتناء الجهاز الذي ابتكرته، وخاصة وأن سعره لا يتجاوز 70 ريالاً عمانياً، وكل من سمع بالجهاز ولديه مصاب في المنزل طلب مني جهازا واحدا لمصابهم وإنهم بحاجة ماسة للجهاز، وحثوني على التعجيل به حتى يكون الجهاز المبتكر في كل بيت يوجد به مصاب لفوائده الكثير، والتي تزيل كثيرا من الصعاب التي كانوا أهل ذوي الإعاقة يعانون منها.

ويتابع قائلاً: أن الجهاز لذوي الإعاقة الحركية ( الشلل الرباعي ) له العديد من الفوائد، وخاصة وإنه توجد في الجهاز نقاط لجميع الأجهزة الكهربائية في غرفة المنزل والتي تتمثل في مفتاح المكيف عندما يبرد المصاب في الليل ولا يجد أحد يقوم بإغلاق المكيف، فالمصاب بنفسه سيقوم بإغلاق وتشغيل المكيف وذلك بالنفخ على المفتاح بالجهاز، وقس على ذلك جميع الأجهزة في الغرفة بدون مساعدة من أحد، وكذلك يوجد جرس في الجهاز، حيث بإمكان المصاب اذا احتاج لأحد ولم يكن أحد قريبا منه النفخ على مفتاح الجرس ليسمعه من في المنزل ويحضر لتلبية حاجته.

وأيضاً يوجد في الجهاز المبتكر جهاز تحكم في التلفاز، فمتى أراد المصاب من تغيير الروتين اليومي ما عليه إلا النفخ في النقاط الخاصة للتلفاز والاختيار من قائمة القنوات القناة المناسبة، وكذلك قوة الصوت مع إغلاق وتشغيل جهاز التلفاز، وكذلك يتيح الجهاز تحريك السرير في الوضعيات التي تناسب المصاب، بالإضافة إلى ذلك فإن الجهاز يتيح لذوي الإعاقة الحركية التحرك التلقائي في الكرسي المتحرك والتغيير من جو الغرفة إلى خارجها، كالتجول في حرم المنزل والمزارع والمتنزهات وما شابه ذلك.

أهمية دعم المبتكرين

وعن الدعم الذي حصل عليه بخصوص مبتكره يقول: للأسف لم أحصل على دعم سواء من الجهات الرسمية أو الأهلية، ولذا أدعو الجهات المعنية أو القطاع الخاص أن يدعموا ويتبنوا ابتكاري، وتحويله إلى منتج فريد من نوعه يستفيد منه كل مصاب بالشلل الرباعي في العالم، وخاصة أنه توجد لدي أفكار لتطوير الجهاز وتسهيل عمله، وتتمثل في تحريك الجهاز من أمام وجه المصاب بعد استعماله ويقوم بذلك المصاب نفسه، ويستفيد من الجهاز الكبير والصغير.

ويضيف قائلاً: توجد لدي النية لاختراع جهاز جديد يخدم أفراد المجتمع المحلي، وسبق لي وأن ابتكرت جهازا للغة الوعي والتخاطب عبر الطريق، وذلك للحد من الحوادث، وحصلت على المركز الاول في معرض عمان الثاني للابتكارات لعام 2015م، وبعد زيارتي لأحد المصابين بالشلل الرباعي أقترح علي بأن اعمل جهازا يساعدهم عند النوم بالليل.

المشاركة في المعارض العلمية

ويتابع قائلاً: لقد شاركت في الكثير من المعارض العلمية ومن أهمها معرض عمان الثاني للابتكارات 2015م ، وحصلت على المركز الأول على مستوى السلطنة في الفئة الحرة، وكذلك حصلت من خلال جهاز تحكم المصاب بالشلل الرباعي بأجهزة الغرفة على المركز الأول لعام 2019م لمسابقة سنوية للابتكارات تقام في نطاق عملي.

ويستتبع قائلاً: أحاول تنمية مواهبي وقدراتي في مجال المخترعات والمبتكرات العلمية من خلال المشاركة المستمرة في المسابقات وحضور المعارض والمؤتمرات العلمية التي توسع من المدارك والفكر لدى المبتكرين، والدخول في دورات تخصصية في المجالات التي يسعى لها المبتكر تساعده على ابتكار أشياء فريدة وكثيرة، وانا اعمل على ذلك قدر المستطاع .

ويختتم الجديدي حديثه قائلاً: أحث الشباب في السلطنة على الابتكار واختراع أجهزة تخدم أفراد المجتمع، وكذلك نتمنى من الجهات الرسمية والأهلية دعم وتبني الشباب أصحاب المواهب والمبتكرات العلمية والاستفادة من ابتكاراتهم وتحويلها إلى منتج يستفيد منه الجميع.