lama
lama
أعمدة

ذات: فِكر حياة جديدة

25 ديسمبر 2019
25 ديسمبر 2019

لمى دعدوش -

[email protected] -

نهاية سنة وبداية سنة أخرى قادمة إلى سجل حياتك، في نهاية النهايات وبداية البدايات لابد للإنسان من وقفات تأمل وتفكر في حاله وحياته وما صنع وما فعل، حيث تظهر له أسرار ما بدت لعينيه من قبل، وقد يكون غَفِل عنها أو أغفَل نفسه عنها عمدا في محاولاته القديمة للهروب من مواجهة أخطاء ما في نمط حياته أو تفكيره أو تعامله أو في وعي جديد يطرق أبوابه.

تدفع النهايات الإنسان وخصوصا بوجود الوعي والتنبه والاعتراف، ثم تدفعه القوة الحقيقية في مواجهة النفس والأخطاء ونقاط الضعف بالإضافة إلى وجود الرغبة الحقيقية في التعديل والإصلاح إلى نوع معين ومختلف من التفكير والسلوك. ففي بداية نهاية سنة ما أو تجربة ما أو علاقة ما أو عمل ما، سيجد الإنسان نفسه مرغما على تقبل حياة جديدة ومشاعر جديدة بوعي جديد.

ستسأل: وهل نتائج هذه النهاية والبداية هذه ستكون سلبية أم إيجابية؟ جوابك عندك، ابحث عنه في عقلك وفكرك ووعيك وملفاتك العقلية، ويعتمد كثيراً على مدى إيمانك بقدرة التجدد داخلك وعلى مدى صدقك مع نفسك في محاولات التغيير التي تمر بها وتسعى إليها، وبقدر إيمانك بربك وحسن ظنك به ونوع علاقتك معه فالخير كله مصدره منه وحده.

إيمانك بالتوسع والوفرة في الحياة يؤثر جدا في طبيعة ما سترى في حياتك القادمة الجديدة في سنتك الجديدة، ويقينك بوفرة الخيرات في عالم الله تعالى وما سخّره لعباده يؤثر جدا في مدى وكمية وكيفية استقبالك لهذه الخيرات والعطاءات المسخّرة منه سبحانه، وقد قال تعالى: (والسماء خلقناها بأيد وإنا لموسعون) إنّ الحياة واسعة الممكنات، واسعة الظروف، واسعة الاحتمالات والتغييرات والخيرات واسعة الخيارات، عندما تعتقد أنت بذلك ضمنياً في داخلك.

لا تضيّق على نفسك بضيق الأفكار وقلة الأشخاص وندرة الاحتمالات، فحين لا تعلّق راحتك وسعادتك بوجود شخص أو شيء أو مكان أو لقب، فأنت تشتري مساحات كونيّة لعالمك وحياتك بابتسامة قلبية تزرع فيك الإيمان أن الكون واسع بكل خياراته التي خُلقت لك، فمن لم يدرك قيمتك فلا حرج لربما الغبار كثيف في عينيه، تذكر حقيقة مهمة (أنك في غنى حقيقي عنه) هي حقيقة، لا تحتاج منك إلا أن تزيل غبار التعلق وتفتح قلبك وذراعيك لتتلقى خيرات وخيارات آن لك أن تراها.

إنّ إيمانك بتدفق الممكنات ووجودها، هو جزء من إيمانك بخالقك العظيم الذي سخّر الوجود لعباده العاملين. فقط، افتح آفاق عيني بصيرتك لترى ما لم يره بصرك بعد.