Ali
Ali
أعمدة

أوراق: أخلاقيات التصوير

25 ديسمبر 2019
25 ديسمبر 2019

علي بن خلفان الحبسي -

[email protected] -

تحفل الساحة المحلية بالعديد من المواهب والخبرات، واستغلت هذه المواهب العديد من وسائل التواصل لكي تثبت مواهبها وثقافتها.

من هذه الفئات «مصورون» لا يتبعون جهات إعلامية رسمية، وإنما جعلوا من هواتفهم محطات بث مباشر، بعضهم ينقل الكلمة الصادقة عبر الصورة، وآخرين يشوهون مجتمعات وأسر وأفراد ودول، ويطمسون عادات وتقاليد، ويضربون بكرامة الإنسان عرض الحائط، ويفتتون أسر، وربما تؤدي رسائلهم وصورهم إلى أبعد مما نتصور أو تصوره كاميراتهم.

الكل اليوم يحمل الكاميرا، فهي تتواجد في هواتفهم صغارا وكبارا، رجالا ونساء، في قاعات الأعراس والمناسبات حتى الأسرية التي يمنع دخولها لغير الأقارب، وهم لا يدرون بان الزوار قد دخلوا هذه المناسبات عبر كاميرات هواتفهم فتنقل الحدث مباشرة، فهي تسبق كافة وسائل الإعلام المعروفة.

رسائل صوتية وصور ترصد تفاصيل أكلهم ومشربهم، بدءا من المطبخ وحتى طريقة التهام الطعام، صور تنشر تفاصيل سفرهم بكل بتفاصيله والتي لا تعني للمتلقي شيئا، فهناك بشر سافروا الفضاء ولا يعرفهم أحد، وغيرهم حققوا الإنجازات وأيضا لم نسمع عنهم، وبعض البشر سبحان الله كما يقول المثل «شاه وطايحة في شعير» ماذا تستفيد البشرية من تفاصيل الأسر ومواقفهم المضحكة، وأحداث خاصة فيها نواح وعويل؟ بل حتى أن بعض المشاهد دخلت فيها المشاهد الدموية وأناس تحتضر.

هذه الصور وهذه المقاطع الصوتية- خاصة الفاضحة منها- ما هي إلا رصيد في ميزان السيئات لصاحبها، لأن بانتشارها عبر وسائل التواصل ستنتشر حتما كالنار في الهشيم، وسيجني ناشرها جزء كبير من ذنوبها وسيجني البقية جزءا من هذه الذنوب، ويمكن لوسائل التواصل وكاميرات هواتفنا أن تعلم البشرية وتنشر العلم النافع والمعلومة والتجربة الهادفة للشعوب، لا أن تكون وسائل هدم للدول والمجتمعات والأفراد، فكم من القضايا اليوم تشهدها أماكن القضاء سببها سوء استخدام هذه التقنية المفرطة.

أيضا هناك أياد لا تعي ما تقوم به من سلوكيات، خاصة الأطفال الذين يملكون هذه الهواتف بكل تقنياتها، فيجب أن يكون للأسرة والمجتمع والمدرسة دورا هاما في توعيتهم من مخاطر استخدام هذه الهواتف، وأضرارها، وسلبيات استخداماها في التطفل على خصوصيات الآخرين، بل حتى على أسرهم، عندما يستغلون هذه الهواتف في كل شاردة وواردة. أخيرا.. أفترض أن معظم الشائعات هي مزيج من المعلومات المتسربة والتصورات المذهلة للعديد من رواة القصص، وبالطبع فالأمل في أن الأمور ليست مملة في الواقع كما تبدو على السطح «ماكس فري».