مرايا

ثالث الأمراض السرطانية بالسلطنة - د. يوسف الملا: سرطان القولون لم يعد مرض المسنين فقط

25 ديسمبر 2019
25 ديسمبر 2019

تستمر سلسلة الرعب والخوف من السرطان، على الرغم من أن البعض كان يعيش مع أنواع مختلفة من السرطان، إلا أن سرطان القولون لا يزال سراً. الخطر هو أنه ينتشر بين الشباب في سن الثلاثين الآن، ومن المثير للدهشة أن لديه خاصية جديدة لا تزال قيد الدراسة لأنها تؤثر على حقبة من البشر في الثلاثينيات، بسبب بعض التغييرات الجينية التي تحتاج إلى مزيد من الدراسات الخاصة. ومع ذلك، تكمن المشاكل في انتشاره بين الشباب في الثلاثينات بدون تاريخ عائلي بالمرض.

ويوضح الطبيب بوزارة الصحة د. يوسف بن علي الملَا أنه على الرغم من أن مرض سرطان القولون لا يزال نادرًا مقارنة بالأنواع الأخرى من الأمراض المسرطنة على مستوى العالم، حيث يصيب حوالي 4% من البالغين على مدار حياتهم، إلا أن آخر إحصائية بالسلطنة لعام 2016 بينت 151 حالة قد سجلت إصابتهم بهذا النوع من السرطان على مستوى السلطنة، إضافة إلى ذلك يعد هذا النوع بالمرتبة الثالثة من الأمراض السرطانية بعد سرطان الثدي والغدة الدرقية بالسلطنة.

إلا أن المثير للاهتمام أنه وعلى مستوى العالم، فان سرطان القولون والمستقيم أصبح شائعًا بشكل متزايد لدى الشباب، حتى مع انخفاض معدل الإصابة بين كبار السن، وقد ظهرت التقارير الأولى عن ارتفاع عدد المرضى الأصغر سناً منذ عقد، حيث عزا الباحثون ارتفاع سرطان القولون والمستقيم بين الشباب إلى عدة عوامل، بما في ذلك ارتفاع معدلات السمنة وسوء التغذية وعوامل نمط الحياة مثل قلة النشاط البدني، وشرب الكحول إضافة للتدخين.

ويضيف: إذا نظرنا بعمق إلى العديد من الدراسات، فإن سرطانات القولون والمستقيم، نجدها أكثر عند الشباب بسبب متلازمات السرطان الوراثي (طفرة وراثية في الجينات المسببة للسرطان) وتزداد أهميتها في الارتباط مع تاريخ العائلة، ولكن يجب أن أذكر هنا، بأنه لا يوجد سبب واضح جدا في غالبية المرضى الشباب!

علاوة على ذلك، نلاحظ في الوقت الحاضر أن الأشخاص الأصغر سنا يتناولون كميات أقل من الألياف ويتناولون أطعمة أكثر معالجة من الأجيال السابقة، وهذه هي عوامل الخطر المعروفة لسرطان القولون والمستقيم، إضافة إلى اللحوم المصنعة واللحوم الحمراء.

وأشار أيضا أنه من ناحية أخرى فاننا نرى ارتفاع معدلات السمنة بين الشباب، وهي نقطة مخيفة تحتاج إلى متابعة وحصر مستمر في مجتمعنا الفتي، وخاصة من خلال زيادة الوعي في وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المختلفة.

ومن هنا يجب أن نعي أن أكثر الأشياء تدميراً في سرطان القولون والمستقيم، هو أن المرضى الأصغر سنأ غالباً ما كانوا بطيئين في التعرف على أعراضهم، كما أن هنالك الكثير من التأخير في تشخيص الشباب، لأن بعض أطبائهم لا يدركون أن هكذا نوع من الأورام قد تصيب أشخاصا في مثل هذا السن المبكر. ومع ذلك، فإن مثل هذا النوع من السرطان ان تم اكتشافه مبكرًا يمكن الوقاية منه، أو على الأقل سيزداد معدل بقاء المريض على قيد الحياة بشكل كبير.

لهذا السبب، خفضت العديد من جمعيات السرطان في جميع أنحاء العالم من العمر الموصى لفحص سرطان القولون والمستقيم من 50 إلى45 عاما، لأن معظم أنواع السرطانات التي تحدث قبل 50 هي خلال الأربعين عاما من عمر الانسان، وبلا شك قد يحتاج الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بسرطان القولون والمستقيم بسبب تاريخهم العائلي أو بعض الحالات الصحية المرتبطة إلى بدء الفحص قبل سن 45.

الأعراض

ويتابع موضحا: وبالتالي، إذا كان الشخص لديه أعراض القولون فعليه المتابعة مع الطبيب، بغض النظر عن العمر. حيث إن الأعراض الأكثر شيوعًا لدى الشباب هي نفس الأعراض لدى المرضى المسنين وتشمل: الإمساك والبراز الدموي والنزيف والانتفاخ والإسهال والغازات والتشنجات والألم. ما أود التعبير عنه هنا هو أن يومًا أو اثنين من هذه الأعراض لا يعني أنك مصاب بسرطان القولون، ولكن إذا استمر لمدة أسبوعين أو ثلاثة أسابيع على سبيل المثال، فعليك بالتأكيد التفكير في إجراء الاختبارات.

ومع ذلك نلاحظ أن الكثير من الشباب غير مدركين ببساطة أن أعراض مثل نزيف المستقيم في سن مبكرة قد تكون ناجمة عن سرطان القولون والمستقيم، وخوفًا من إجراء تنظير القولون للأسف، حيث يمتنع معظم الناس من الذهاب إلى الطبيب.

وحقيقة هنا يجب الإشارة أنه بغض النظر عن الفحص المختار، فإن الأهم هو إجراء الفحص سواء باستخدام الاختبارات القائمة على البراز، أو تلكم الفحوصات البصرية المرتبة بالمناظير علي سبيل المثال. الجدير ذكره انه اذا كان هنالك تحفظ لدى المريض لاختبارات البراز أو التنظير، فان هنالك دراسات بينت ان استخدام فحص الدم الحديث والذي يطلق عليه (الخزعة السائلة) بشكل روتيني، بحيث يقوم أخصائي الرعاية الصحية مثلا بجمع عينة روتينية من الدم يتم تحليلها بعد ذلك بفحص دم يسمى (سي ام اكس) لمعرفة ما إذا كانت هناك خلايا سرطانية متداولة بالدم. الأمر الذي سوف يساعد بطبيعة الحال في العثور على أدلة مرتبطه بسرطان القولون والمستقيم في مراحله المبكرة وحتى مرحلة ما قبل السرطانية. طبعا ما زال الفحص قيد الدراسة، ولكن مع ذلك هنالك مؤسسات طبية بدأت بالفعل باستخدامه للفحص والاكتشاف المبكر لسرطان القولون، حيث أنه يمكن استخدامه ايضا لفحص أنواع أخرى من السرطان، مثل سرطان الثدي والرئة والبروستاتا.

ويؤيد د. يوسف الملا مبدأ الفحص المبكر، لا سيَما بالنظر إلى الآثار المدمرة للسرطانات المتقدمة في العائلات الشابة والأفراد الذين بدأوا للتو سنواتهم الأكثر إنتاجية. بالأخير نحتاج أن ندرك أن سرطان القولون لم يعد مرض المسنين فقط، لذلك إن كانت لديك أية أعراض مماثلة أو شكوى رجاء تكلم!