1404202
1404202
العرب والعالم

قادة الصين واليابان وكوريا الجنوبية يبحثون نزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية

24 ديسمبر 2019
24 ديسمبر 2019

بولتون: بيونج يانج تشكل تهديدا «وشيكا» -

تشينجدو - واشنطن - (د ب ا - أ ف ب)- أكد قادة كوريا الجنوبية واليابان والصين أمس أنهم يسعون لنزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية عبر السبل السلمية، كما شددوا على أهمية تعزيز التجارة الحرة متعددة الأطراف.

ونقلت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للأنباء عن رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانج القول في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الكوري الجنوبي مون جان ان ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي « لقد أجرينا مباحثات مفصلة بشأن الأوضاع الأمنية في شبه الجزيرة الكورية على وجه الخصوص».

وأكد المسؤولون الثلاثة أن نزع السلاح النووي في شبه الجزيرة وإقامة سلام دائم يمثلان هدفين مشتركين لهما، كما أنهم اتفقوا على أن المفاوضات هى الحل الوحيد لتحقيق هذه الأهداف.

وأضاف لي كه تشيانج «الدول الثلاث سوف تستمر في العمل معا لحل المشكلة بصورة سياسية».

وقال الرئيس الكوري الجنوبي إنه اتفق مع رئيسي وزراء الصين واليابان على الاستمرار في التواصل والتعاون من أجل عملية السلام الكورية.

وأضاف» نحن نؤمن أن السلام في شبه الجزيرة الكورية يصب في مصلحة الدول الثلاث، واتفقنا على بذل جهود مشتركة من أجل تحقيق تقدم ملموس في جهود نزع السلاح النووي والسلام عبر الحوار بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة الأمريكية».

وأدان شينزو آبي بيونجيانج على خلفية إجراء اختبارات « صواريخ باليستية» ووصفها « بالتهديد الخطير» للأمن الإقليمي.

وقال آبي إن الدول الثلاث تعتقد أنه من المهم التطبيق الكامل لقرارات مجلس الأمن الدولي بشأن كوريا الشمالية والإبقاء على زخم الحوار بين واشنطن وبيونج يانج.

وتعهد القادة الثلاثة بتعزيز التجارة الحرة متعددة الأطراف في المنطقة، وتبنى بيان مشترك بشأن التعاون خلال العقد المقبل.

وناقش مون وآبي خلال أول لقاء مباشر بينهما منذ 15 شهرا قضية العمالة أثناء وقت الحرب والمسائل المتعلقة بالتجارة.

وكانت محكمة كورية جنوبية قد قضت بإلزام شركات يابانية بتعويض ضحايا كوريين جنوبيين من العمالة القسرية التي كانت تمارس خلال استعمار اليابان الذي امتد 35 عاما لشبه الجزيرة الكورية، وأدى لتدهور العلاقات الثنائية بين الدولتين بصورة كبيرة لأعوام.

وبعد صدور القرار، فرضت طوكيو قيودا على الصادرات الكورية الجنوبية.

وقال آبي الجمعة الماضية إن حكومته ألغت جزئيا قيودا على صادرات المنتجات التكنولوجية من كوريا الجنوبية، ولكن مون قال إنه يجب إلغاء جميع القيود المفروضة على الصادرات على الفور.

ووافق مون على طلب آبي باستمرار تقديم الدعم لجهود بلاده لحل قضية اليابانيين المختطفين لدى كوريا الشمالية منذ عقود.

وعلى الرغم من عدم إحراز تقدم فيما يتعلق بالقضايا الشائكة الأخرى، إلا أن مون وآبي أعربا عن رغبتهما في تحسين العلاقات بين بلادهما عبر التبادل رفيع المستوى.

وقال آبي للرئيس الكوري الجنوبي «أتمنى تحسين هذه العلاقة المهمة وكلي لأمل في تبادل صريح لوجهات النظر معك».

من جهته انتقد مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق جون بولتون بشدة سياسة الرئيس دونالد ترامب تجاه كوريا الشمالية، محذرا من أن الدولة النووية الآسيوية تشكل تهديدا «وشيكا».

وبولتون الذي أقيل من منصبه في سبتمبر الماضي بسبب خلافه مع ترامب حول العديد من القضايا، وخاصة كوريا الشمالية، قال في تغريدة «هناك خطر وشيك على القوات الأمريكية وقوات حلفائنا، والمطلوب سياسة أكثر فاعلية قبل أن تتمكن كوريا الشمالية من امتلاك تكنولوجيا نووية قادرة على تهديد الأراضي الأمريكية».

وكان المستشار السابق، الذي يعد من الصقور فيما يتعلق بكوريا الشمالية، قد شكك بشكل واضح بنتائج القمة بين ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون عام 2018، وحض حينها الرئيس الأمريكي على توخي الحذر.

بعدها وصلت المفاوضات النووية بين واشنطن وبيونج يانج إلى طريق مسدود مع انهيار القمة الثانية بين الزعيمين في هانوي بداية العام. وتوعدت كوريا الشمالية بـ«هدية عيد ميلاد» مشؤومة ان لم تقدّم واشنطن تنازلات بحلول نهاية ديسمبر لاستئناف المفاوضات.

وفي مقابلة مع موقع أكسيوس أمس الأول أعرب بولتون أيضا عن اعتقاده بأن إدارة ترامب لا يبدو انها تنوي حقا منع بيونج يانج من التحول الى قوة نووية قادرة على استهداف دول أخرى، وإلا «لكانت اتبعت مسارا مختلفا».

وأضاف «فكرة أننا نمارس ضغوطا قصوى على كوريا الشمالية هي للأسف غير صحيحة».

وفي حال قيام كوريا الشمالية بإجراء تجارب كبيرة أو استفزازات اخرى بعد انتهاء المهلة لاستئناف المفاوضات، قال بولتون إنه يأمل أن تقرّ واشنطن بالخطأ وتعلن «لقد خضنا التجربة، وهذه السياسة فشلت».

وأشار الى أنه يتعين على الولايات المتحدة بعد ذلك العمل مع الحلفاء لإظهار أنه «عندما نقول ان هذا الأمر غير مقبول، فنحن سنثبت بأننا لن نقبله».

وانتقد بولتون ايضا قول ترامب إن تجارب الصواريخ الكورية الشمالية القصيرة المدى لا تزعجه.

وقال «عندما يقول الرئيس، -حسنا، أنا لست قلقا بشأن الصواريخ قصيرة المدى- فهو يقول أنا لست قلقا من الخطر المحتمل على القوات الأمريكية المنتشرة في المنطقة أو على حلفائنا الذين نرتبط معهم بمعاهدة، كوريا الجنوبية واليابان».

وأضاف بولتون «مرت ثلاث سنوات على هذه الادارة دون إحراز أي تقدم ملحوظ لدفع كوريا الشمالية لاتخاذ القرار الاستراتيجي بوقف السعي لامتلاك أسلحة نووية» ، لافتا إلى أن «الوقت هو إلى صالح الداعمين لانتشار الأسلحة النووية».