المنوعات

توصيات بإنشاء مركز علمي وتشجيع دراسة أدب الرحلات وإبراز أهمية السلام والتسامح في تعزيز العلاقات

24 ديسمبر 2019
24 ديسمبر 2019

مؤتمر «تاريخ العلاقات بين العالم الإسلامي والصين.. عمان نموذجا» يختتم أعماله -

اختتم المؤتمر الدولي «تاريخ العلاقات بين العالم الإسلامي والصين.. عُمان نموذجاً» أمس أعماله ومعلنا عن عدد من التوصيات المهمة.

فقد أوصى المؤتمر - الذي أقيم على مدى يومين في العاصمة مسقط ونظمته هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، بالشراكة مع مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية (آرسيكا) التابع لمنظمة التعاون الإسلامي، والأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، أوصى بعدد من الأمور، أهمها إبراز أهمية السلام والتعايش السلمي وقيم التسامح والعيش المشترك في تعزيز العلاقات بين العالم الإسلامي ودول العالم المختلفة، وتشجيع الحوار بين الحضارتين الإسلامية والصينية وما تنبثق عنهما من نظريات فلسفية وممارسات ثقافية مشتركة، وإجراء المزيد من الدراسات والبحوث حول العلاقات بين سلطنة عُمان والصين ودول العالم الإسلامي، لإبراز تأثيرات الثقافتين الإسلامية والصينية، وإعداد دراسة حول إمكانية إنشاء مركز علمي يُعنى بالعلاقات بين دول العالم الإسلامي وسلطنة عُمان والصين.

كما أوصى المؤتمر إلى عقد المزيد من المؤتمرات الدولية والندوات العلمية التي تدعو لدراسة العلاقات التاريخية والسياسية والاقتصادية والثقافية والحضارية بين سلطنة عُمان والصين ودول العالم الإسلامي وتبادل الخبرات بين المؤسسات العلمية والثقافية بين البلدين، وتشجيع دراسة أدب الرحلات وإسهامه وتأثيره في التواصل الحضاري والثقافي بين العالم الإسلامي والصين، والتنسيق بين مراكز البحوث العلمية والجامعات بالدول الإسلامية لتشجيع واستقبال الباحثين الصينيين والعرب والمسلمين لإعداد البحوث والدراسات المشتركة في الجوانب التاريخية والاقتصادية والثقافية، وتشجيع التنقيب والبحث عن الآثار والمحافظة عليها، وترميمها، حيث أنها تعد مصدراً أساسياً ومكملا للوثائق والمخطوطات في توثيق المعلومات التاريخية والحضارية.

ومن التوصيات تشجيع مراكز البحث العلمي لإجراء المزيد من الدراسات حول أهمية طريق الحرير ودوره في نشر الإسلام في الصين، والاهتمام بالتاريخ الشفوي لما يمثله من إثراء المعلومات التاريخية والوثائقية والتي تُعنى بالعلاقات بين دول العالم الإسلامي وسلطنة عُمان والصين، ودراسة إمكانية إصدار مجلة علمية مُحكمة متخصصة في تاريخ العلاقات بين العالم الإسلامي وعُمان والصين.

جلسات نقاشية

وقبل إعلان التوصيات، شهد اليوم الثاني من المؤتمر، يوم أمس، إقامة 3 جلسات نقاشية،

وأدار الجلسة الأولى البروفيسور وانج لينكونج نائب المدير العام بمعهد دراسات غرب آسيا وأفريقيا الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية بالصين، شملت على خمسة أوراق عمل، حيث قدم البروفيسور لي لين بمعهد الأديان العالمية بالصين الورقة الأولى حول « توطين الإسلام في الصين من خلال العلاقة بين الشريعة الإسلامية وقانون الدولة» العلاقة بين قانون الدولة والشريعة الإسلامية خلال حكم أسر مختلفة، وتثبت إلى أن الشريعة الإسلامية قد تطورت من «العادة» إلى «المؤسسة»، ثم إلى «مصادر المعيشة» في التاريخ الصيني، وفي الورقة الثانية قدم البروفيسور أوزكان عزمي، من منظمة التعاون الإسلامي ورقة بعنوان «جامعة بكين الإسلامية التي أنشأت عام ١٩٠٨ والعلاقات العثمانية الصينية» تروي هذه الورقة قصة أول جامعة إسلامية تأسست في بكين ومساهمتها في العلاقات بين العثمانيين والشعب الصيني. حيث أن تاريخ العلاقات بين تركيا والصين قديما للغاية، وروى التاريح أن العالم المسلم المشهور وانغ هاورين زار اسطنبول بعد رحلة الحج في مكة عام 1906، وكان في استقباله السلطان عبد الحميد الثاني بنفسه، وفي الاجتماع بينهما تم الحديث عن تأسيس جامعة في بكين.

فيما عنونة الورقة الثالثة «تجار خوقند كوسطاء في التجارة الدولية بين إمبراطورية تشيينغ ودول وسط آسيا الأخرى» لدكتور محمودوف شيرزودون من أكاديمية العلوم الأوزبكية معهد التاريخ أوزبكستان، وفيها تناول ديناميكية نشاط تجار خوقند ودورهم في العلاقات التجارية بين الصين ودول آسيا الوسطى.

وقدم الدكتور محمد بن سعيد المقدم، عضو مجلس إدارة جمعية التاريخ العمانية، الورقة الرابعة بعنوان « رحلات أمير البحر الصيني تشنغ خه ١٤٠٥-١٤٣٥، أكد فيها على العلاقات التاريخية بين عمان والصين علاقات قديمة وجديدة ومتجددة عبر العصور التاريخية حتى عصرنا هذا.

فيما ختم البروفيسور ليو يهونج الجلسة الأولى بالورقة الخامسة بعنوان «كيفية تحقيق الحوار بين الحضارتين العظيمتين النظريات الفلسفية والممارسات الثقافية» وفي هذه الورقة تتبع التطور التاريخي الطويل للإسلام في الصين واستعرض التبادلات الثقافية النشطة بين الصين والدول العربية في هذه الأيام.

فيما ترأس البروفيسور لي هي سوو الجلسة الثانية وقدم فيها ست أوراق عمل ناقشت العلاقات الاقتصادية العمانية الصينية، قدم فيها البروفيسور صادق يوناي، منظمة التعاون الإسلامي، ورقته بعنوان «العلاقات الاستراتيجية والاقتصادية بين عمان والصين» تدرس هذه الورقة تطور العلاقات الاستراتيجية والاقتصادية بين الصين وسلطنة عمان مع الإشارة بشكل خاص إلى قطاع الطاقة، والمشاريع المشتركة في دول العالم الثالث.

وجاءت الورقة الثانية بعنوان «العلاقة الاقتصادية بين الصين ومبادرة الحزام والطريق» لدكتور تونج فيي، الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية الصينية قال فيها: «يعد موقع عمان مهم للغاية بسبب ارتباطه بالشرق الأوسط وأفريقيا، فمنذ أكثر من ألفي عام أقامت الصين وعمان على طريق الحرير القديم روابط تجارية بواسطة سفن الشحن الخشبية، وتقوم سلطنة عمان الآن بتنويع اقتصادها بعيدًا عن الاعتماد المفرط على النفط متجهة نحو التنمية المستدامة».

وناقش البروفيسور ويي مين في الورقة الثالثة «الصناعة في دول الشرق الأوسط عبر نموذج مبادرة الحزام والطريق».

واستعرض صالح بن حمود الحسني مدير عام خدمات المستثمرين في هيئة المنطقة الاقتصادية بالدقم ورقة العمل الخاصة بالمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم بعنوان «بوابة عمان إلى العالم» قدم فيها نبذة مختصرة عن المنطقة باعتبارها أكبر منطقة اقتصادية خاصة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا و واحدة من أكبر المناطق الاقتصادية في العالم.

واختتمت الجلسة الثانية من اليوم الثاني بالورقة السادسة «جهود حكومة سلطنة عمان في تفعيل الاستثمار وتسهيل ممارسة الأعمال» للمهندس إبراهيم المعمري الرئيس التنفيذي لمركز الاستثمار بوزارة التجارة والصناعة، تناولت جهود حكومة سلطنة عُمان في تفعيل الاستثمار وتسهيل ممارسة الأعمال من خلال إنشاء مركز خدمات الاستثمار بوزارة التجارة والصناعة.

واختتم المؤتمر الدولي بورقتي عمل ألقيت في الجلسة الثالثة التي ترأسها البروفيسور لي لين من معهد الأديان العالمية بالصين، قدم فيها الدكتور ياو هوينا أستاذ بمعهد دراسات غرب آسيا وأفريقيا الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية بالصين، حيث أثبت فيها بأن الحروب أدت إلى انتقال المركز الاقتصادي من شمال الصين إلى جنوبها بعد منتصف عهد أسرة تانغ إلى استبدال طريق الحرير البري بطريق الحرير البحري، ويعكس انتشار الإسلام في الصين عبر طريق الحرير البحري خصائص التبادل بين الحضارات.

والورقة الثانية كانت «مبادرة الحزام والطريق والتعاون بين الصين والإسلام كيفية تحقيق النجاح لكل الأطراف» للبروفيسور شيويه لي، وفيها وضحت التنافس السلمي بين الحضارات، في ظل خلفية مبادرة الحزام والطريق حيث تجني الصين والدول الإسلامية بناءً على التشابه والتكامل فيما بينها نتائج مربحة للجانبين.