hamda
hamda
أعمدة

«افحصْ - قِسْ - تحرّكْ»

22 ديسمبر 2019
22 ديسمبر 2019

حمدة بنت سعيد الشامسية -

[email protected] -

من المبادرات الجميلة التي فازت بجائزة أفضل الممارسات في مجال الضمان الاجتماعي التي تطلقها الجمعية الدولية للضمان الاجتماعي (إيسا)، الحملة التي أطلقتها المكسيك بعنوان افحص - قس - تحرك وذلك للتوعية بأكبر المخاطر الصحية التي تعاني منها المكسيك وهي السمنة بهدف السيطرة عليها، وتتضمن استراتيجية الحملة دعوة الأفراد إلى المراكز الصحية التابعة لمنظمة الضمان الاجتماعي لإجراء القياسات والفحوصات اللازمة، وتزويدهم بالمعلومات المهمة حول التغذية السليمة للوقاية من السمنة، وقد استطاعت الحملة الوصول إلى 80% من العدد المستهدف، أي ما يقارب الخمسين مليون شخص من الفئة العمرية 13-65 من مختلف المستويات الاجتماعية والاقتصادية، باستخدام كافة وسائل الاتصال، وتعد المكسيك وفقًا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية من ضمن الدول التي تشهد أعلى مستوى للسمنة بين الأطفال، وهذا ما جعل هذه المبادرة تحصل على تأييد لجنة التحكيم في المنتدى الإقليمي للضمان الاجتماعي للأمريكيتين عامة كونها تشتمل على استراتيجية وقائية واضحة، وموجهه بشكل جيد، كخطوة أولى نحو تحقيق الأهداف الصحية للبلاد، وهي رسالة قوية بأهمية اتخاذ إجراءات استباقية للحد من المخاطر التي تغطيها أنظمة الحماية الاجتماعية.

وتعد السمنة من الظواهر الصحية واسعة الانتشار على مستوى العالم، بما ينشأ عنها من أمراض غير سارية، تشكل عبئا كبيرا على موازنات الحماية الاجتماعية على مستوى العالم.

على الصعيد المحلي، فإن السلطنة هي أيضا شهدت تحولا كبيرا في انتشار الأمراض غير السارية وعلى رأسها: مرض السكري، وأمراض القلب، والجهاز الدوري والسرطان وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة، التي باتت تشكل السبب الرئيس في 71% من الوفيات في الفئة العمرية من 30 إلى 70 سنة وفقًا لوزير الصحة في كلمته أمام الاجتماع العالمي لمنظمة الصحة العالمية بشأن الأمراض غير السارية الذي استضافته مسقط العامرة.

وقد اتخذت السلطنة مجموعة من التدابير مؤخرًا للحد من هذه الأمراض ومنها انضمامها إلى (شراكة المدن العالمية) وهي شبكة عالمية لمعالجة الإصابات والأمراض غير السارية، كما فرضت السلطنة ضريبة على المشروبات السكرية، وقللت الملح المستخدم في الخبز وغيرها من التدابير التي تسعى من خلالها السلطنة إلى الحد من الانتشار المخيف لهذه الأمراض، وما يترتب عليها من تبعات، على نوعية الحياة بالنسبة للأفراد، وما تشكله أيضا من عبء على الاقتصاد القومي.