oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

البيانات والتنمـية المسـتدامة

22 ديسمبر 2019
22 ديسمبر 2019

تقوم التنمية الحديثة على مراعاة كافة الجوانب في مختلف القطاعات، بحيث يكون هناك تكامل ملحوظ من خلاله تتحقق وحدة الهدف باتجاه المرامي والأهداف الاستراتيجية والمستقبلية لأي مجال كان.

في هذا الباب تأتي جملة من الأمور التي يجب وضعها في الاعتبار كعناصر أبجدية ومهمة وعلى رأسها المعلومات والبيانات والأرقام.

ومن الضروري أن ندرك أن هناك فرقاً بين البيانات والمعلومات فالأولى عبارة عن معطيات أو سلسلة لحقائق موضوعية لكنها غير مترابطة ما يتطلب العمل والاشتغال عليها للوصول إلى التوظيف السليم لتصبح لها خاصية المعلومة، أما في حالة المعلومات فنحن أمام كتلة أو مادة خام من العلم والمعرفة باتجاه أمر معين تشكلت بعد الاشتغال على البيانات.

واليوم فإن إدارة البيانات وتحريكها لصالح الأهداف الوطنية أو أي مشروعات معينة، يتم عبر الحواسيب والتحكم في الخوارزميات؛ هذه الآليات العديدة التي يصب جوهرها في فلسفة التطور الملحوظ في العالم المعاصر من خلال نسيج التقنية والذكاء الاصطناعي.

إن جمع وتحليل ما يعرف بـ «الداتا» يلخص فيما اصطلح عليه بعلم البيانات «داتزيم» الذي نشأ بشكل واضح في السنين الأخيرة، في حين أطلق هذا المصطلح في عام 2013 ليصبح واحداً من أدوات الاشتغال في مسائل الحياة الحديثة ونقلها إلى آفاق جديدة.

والجانب المهم في جوهر هذا الأمر بالنسبة للحكومات أو شركات القطاع الخاص أو المؤسسات بسائر أنواعها بشكل عام، هو تلك القدرة على الفرز الموضوعي بين البيانات «الداتا» والمعلومات، ففي بلدان كثيرة يحدث هذا الخلط الذي يؤدي إلى نتائج غير سليمة لاحقاً في التحليل غير الموضوعي.

فالبيانات دائما هي معطيات قد تقودنا لنتائج إذا ما عرفنا كيف نتحكم فيها ونديرها بالشكل السليم، في حين أن المعلومات هي مادة خام تشكلت عن هذه البيانات، بيد أنها تتطلب التوظيف ويكون الاشتغال عليها لتتحول إلى برامج ومشروعات وصناعات الخ..

في إدارة البيانات فإن التحدي أحياناً يكون أصعب من إدارة الجانب المعلوماتي لأن طبيعة البيانات متنوعة وهي افتراضات أولية في الغالب قبل أن تكون صالحة لتصبح لها القدرة على التهيؤ لتوجد مادة خام معلوماتية.

وما لم يكن ثمة مراكز للفرز وقدرات كبيرة في المؤسسات تعرف ما الذي يجب أن يتم التفكير فيه بالضبط من خطط واستراتيجيات وما هي الأولويات بل مفاتيح الانطلاق، فالغالب انه سوف يحدث إرباك يقود لنتائج غير جيدة.

ثمة آفاق كثيرة لتطور العمل البياني في السلطنة وهناك اشتغالات جيدة تتم في هذا الإطار عبر الحوسبة ونقل العمل في مجال البيانات إلى الفضاء الإلكتروني، وهذا يُمكِّن من التحول إلى فجر جديد تسهل فيه العمليات المنشودة لتحقيق الفائدة من العمل البياني، بأن يكون لبنة للتنمية الشاملة بالشكل السليم.

أخيراً فإن أي جهود حتى لو لم تكن منظورة في الراهن فهي سوف تعطي ثمرتها دون ريب في الزمن المقبل، فقط يبقى العمل والاجتهاد هو الأساس في أي نوع من التطوير المنشود.