oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

تحفيــز روح الإبــداع

21 ديسمبر 2019
21 ديسمبر 2019

ربما كانت مقولة الإبداع في عالم اليوم هي التي تقود مسارات التطوير والتحديث وصناعة الاقتصاديات الجديدة في الدول، ليس هذا بالشيء الجديد؛ لكن المهم في هذا الإطار هو القدرة على تحفيز هذه الجوانب ونقلها إلى أرض الواقع العملي، ومن هنا تأتي أهمية المؤتمرات والندوات وورش العمل التي تعالج هذه القضايا، والأهم أنها تخرج ببرامج عمل تجد طريقها مباشرة للتنفيذ وليس مجرد توصيات.

لقد تعلمنا من إرث النهضة العُمانية المتراكم عبر خمسة عقود أن الطريق المختصر هو البرامج والتنفيذ، وأن التوصيات قد لا تصل في بعض الأحيان وربما في الغالب إلى الميدان، وكانت برامج سيح الشموخ في عام 2013 أبرز مثال على ذلك عندما أكد جلالة السلطان المعظم - حفظه الله ورعاه - على أنه لابد من برامج مباشرة وليس مجرد توصيات قد ترى النور أم لا، بالفعل كنّا قد رأينا ما تمخض وقتها من برامج متعلقة بتطوير المشاريع الصغيرة والمتوسطة وقيام صندوق الرفد ومؤسسات دعم ريادة الأعمال، الأمر الذي أنعكس على واقع السوق الاقتصادية في البلاد.

هنا يمكن الحديث عن أن البرامج التي تجد الطريق إلى الواقع العملي هي الطريق الأسلم للوصول إلى العصر الجديد وتجاوز التحديات، ومن خلال التنفيذ والمراجعات والمراقبة المستمرة للأداء، يمكن لنا استخلاص الأفضل فالأفضل، إلى تحقيق أعلى المعدلات المطلوبة في الأداء والإنتاج والريادة بأوسع المعاني المنشودة، مع النظر إلى أن المفاهيم والأفكار هي أمر متحرك لا يتوقف عند نقطة بعينها، ما يعني أن ما نصل إليه اليوم قد يكون مقنعاً لكنه حتما لن يكون له كامل الإقناع في المرحلة التالية، ما يتطلب العمل من جديد على المراجعات والتطوير المستمر للأفكار والمعاني المطلوبة.

الحديث عن تحفيز روح الإبداع في دولاب العمل الحكومي وفي القطاع الخاص وفي مجالات ريادة الأعمال والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة بالتحديد، كل ذلك يعني القدرة على استلهام الفكر العصري الجديد والاستفادة من التجارب الإنسانية في العالم المعاصر، ولم يعد ذلك صعباً مع وجود الوسائط الحديثة والانترنت الذي يتيح نشر المعلومات والمعرفة والتلقي بسهولة فائقة لم تكن قائمة من قبل.

ما يجب التأكيد عليه أن روح الشباب هي الجوهر في هذه اللبنة المستقبلية في دعم مرتكزات الإبداع ودوره في الصناعات المحلية وحفز الاستثمارات بل كافة منظومات الإنتاج الاقتصادي، لهذا فإن العمل على تحفيز وتأكيد دور هذه الشريحة يأتي دائما في الأولويات بوصفهم رواد الغد المثمر والمشرق بإذن الله.

كما يجب التأكيد على أن معاني ومفردات الابتكار والإبداع وغيرهما متغيرة وليست ثابتة، ما يعيدنا إلى الفكرة السابقة من النظر إلى التحولات السريعة التي يتسم بها هذا العصر، ما يستدعي منا إيجاد القدرة الفائقة على التلقي والاستجابة وخاصية الفرز في الآن نفسه، بأخذ المفيد والإيجابي وعزل كل ما يعوق مسارات النظرة الأمثل للمستقبل.