1400350
1400350
المنوعات

الفائزون بمسابقة معرض الجمعية العمانية للفنون التشكيلية يتحدثون عن أعمالهم

20 ديسمبر 2019
20 ديسمبر 2019

بعد إنجازهم المراكز المتقدمة بأعمالهم التشكيلية -

متابعة ــ عامر بن عبدالله الأنصاري -

أعلنت الجمعية العمانية للفنون التشكيلية التابعة لوزارة شؤون الفنون يوم الأربعاء الماضي أسماء الفائزين في مسابقة المعرض السنوي العام للفنون التشكيلية في نسخته السابعة والعشرين، وذلك في حفل رعاه معالي درويش بن إسماعيل البلوشي الوزير المسؤول عن الشؤون المالية بمقر الجمعية العمانية للفنون التشكيلية، حيث حقق الجائزة الكبرى في المسابقة الفنان التشكيلي عدنان بن صالح الرئيسي عن عمله ضمن مجال الرسم والتصوير، فيما حقق المركز الأول في مجال الرسم والتصوير الفنان التشكيلي د. سلمان بن عامر الحجري، وحقق جائزة الأعمال التركيبية الفنان التشكيلي عيسى بن أحمد المفرجي، أما المركز الأول في مجال النحت والخزف فقد حققه الفنان التشكيلي علي بن سليمان الجابري، إلى جانب عدد من الفائزين في تلك المجالات في مراكز أخرى.

وللوقوف على تحليلات الأعمال الفائزة في الجائزة الكبرى والمراكز المتقدمة في مسابقة المعرض، تواصلت «عمان» مع الفائزين.

عندما يشرق الأمل

في الفن التجريدي، أي عمل تجريدي، وقد استخدمت فيه مواد مختلفة وألوانا من نوع أكرليك، وفكرة العمل تتحدث عن الأمل والتمسك به مهما كانت الظروف مليئة بالقسوة والشدة، ففي أسفل اللوحة يجد المشاهد إيحاءات لبعثرة من مجموعة من الحطام، يسودها اللون الغامق الأسود، وذلك استدلالا لعمق وقوة الأجواء السلبية المحيطة، ولكن سرعان ما يأتي النور من أشعه الشمس لتنير الأرض ببهجتها وألوانها الساطعة لتنشر الأمل مجددا، وهي دعوة للتفاؤل دائما مهما قست علينا الأيام».

وتابع الرئيسي حديثه قائلا: «الدائرة التي في منصف اللوحة بها منظر، إذا تم التركيز عليه يجد المتلقي منظرا لشلال ماء وبحيرة، وهذا به استدلال مرتبط بما بعد الشروق للأمل وانتشار البهجة والسعادة ويوم متجدد يحمل معه الأمل والتفاؤل».

أفق القرية

وبدوره تحدث الفنان التشكيلي الدكتور سلمان بن عامر الحجري عن عمله الفائز بالمركز الأول في مجال الرسم والتصوير، والذي حمل عنوان «أفق القرية»، حيث جاءت لوحته محاكية للطبيعة الصحراوية لولاية بدية بمحافظة شمال الشرقية.

وقال الحجري عن اللوحة: «رسمت اللوحة بأدوات اكريلك وأقلام ماركر على كانفس، وهي في مقاس 75 سنتيمترا في 75 سنتيمترا، وتروي اللوحة مشهدا في جنبات الولاية النائمة بين أحضان رمال الشرقية، الباردة شتاءً، والمعتدلة حرارتها صيفًا، وسماء تُظهر أجمل تفاصيلها في هدوء وصفاء القرية، تمتدُ بساتين النخيل، والأفلاج والبيوت الطينية تحيط بها الرمال من كل جهة، وتنتصر الطبيعة الخضراء في قلبها، في ولاية بدية بمحافظة شمال الشرقية من عُمان، ومن هنا ولدت اللوحة التي حملت عنوان (أفق القرية) التي تم تقديمها ضمن مجموعة أعمالي الأخيرة بعنوان (القرية)، مستدعيًا من ذاكرتي ملامح البيوت الطينية البسيطة، ومراتع الطفولة بين بساتين النخيل، بملامح الطبيعة المتجددة والمتغيرة في ألوانها وأشكالها بتغير فصول السنة».

وتابع: «أرى أن القرية مفهوم جمعي لدى كثير من العُمانيين، ومن هنا سجلت مشاهدي البصرية كما أود أن يراها أقراني، علَّها تلامس شيئًا من الذكريات، والحنين المتجدد، إذ إن علاقة العُمانيين بالقرية ليست منقطعة، بل مستمرة ومتكررة نهاية كل أسبوع، فقد اعتاد الكثير من العُمانيين العاملين في العاصمة مسقط على العودة إلى بلدانهم في المحافظات والولايات البعيدة والقريبة، وعليه؛ تتشكل الرؤية في هذا العمل من خلال استيضاح وتقصي لمفهوم القرية ومكانتها لدى الفنان والمتلقي في ذات الوقت، عبر طرح بصري معاصر، له قدرٌ جيدٌ من الخصوصية والتفرد».

واختتم الحجري حديثه قائلا: «إن القرية هي الأهم في رسم ملامح الشخصية في بدايات تشكلها، وفي تأطير معارفها الأولية تجاه النفس والكون في آن واحد، وهذا ما يجعلنا نشير إلى أنه ثمة علاقة جوهرية أخرى بين الطبيعة البكر والبيئة التي هيأها الإنسان؛ لتلبي احتياجاته الأولية من مسكن وملبس، وكلها متسقة في علاقات مدهشة غير متناقضة، أسوة بما يحدث في المدن. وعليه؛ فإن القرية تمثل التجربة الإنسانية الأهم التي يطرحها العمل الفائز والأعمال التي قدمتها ضمن سلسلة مجموعة (القرية) إذ القرية لم تكن يومًا ما بالمكان الهين كما يُنظر إليها من زاوية المؤطرين لكل شيء بمفهوم المدنية والتطور».

الخروج من المجهول

بصمة الفنان التشكيلي عيسى بن أحمد المفرجي واضحة في أعماله التركيبية، يستعمل فيها أدوات وبصمات تعكس هويته الفنية، ويستطيع المفرجي أن يشد انتباه لجان التحكيم رغم اختلافهم وذلك تنفيذا لفلسفته الفنية العميقة التي تربط الواقع في عمل فني لا يقل عمقا وأثرا على المتلقي، قدم المفرجي عملا في إطار زجاجي، في داخله امتداد لبحر وشاطئ، وفي مقدمته أحذية أطفال متراكمة تخرج من الإطار الزجاجي، وعلامة للمخرج الذي يشير إلى خارج الصندوق حيث تشكيلة السحاب التي يسقط عليها الضوء الأزرق، وصوت لموج بحر ينبعث من العمل.

وحول العمل الذي حمل عنوان «الخروج من المجهول إلى المجهول» قال المفرجي: «الخروج.. من المجهول إلى المجهول، اختلال ميزان العدالة، وتنامي الحروب المختلفة والصراعات وعدم العدالة والمساواة وأسباب مختلفة، جعلهم يعشون في مجهول، الخروج أصبح إلزاميا دون رغبة التفكير بحياة أفضل وأمن واستقرار، ولكنه الخروج لمجهول آخر، فكان البحر الطريق الإلزامي لهم، ذهبوا لحياة ومستقبل أفضل، ولكن الكثير منهم لقوا حتفهم غرقا في البحر، فبقيت أحذيتهم على الشواطئ، وهو حلم يقتل الكثير، الخروج من المجهول للمجهول، العدالة، السلام، والمساواة هو الحل لكل شيء».

الزمان والمكان (المزولة)

وحول فوز عمل الفنان التشكيلي علي بن سليمان الجابري في مجال النحت والخزف قال: «حمل العمل الفائز عنوان (الزمان والمكان - المزولة)، وهو في مجال النحت، والمواد المستخدمة في العمل الخامة رخام والخشب».

وأضاف: «مع كل إشراقة يتجدد العهد بالمكان فتعيد أشعة الشمس من خلال سقوطها على منحوتة الزمان والمكان (المزولة) ذاكرة الساعات الشمسية والمزولة والأسطرلاب والبوصلة وهي أدوات برع الإنسان في اختراعها وتطويرها واستخدامها ومنحوتة الزمان والمكان المستوحاة من هذا الموروث الحضاري تحاكي استدارة هذه الأدوات رمزا للاستمرارية والديمومة مع كل الحركة في المحيط الأسطواني لجسم العمل الذي يتغير باستمرار مع تغير الوقت والذي نحت على قطعة من الرخام العماني الأبيض اللبني كما أن الظل الساقط من مؤشر الساعة المنحوت على خشب الساج يتغير مع تغير الوقت حيث يجري على سطح العمل المزخرف بالزخارف الإسلامية، والساعة مع جريان الشمس بين الشروق والغروب، إن منحوتة المكان والزمان (المزولة) هي أيقونة أصيلة تترجم كل ذلك التقدم العلمي الإنساني وعلاقة العماني بالبحر واهتمامه بالوقت لتخلد ذكراهم وتبعث فينا الأمل لاستمرار ذلك العطاء من خلال الحركة الدائمة عليها مع كل شروق وغروب».